الطريق إلى الحيوان
أعرف على الأقلّ من حذائي
أنًّ المطاردة لا تزال طويلة
لكني لن أكفَّ عن رشق هذا الحيوان بالماء والحجارة
وربما سأبحث عن سلاحٍ آخر
كالتظاهر بالموت
أو التلويح بجثَّة ثورٍ برّي يرعى في عظامي
أو أية حيلة أخرى
كمعاودة الهبوط إلى الغابة
والتغلغل في النمور والشرايين
أو النوم
قرب أحمال القصب
وافتراس الوقت بالغناء.
التحدث إلى الخيول
كان عبثاً أن أُفهم الأحصنة
أنَّ السباق مخجل في هذه المنحدرات
وأني أفلست تماماً من القمح اليوميّ
والماء
للذكرى
وعبثاً أرمي علفَ الصداقة
وأدعُ رأسي خفيفاً كنسمة تذهب إلى الشاطئ
فيما الطرقاتُ سنونواتٌ مهاجرة
ويجب أن ألقّم البنادق لاصطياد المهاجرين،
ولم يكن عليَّ أن أنام أو أنهض
لأعرف أنَّ الشمس
لا تتعثر بالدلافين.
هذا ما يحدث
السريرُ مرَّةً أخرى
قبل أن أنتشرَ في النهار كالشظايا،
يحدث دائماً:
نشيجٌ متقطّع
قنواتٌ من المصل على الظهور
قبالةَ دكَّان التبغ حيث يمكن
تأمُّل الأضلاع الناجمة
عن تداخل الشوارع.
غراب الأبدية
يوم قَّررتُ اصطيادَ غراب الأبديَّة
أفهمتُهم جيّداً أنَّ هذه الغابة ليست من عاداتي
وأنَّ في فمي طيوراً
تنقد النمل الأصفر والكآبة،
ورميتُ خطواتي في النهر
لأغسل عني الفضاء.
السفر إلى أثينا
كانت تمطر وننتظر البواشق
قبل أن نقرّر متابعةَ الطريق
إلى صديقين في أثينا:
جاد وسركون.
أحدهم يصرخ في وجهي
مطلوب قَدَمٌ شاغرة
للحدائق العامة،
عملٌ كاملٌ بلا معاش
أخذتُ فرصةً وها أنا ذاهب إلى أصدقائي
يقال هناك أكروبول
يتَّسع لثلاثة سكيرين.
تحية لقدمي
جالس
أتأمَّل قدميّ:
أدغالٌ خرَّبتها قميصٌ مستعجلة
أظافُر ملساء في منتجعٍ روحيّ
تستقبل ذئاباً تخرج تباعاً
من أفواه الماشية:
إنها خدعة للتودُّد
ليتحمَّل اثنان أنهما شبيهان
يتَّجهان معاً وفي الوقت نفسه
إلى طريدة الغد،
إلى الحافة التي لا يمكن هبوطها على مهل،
الغد المرفوس في أيّ لحظة
بمؤخّرة الماضي
بأذنابٍ ضربتْه طويلاً
وهي تلوّح في الهواء
وبقدمين
تستعدَّان لجولة
في دماء الطريق.
ألا يمكنني أن أزهو
لأنَّ قدميَّ هنا، أمامي
وصديقتان!
الحفلة
بما أني أصبحت جاهزاً للأعراس
مثل إوزَّة على طبق
فلتبدأِ الحفلة الآن
ليرقصِ القتلة و اللواطيون
مع الملوك و القديسين
ولتباركِ العاهراتُ هذا العرسَ بدلاً من الكهنة
ليكون لهذه الليلة نسل جميل.
لتبدأِ الحفلة
فأنا جاهز تماماً
كالصناديق.
الحيّ الغامض
على عجَل
وبفتَّاحة العلب في يدي
يخرجُ المزيد من الرغوة:
رجالٌ يمشون
كتمرينٍ ضعيف على البيانو
أنهارٌ تنتظر عند البَّوابة
وضلوع
تفتح كمِظلَّة.
في الشارع نهار غائم
وبقعٌ من الأسبوع الماضي،
إنهم ذاهبون في جنازة
هذا الأحد.