“أصداء الوجع في مرايا الذاكرة قراءة في المجموعة القصصية “صوت من الماضي “للصحفي حسام أبو العلا
د. نجلاء نصير
تُعد مجموعة “صوت من الماضي” للكاتب حسام أبو العلا تجربة سردية متعددة الطبقات تُحاور الذاكرة الشخصية والجمعية من خلال عشرين قصة قصيرة، يتصدرها عنوان يحمل حمولة دلالية غنية، ويترافق مع إهداء يشكل عتبة رمزية دقيقة.
كما يمكن تصنيف “صوت من الماضي” ضمن “أدب النوستالجيا الوجداني المعاصر“، المتكئ على الصوت الداخلي والرمز العاطفي. هي مجموعة قصصية لا تسعى إلى خلق حبكات درامية متوترة، بل إلى إنصات دقيق للصوت المنسي داخل الذات الساردة. وبالتالي، فإن تصنيفها يتجاوز الشكل الفني ليطال البنية النفسية والوظيفة التأملية للنصوص.
الفرضيات النقدية للدراسة
- أن العتبات النصية (العنوان، الإهداء) توظف رموزًا تبني مسارًا دلاليًا للحنين والتفكك النفسي.
- أن تكرار التيمات في القصص يخلق بنية سردية موحدة، رغم تنوع الأصوات والشخصيات.
- أن السارد في العديد من القصص يكتب ذاته من موقع تأمل ميتاسردي، وليس فقط من موقع حكائي.
- أن التوتر بين الحاضر والماضي يمثل آلية نفسية لإعادة بناء الذات المنكسرة.
غلاف كتاب “صوت من الماضي” لحسام أبو العلا
الغلاف الخارجي لهذا الكتاب لوحة من لوحات الفنانة فاطمة حسن التي أبدعت في تجسيد معانقة الإبداع الأدبي مع الإبداع الفني فاللوحة جعلت من الغلاف ليس مجرد واجهة تصميمية، بل يمثل مفتاحًا دلاليًا يمهد الطريق لسرد داخلي متشابك بين الذاكرة والزمن والعاطفة. ويمكن تفكيكه نقديًا وفق عدة مستويات:
التحليل البصري الرمزي
- الوجهان الظاهران على الغلاف (رجل مسن وامرأة)
- يثيران سؤالًا وجوديًا حول الهوية والزمن: هل هما شخصيتان سرديتان؟ أم يمثلان استعارة للذاكرة المتجسدة؟
- تعبيرات وجهيهما مزيج من الحنين والانتظار، في إيحاء بصوتٍ قادم من الماضي يصارع الحاضر.
- الوردة الحمراء في يد الرجل:
- ترمز للحب أو الفقد، لكنها أيضًا قد تكون رمزًا للتشبث بالجميل رغم التغيرات.
- لونها الأحمر يكسر أُحادية الألوان على الغلاف ويوجه العين إلى مركز العاطفة.
- العنوان “صوت من الماضي” بلون أحمر واضح:
- استخدام الأحمر يعكس التوتر العاطفي أو الاسترجاع الحيّ لذكريات قد تكون مؤلمة أو مشبعة بالحنين.
- اختيار العبارة “صوت” يوحي بأن الزمن الماضي ليس ساكنًا، بل نابضًا داخل الذات الساردة.
التحليل اللساني للعتبات النصية
- اسم الكاتب مكتوب بخط أسود أعلى العنوان:
- يقدم “حسام أبو العلا” كفاعل سردي حاضر، لكنه يترك المجال للعنوان بأن يكون مركز الثقل البصري والدلالي.
- الختم “قصص” بجانب العنوان:
- لا يعمل فقط كتصنيف، بل يعزز مفهوم التعددية في الأصوات السردية. فكأن الماضي ليس صوتًا واحدًا، بل كولاج سردي متنوع.
التحليل النفسي والمضمر الخلفي
- صورة المؤلف في الغلاف الخلفي توضح حضوره كذات تتأمل التجربة السردية، لا فقط كناقل للحدث.
- النص الخلفي يرسم صورة لشخصية غارقة في الصمت، لكن وجهها وجسدها يبوحان. هذا التوتر بين التعبير والاحتجاز الجسدي يُمهّد لتجربة سردية قد تنبش في جراح الذاكرة، وفقدان التعرّف، والحب المسكوت عنه ويتماهى مع الغلاف والقصة الأولى بالمجموعة “صوت من الماضي “
فالغلاف لا يسعى لجذب القارئ تجاريًا، بل يُعِدّه نفسيًا وتأويليًا لمساحة سردية تعج بالأصوات الغائبة، والذكريات البصرية، والتفاعلات النفسية المدفونة تحت سطح الزمن. إنه غلاف يقدم تجربة حسية وذهنية تُحيل إلى الذات كمرآة للماضي الذي لم يمت بعد.
الإهداء:
“إلى من زرعت أملًا في قلب كاد يتوقف ..”
يعمل كبنية ميتاسردية؛ إذ أن الراوي/الكاتب يوظف الإهداء للتلميح إلى تجربته الشخصية أو إعادة ولادة سردية. بنبرة الوعي العميق ،فالإهداء ليس مجرد تقديم شكر، بل إعلان فلسفي بوجود معنى في المعاناة، وتحويل الجراح إلى طاقة سردية.
بيت المتنبي :
“لا تحسبوا أن رقصي بينكم طربًا / فالطير يرقص مذبوحًا من الألم”
هو من أشهر أبيات أبي الطيب المتنبي، ويُعدّ من الأبيات التي تختزل فلسفته الوجودية، وتكشف عن مفارقة الألم المتخفي خلف مظاهر البهجة.
هذا البيت ورد في إحدى قصائده التي تعكس توتر الذات الشاعرة بين المجد والجراح، ويُستخدم كثيرًا في الأدب والنقد بوصفه صورة رمزية للمعاناة الداخلية التي لا يراها الآخرون.
دلالات نفسية وسيميائية:
- صيغة الإهداء المبعثرة والمتداخلة دلاليًا تعكس اضطرابًا داخليًا، وكأن الذات تُعيد تركيب ماضيها عبر لغة شعرية مجروحة.
- النبض – السماء – الروح: ثلاثية رمزية تربط بين الانطفاء الداخلي والبعث، وكأن السارد يبدأ رحلته من نقطة قريبة للموت النفسي.
- الطائر المذبوح من الألم: البيت كله تشبيه تمثيلي وتعبّر عن الكآبة بوصفها رقصًا فوق الوجع، أو تعبيرًا فنيًا عن الجرح وبه استعارة مكنية في جعل الطير والقلب يرقصا وبالبيت أيضا حسن التعليل وهو لون من ألوان البديع
وإذا قمنا بالربط العتباتي: العنوان × الغلاف × الإهداء
يُشكّل الثلاثي العتباتي ما يمكن تسميته بـتمهيد سردي نفسي-رمزي، يسبق النصوص القصصية ويُمهّد لدخول القارئ إلى عالم الذات المجروحة والزمن المنكسر، وذلك عبر رموز حسية تمزج بين النبض والسماء والطائر في مواجهة الصمت والغياب والنافذة.
اللغة: الكاتب يستخدم لغة سردية شفّافة، قريبة من اليومي، دون تعقيد لغوي، وهو ما ينسجم مع الطابع الواقعي الحياتي للقصص.
الأسلوب: يعتمد على البناء التراكمي للأحداث، وتشويق داخلي نابع من تطور الانفعالات، لا المفاجآت. هناك اعتماد على الحوار الداخلي والذكريات، ما يضفي طابعًا تأمليًا على السرد.
ثالثًا: المنهج البنيوي
- تحليل الشخصيات
- الغالبية شخصيات نسائية تمر بتجارب وجدانية مؤلمة: فراق، خيانة، عنف أسري، قهر اجتماعي.
- الشخصيات الذكورية تتراوح بين الضعيف، المهمل، المتغطرس، والمُخادع، لكنها ليست ذات بعد واحد؛ بعض الشخصيات كـ”رمزي” و”صادق” يظهر فيها الجانب الإنساني.
- الأطفال يمثلون الأمل أو الامتداد العاطفي، وغالبًا ما يُستخدمون لإبراز الفقدان أو التضحية.
الزمان
- الأحداث لا تتقيد بزمن محدد، لكنها تتحرك بين الحاضر والذاكرة، وبين الاستعادة والاستبصار.
المكان
- البيوت والمستشفيات والمقاهي وأماكن العمل تشكّل فضاءات محايدة لكنها حاضنة للتحولات النفسية والاجتماعية.
الحبكة
- الحبكة تعتمد غالبًا على نقطة صدمة (مثل لقاء غير متوقع، خيانة، مرض، أو رحيل مفاجئ)، ثم تدور القصة حول تداعيات هذه اللحظة.
رابعًا: المنهج النفسي والاجتماعي
- المجموعة مفعمة بـالهواجس النفسية: الخوف من الهجر، قلق الأمومة، الذنب، الحنين، الاكتئاب، وانهيارات الهوية.
- كما تكشف عن نقد اجتماعي صريح للعلاقات الزوجية، التقاليد، الفقر، ظلم المرأة، مع هيمنة القهر الذكوري والمجتمع الذكوري الرافض للرحمة.
خامسًا: المنهج السيميائي
- النافذة، الورد، العطر، القهوة، الهاتف، المرآة، البيت، كلها رموز مكررة تتعدى دورها المادي إلى أبعاد دلالية (مثل النافذة التي تربط بين الداخل المعزول والعالم/الآخر، أو القهوة كطعم الذاكرة).
- حتى الأرقام مثل “الغرفة 177” تتجاوز بعدها الوظيفي لتصبح شيفرات سردية.
سادسًا: الرؤية الفكرية
الرؤية السردية تنحاز للمهمَّشين: النساء، الأطفال، المرضى، الكبار في السن، الضحايا المنسيين.
الرؤية ليست فقط نقدية للواقع المجتمعي ، بل إنسانية، تؤمن بأن الحب والرحمة والذاكرة قد تكون علاجًا حتى للزهايمر، كما في القصة الأولى “صوت من الماضي“.
أمثلة تطبيقية من المجموعة :
- قصة صوت من الماضي
جدير بالذكر أن الدفة الثانية للغلاف تخير الكاتب جزءا من قصة صوت من الماضي “حالة صمت رمزي الدائمة لا يصاحبها سكون ،إشارات يده وتعبيرات وجهه تؤكد انه يهامس غائبًا يسكن روحه ..”
العنوان:
يحمل دلالة مزدوجة، فهو يُحيل إلى الذكريات التي ترفض أن تموت، كما يرمز إلى أن الماضي قد يكون الشفاء الوحيد من أمراض الحاضر (كالزهايمر).
الشخصيات:
- رمزي: رجل مسن فقد الذاكرة بعد صدمة فقد ابنته، يمثل نموذجًا للإنسان الذي يعيش في عزلة رغم محاولات المحيطين به.
- نوال: حبيبة قديمة، تعود بعد رحلة معاناة لتبحث عنه، وتقاوم برودة النسيان بالحب والوفاء.
- الطبيب: يمثل الضمير العلمي والإنساني الذي يراقب ويستنتج ويتعاطف.
الزمان والمكان:
- الزمان: يمتد عبر استرجاع طويل لأحداث ماضية تنتمي لشباب رمزي ونوال.
- المكان: مستشفى نفسي يمثل العزلة، والنافذة ترمز إلى الاتصال بالعالم الخارجي.
الحبكة:
قصة حب قُطعت بسبب رفض أهل نوال، وانتهت إلى طرق منفصلة، لكن الماضي يعود على هيئة امرأة تحمل وردة وعطرًا، لتحيي قلبًا منطفئًا.
الرموز:
- الوردة والعطر: رمزان للذكرى والحنين.
- النافذة: ترمز إلى الأمل والانكشاف الداخلي.
فلسفة النص ترى أن
مهما حاول المرض أن ينهش الذاكرة، يظل الحب أعمق من النسيان، وصوت الماضي أقوى من صمت الحاضر.
وفي قصة سر المرحوم
العنوان:
يحمل بعدًا تشويقيًا – “سر” لا يُكتشف إلا بعد الوفاة – لكنه يحمل أيضًا صدمة مزدوجة: من مات لم يكن كما عاش، و”المرحوم” لا يستحق هذا التوصيف دائمًا.
الشخصيات:
- الراوية (الزوجة): عاشت في ظل زوج مثالي ظاهريًا، لكنها تكتشف خيانته بعد وفاته.
- الزوج المتوفى: شخصية مزدوجة، بين القديس الاجتماعي والمخادع الخفي.
- نانا، سناء، والطبيبة: نساء في حياته السرية، يمثلن طبقات مختلفة من الخيانة.
- نجلاء: صديقة العمر التي تتضح علاقتها المزدوجة بالزوج.
الزمان والمكان:
- الزمان: يمتد من الحياة الزوجية الطويلة، وينقلب بعد الوفاة.
- المكان: البيت، الهاتف، زيارة نجلاء، وعزاء رمزي.
الحبكة:
بعد وفاة الزوج المفاجئة، تبدأ الزوجة في فحص هاتفه، فتكتشف خيانته المتعددة، ثم تصاب بصدمة كبرى حين تعلم أن أعز صديقاتها كانت من عشيقاته.
الرموز:
- الهاتف المحمول: نافذة على الحقيقة المخفية.
- الرسائل: تُحوّل الموت من نهاية للستر إلى بداية للفضيحة.
- الرداء الأسود، صور الزوج، التلاوة القرآنية: غلاف من القداسة الزائفة.
فالحقيقة قد تُخفى في الحياة، لكنها تتفجر بعد الموت، والمظاهر قد تكون قناعًا سميكًا يخفي أفظع الحقائق، و”المرحوم” ليس دائمًا يستحق الرحمة.
وفي قصة النور المظلم
نحن أمام سرد يلتقط مفارقة جمالية وفلسفية تُحاكي تناقضات الإنسان بين الأمل والانكسار، وبين “الضوء” بوصفه حلمًا و”الظلام” بوصفه واقعًا ملتبسًا. إليك تحليلًا نقديًا متعدد المحاور:
مفارقة سيميائية مكثفة تحمل ثنائية ضدية
- يجمع بين كلمتين متناقضتين: النور والمظلم، مما ينتج عنه أثر صدمة لغوية تثير الفضول.
- العنوان يشي بأننا أمام قصة تحكي عن ضوء غائب، أو عن نور داخلي لا يُرى إلا عبر الألم.
- يعمل بوصفه عتبة دلالية تُوجّه القراءة نحو استكشاف مفهوم الخلاص عبر المعاناة.
- قصة “النور المظلم” تُعد من أكثر القصص تمثيلًا للفلسفة الشعورية التي تحكم مجموعة صوت من الماضي.إذ يتقاطع فيها ما هو سيري ووجودي بما هو رمزي وتأويلي. حيث يُحسن الكاتب التقاط المفارقة الشعورية في القصة اعترافًا حزينًا لكنه نبيل، فحلم الانجاب وصبرالزوجة 19 عاما ورحلة علاج زوجها وتعرضها للتعنيف من شقيقة زوجها وصمتها حين نعتت بالعاقر مشاهد متلاحقة ،ثم يأتي النور بميلاد نور ونورا لكن المفارقة الدرامية في وفاة الزوج .
وفي قصة 2050 قصة ساخرة
العنوان “ ليس مجرد رقم، بل إحالة إلى زمن مستقبلي بعيد نسبيًا، يُستخدم غالبًا في الأدب للإشارة إلى:
- تخييل مستقبلي: تصور ما ستكون عليه الحياة، العلاقات، أو القيم بعد عقود.
- مفارقة زمنية: حين يُستخدم المستقبل للسخرية من الحاضر أو فضح تناقضاته.
- تأجيل الحلم: كأن الذات الساردة تقول إن التغيير لن يحدث إلا بعد زمن طويل، مما يعكس شعورًا باليأس أو التهكم.
ثانيًا: التحليل النفسي – التوتر بين التطلّع والانكسار
- العنوان قد يُشير إلى حلم مؤجل أو وعد لم يتحقق، خاصة إذا ارتبط بسردية بطل عانى طويلًا.
- استخدام رقم مستقبلي دقيق (2050) يوحي بأن أو السارد يهرب من الحاضر إلى زمن متخيّل، ربما أكثر عدالة أو حرية.
ثالثًا: التحليل السيميائي – الرقم كرمز
- “2050” يحمل دلالة رقمية مجردة، لكنه يتحول إلى رمز سردي:
- تاريخ محتمل للتحرر أو نهاية القهر.
- توقيت رمزي للانبعاث بعد سنوات من الصمت أو الانكسار.
- مرآة للزمن الضائع: كلما اقتربنا من الرقم، زادت المفارقة بين الحلم والواقع.
إنها قصة تتجلى فيها سخرية البطل العاطل عن العمل الذي يتصفح الجريدة وأسعار العقارات والفرص المتاحة
والقهوة والدومينو دليل على حالة الفراغ وتدني الأحوال الاقتصادية والقفلة توضح الحالة المادية للبطل “تذكر أن حذاءه يحتاج إلى رتق ..” ص 82
في ختام هذه الرحلة القصصية التي امتدت على مدار عشرين قصة، يجد القارئ نفسه وقد عبر حقولًا متنوّعة من الألم والحنين، وصادف وجوهًا مألوفة في مرايا الغربة، وسمع همساتٍ تأتي من ذاكرةٍ بعيدة، لكنها لا تزال تنبض بالحياة.
“صوت من الماضي“ ليس مجرد عنوان لمجموعة، بل هو مفتاحٌ تأويليٌ لبواباتٍ متعدّدة من السرد؛ حيث تتقاطع الأقدار، وتتكشّف المصائر، وتنهض الشخصيات من بين طبقات العاديّ واليوميّ، لتقول ما لا يُقال، وتبوح بما لم يُكتب بعد.
في هذه القصص، لا ينتصر الكاتب للحدث بقدر ما ينتصر للحالة؛ ولا يركض خلف العقدة، بل يتأمل الشقوق الصغيرة في جدران النفس. تتقاطع في نصوصه أصوات المرضى، والمحرومين، والعاشقين، والمهمّشين، كأنهم جميعًا يسكنون دهليزًا واحدًا يفتح على الماضي، لكنّه مشغولٌ بأسئلة الحاضر وهموم الغد.
ما يُميز هذه المجموعة هو قدرتها على الإمساك بتفاصيل الحياة البسيطة، وتحويلها إلى لحظات كشف إنساني. لا غرابة هنا ولا فانتازيا مصطنعة، بل واقعية شفيفة تُصغي للداخل، وتمنح القارئ مرآةً يرى فيها نفسه، لا بطولته.
في النهاية، تبقى القصص العشرون كأنها محطات في سيرة وطن صغير، يُنسى فيه الكبير، ويُخذل فيه الصادق، ويصمد فيه من يحمل في صدره ذاكرة لا تموت… ذاكرة تُصرّ على أن تروي، حتى لو لم يَعُد هناك من يُصغي.