صلاح فائق
انا من حالمينَ قلائل في هذا الكوكب اصابعي طويلة ، تؤهلني كي الملمَ فراشات , من حدائق ، ومن ضاحيةٍ متخيلة . احملها الى اماكنَ آمنة في قصائدي وعند وصولي ، اختلسُ قبلةً من سائحة نائمة فوق مصطبة , فتغطيها تلك الفراشات
*
ثمة ادغالٌ تتبعني ، ربما معجبة بي ، وحين اعبرُ ، مشياً ، كل جدول اصادفه في طريقي الى مملكة النوم . تلك نزعتي الريفية وما ورثته عن جدي الهارب من حرب ما : انتهى مختفياً في سردابِ بائع مخطوطات .
*
لا اميلُ الى الناس ولا التجوال ليلاً ، انما استلقي على سريري القديم واحلمُ وسط كتبٍ وقصائد لم تصحّح منذ اعوام
*
يخيلُ أليّ ان طيفاً يتبعني في الليل ، وكآني هاملت والطيف ابي . هذا يجعلني اختالُ قليلاً ، فاتفادى طعام العشاء : سريري ضيقٌ ولا يكفي حتى لإبتهاجٍ واحد
*
لا اتذكرُ احلامي من منامات الليلة الماضية . لكن ناقلاتٌ ضخمة من محيطاتٍ جلبتْ معها كوابيسَ اممٍ من قارات اخرى والقتها امام بابي
*
سقطَ جاري من اعلى شجرةِ جوز الهند ، ماتَ . كتبتُ قصيدة عنه ولم تكن مرثية . شعرتُ باني اديتُ واجباً . اخبرتُ ارملتهُ بذلك في غرفتي ، بعد ليلتين .
*
