ابحث عن البياضِ دائما..

شارك مع أصدقائك

Loading

علي حسن الفواز

الى صديقي الحكيم ..ياسين طه حافظ
قد نحتاجُ ملوكًا طيبين، وجندًا يشبهون الملائكة،
وساعاتٍ لا تقفز كالكناغرِ،
واصدقاءَ لا يشبهونَ السيدَ ماكبث..
الجنرالاتُ اوهمونا بجنانٍ مغشوشةٍ
واوطانٍ عاطلة،
والجندُ كرروا حروبَهم باسمائنا،
والساعاتُ هربتْ مثل البغايا
الى احضانٍ أخرى…
الاصدقاءُ علّقوا قميصَ يوسفَ
مثل قصيدةٍ مبللةٍ بالخطيئة..
يا صديقي القديم، الطيبُ مثل حكيمٍ يوناني
اعرفُ أنّك تكره الحروبَ كثيرا،
تشتري اللغةَ، والقواميسَ، وربطاتِ العنقِ،
وعطورَ المدنِ الباذخةِ،
لترممَ العالمَ من خرابِ كاليغولا، ومن جندِ القيصر،
ومن ساعاتِ سلفادور دالي..
يا صديقي المعلمُ
اعرفُ أنّك تغسل العالمَ بالاستعاراتِ،
تفتح ابوابًا للعابرين الطيبين،
ليغسلوا العالم بالحكمة والموسيقى،
واعرّف أنّك تهذبُ التاريخَ بالحكاياتِ،
لذا اعوذ بك من زمنٍ باهت، ومن حكاياتٍ
طاعنةٍ بالكراهة، ومن اسماءٍ لا مجازَ لها سوى الخطيئةِ،
ومن اصدقاء يشترون الحروبَ بالتأويل،
يؤجرون اوطانًا لتبادلَ الاسلحةِ والشتائم..
ياصديقي الحكيم
سا شتري قميصا أبيضَ للنزهةِ أو للحبِّ، لا فرقَ،
لأردَّ بصيرةً غائبةً، وانأى عن حكايةِ الذئبِ والأخوةِ،
واطلق لأصابعي شهوة اصطياد الفراشات،
كي اردّ الجسدَ للمعنى، إذ اوهمه الآخرونَ
بالمتاهةِ، والمعاصي، وسرائرِ الاخطاءِ المقدّسة.
يا صديقي الحكيم..
العالم ضيقٌ كالعبارة، وضيّقٌ كالرؤيا أيضا، فما تصنعه
الحكمةُ بات يشبه الرمادَ، وربما يشبه الساعات التي
تركضُ في الفراغِ،
لا معنى لها سوى أنها تشبه الخيول..
شارك مع أصدقائك