حاورته هويدا مصطفى
كاتبة من سوريا
يبقى الشعرهو سر التحولات الكبيرة في التاريخ الإنساني ،وأعجب ما فيه هو قدرته الخلاقة على بعث سرانيته مجددا، ويبدو لي انه النشاط الإنساني الأكثر جرأة على طرح اسئلته المتجددة. وانه بامتلاكه الدائم لصيرورة تجدده وانتصاره على كل محاولات الاندثار(رؤى ولغة)، فهو بالتأكيد قادر على ابتكار أفق ينفلت دوما من اسر الأنظمة والبرامجيات ممتلكا نشيده الأبدي.والشاعر نصير الشيخ من الشعراء الذين أغنوا المشهد الشعري العراقي والعربي بحضوره المتواصل.ولتسليط الضوء على مفازات جديدة في تجربته الشعرية كان لنا هذا الحوار معه.
-لكل ولادة حكاية فكيف كانت بدايتك الأدبية وكيف تقدم نفسك للقارىء؟
**- النهر لايختارمجراه، بل يشق طريقه عبرالسهول والوديان. الصِبا كان النبع الأول في تدفقه،اذ كانت القراءات الأولى للكتب الأدبية عموما ودواوين الشعربعيدا عن المقرر المدرسي، هو أنا .ذلك الصبي الذي حاول مبكراً اصطياد معنى الحياة، باحثاً عنه في عيون الأطفال وابتسامات النساء ورسائل العاشقين واضواء الشوارع ومتون الكتب.
-بمن تأثرت وجعلك تكتب قصيدة دون استئذان ،وما هي القصيدة التي مازالت عالقة بذاكرتك؟
**- تلك الحمحمة البدئية وذلك الإحساس المرهف بالعالم والوجود ،كانت الدافع للكتابة وكان التدوين الأول لي على الورق نهاية السبيعينيات من القرن الماضي، مقطوعة نثرية رومانسية نشرت لي في وقتها على صفحات جريدة الراصد العراقية، رافقتها بهجة لاتوصف وانا أرى اسمي مكتوب في الجريدة…منها انفتحت لي بوابات الشعر وحتى اللحظة وانا اسير الكتابة شعراً ونقداً.
-هل تحدثنا عن أغراض ومضامين مجموعاتك الشعرية؟
** الشاعر كونٌ قلقٌ…وينبوع دفاق يصل ماءهُ الى مديات لاتحدُ، والنص الشعري نسيج جمالي من لغة عالية ومرهفة ،وايقاعية تملء جسد النص،وصور شعرية مبتكرة ترتقي بالذائقة الشعرية،كلها من تصنع معمارية النص الشعري.وبالتأكيد للواقع سطوتهُ في التأثير على الذات الشاعرة، من هنا في مخبري ابصرالواقعة وأقشرها واعيد رسمها شعراً،واعتقد جازما ان هذا هو جوهر الشعر، انه زاوية التقاط حادة لبروق سماويةٍ ووقائع مادية على حد سواء.
-ماهي الموضوعات التي تناولتها في كتابة نصوصك الشعرية وكم يؤثر بك الواقع؟
** بكل تأكيد لابد من صدق التجربة في العملية الشعرية، بتوصيف قدرتك على النظرفي اعماقك والتحديق فيها واصطياد كنوز الكلام ولمعة الرؤى، صعوداً الى مخيلة تكتنزُ فيها بروق الألهة ..من هنا تجدين نصوصي سلسلة متعاقبة من الصورالشعرية تنضفرُفيما بينها بشكل ابهى.
-لكل شاعر مرجعياته التخيلية والجمالية لبناء عالمه الإبداعي، ماهي ينابيع أنهارك الشعرية لتأسيس القصيدة؟
** الجمرة المتوقدة في اعماقي، الإحساس بجدوى الكتابة ،والموقف من العالم ك”رائي”..وايماني الراسخ بقدرة الشعر الحقيقي ليس بتغيير العالم ،، وانما بجعله متوازناً على الأقل في ازمنة القبح والحروب. وبالطبع تبقى القراءات المعمقة والاطلاع على التجارب العالمية في حقول الفكروالثقافة والادب، مع التأمل فيما حولك ،ومن ثم اجتراح فلسفة خاصة بك من شانها رسم ملامح وجودك الشعري.
-مارأيك بالنقد وهل يواكب مسيرة الشعر وهل الكاتب يحتاج للنقد برأيك؟
** النقد مساحة كبرى في حقول الادب،والنقد لم يعد تابعاً لوجود النص او القصيدة فقط، النقد أضحى في اشتباك مع النص، ان لم نقل نصاً على نصٍ،يذهب عبر الياته الى متون المعنى وزخرفة الشكل ،ويفعل دينامية النص الشعري ويضئ مفاصل منه،ويكشف بلاغته وجمالياته،..أما هل الكاتب يحتاج النقد ،فالمسألة ليست ” هبة ” أي انتظارالشاعرلما يقوله الناقد عن قصيدته لتكون جواز مرور، او ان الشاعر يستقطرُ مديحاً او تقريعاً له، لا …النقد هو اليات لمواجهة النص سواء بمنهج بصبغته الاكاديمية ، او من غير منهج بصيغتهِ المعيارية .
-كيف تتجلى صورة المرأة في قصائدك ؟
** المرأة كائن فاعل في حياتي،وعنصرجمالي متميز في قصائدي ونصوصي، وهي مرة حاضرة من لحم ودم نشرب القهوة معا ونقرض الشعر،ومرة خيالا يبرق في الذات والذاكرة ..المرأة مساحة حرة في حياتي ووجود مكتنز بكل ماهو جميل ومراوغ
-ماهي مشاريعك المستقبلية؟
** يبقى الكاتب مشروعاً مستديماً ومنفتحا على أفاق أوسع …والكتابة ميدان لايصل الى نهاياته احد…بالنسبة لي مستمر في الكتابة وهي كالاتي : 3 مخطوطات دواوين شعر..كتاب في السيرة والمكان ..وكتاب قراءات في الفن التشكيلي العراقي والعربي.