التأقلم في بلد جديد… بين الحنين والمسؤولية…مها هرموش

شارك مع أصدقائك

Loading

التأقلم في بلد جديد… بين الحنين والمسؤولية

مها هرموش

حين نغادر أوطاننا وننتقل إلى بلد جديد مثل أستراليا، نحمل في قلوبنا الكثير من الذكريات، من匡 رائحة الخبز الطازج في حارتنا، إلى ضحكات الجيران، ودفء العائلة، والمناسبات التي لا تُنسى. لا أحد يُنكر أن فراق الوطن صعب، وأن الحنين لا يغيب.

لكن في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نُنكر فضل البلد الجديد علينا. أستراليا قدّمت لنا الأمان، والرعاية الصحية، والتعليم، والفرص للعمل والاستقرار. فتحت لنا أبوابها بكل احترام وكرم، ومن واجبنا أن نقابل هذا المعروف بالشكر، وبروح المسؤولية.

من الطبيعي أن نحزن على ما خسرناه، لكن الأجمل أن نعمل على بناء حياة جديدة، دون أن ننسى جذورنا. يمكننا أن نخلق هنا مجتمعًا صغيرًا يشبه ما اعتدنا عليه، نحيي فيه التقاليد الجميلة، وننشر طيبتنا وثقافتنا الغنية، ونعلم أولادنا أن يكونوا فخورين بأصلهم، ومندمجين ومحترمين للبلد الذي استقبلهم.

العمل، احترام القوانين، التعلم، والتطوع، كلها طرق بسيطة لنكون جزءًا فعّالًا من هذا المجتمع. لا يجوز أن نبقى بلا عمل ونشتكي طوال الوقت. ولا يصح أن نسبّ البلد الذي نعيش فيه، لمجرد أنه لا يشبه وطننا. لكل بلد جماله وتحدياته، ونحن من نصنع الفرق بتصرفاتنا.

التأقلم لا يعني النسيان، بل يعني التوازن بين الماضي والحاضر. فلنكن سفراء لبلادنا الأصلية، ومواطنين صالحين في بلادنا الجديدة. لنمنح أبناءنا مستقبلاً أفضل، دون أن نخسر أنفسنا في الطريق

 

شارك مع أصدقائك