حوار مع الفنانة ذكاء كمال .. حاورتها انعام كججي باريس

شارك مع أصدقائك

Loading

 الفنانة ذكاء كمال

نساؤها من طين وماء

حاورتها انعام كججي

باريس

 

في فرنسا, يسميها الأصدقاء ( داكا ) اما ذكاء كمال التي جاءت الى باريس قبل سبع سنوات , فلا يهمها ان يجيد الاخرون نطق اسمها فكل اهتمامها باعمالها الفنية .

والطين هو المادة التي تعبر بها ذكاء عن نفسها . وموضوعاتها موسعة , لكن الطابع الشرقي هو السائد وسببه كما تقول ( حنيني الى الوطن ) وهي العبارة المرسومة على شفتي كل مهاجر .

حين انتسبت ذكاء الى اكايديمة ( باري , اميركا) وجدت معها طلبة من امركيا والسويد واليابان , وكلهم يميلون الى الموضوعات التقليدية في الخزف , كالمزهريات والصحون ومصابيح الانارة , اما هي فقد وجدت نفسها تتجه الى اللوحات الخزفية والجداريات .

ولان الخلود هو العنوان العريض لموضوعاتها , فقد كان للمرأة فيه مكانتها واعتبارها رمز الخصب ومانحة الحياة .

  • الاحظ ان لوحاتك تحتفظ بلون الطين الأصلي , دون (تزجيج) او تلوين ؟
  • ان لون الطين جميل كما اراه , وفي درجات متباينة كثيرة , لذلك احفظ له الوانه , انا لست ضد الألوان … لكن لون التربة هو ما اخترته .
  • والخلود … هل لهذا الموضوع علاقة بالحضارة التي تنتمين لها ؟
  • طبعا … وجلجامش مصدر الهام لاينضب , وقد اخترت الموضوع لانني لا انظر الى الخلود كمرحلة تأتي فيما بعد , بل اعتبر كل ما تقوم به اليوم وكل لحظة نحياها هي جزء من الخلود , ان الإنتاج واستثمار أيام هذه الحياة هو الشيء الخالد .

ذكاء اقامت معرضين لاعمالها في باريس الأول في ( مركز استقبال طلبة الشرق الأوسط) والثاني في ( مؤسسة دراسة الثقافة العربية ) كما شاركت مؤخراً في المعرض السنوي للفنانين المستقلين في باريس , وكانت تجربة مفيدة سمحت لها بمعرفة موقعها بين فنانين العالم من الشباب .

تقول , لقد شاهدت لوحاتي احدى ناقدات مجلة ( هواة الفن ) وكتبت عني مقالاً نقدياً بالفرنسية , فقد كانت اعمالي المعروضة وسط الاف اللوحات في معرض المستقلين مثل كائنات اصلية غريبة عما حولها من زيوت والوان :

( اعمالك تقترب من الفن البدائي )

احب البساطة في التعبير والخطوط القليلة , لكني لست فنانة فطرية لان الفطري هو الذي ينتج اعمالاً فنية دون دراسة سابقة ودون وعي بما يفعل , انا ارسم ببراءة ولااريد ان افقد هذه البراءة التي لازمتني منذ طفولتي لقد كنت طفلة في المدرسة المامونية في بغداد عندما ارسلوا لوحاتي الى مسابقة لرسوم الأطفال في الهند , وفازت مدرستنا بالجائزة الأولى وحصلت على كأس فضية.

 

وماذا تفكري في المستقبل .

في ذهني ان ازور بلدان افريقيا الشمالية واتعرف على تجاربها في فن الزخرف والفخار واحب كل بلد يشعر الناس فيه بطعم الطين ,,, وطبعا وطني هو اخر المطاف . فالتربة التي كنت استعملها فيه كانت وبشكل اكيد اصلح من التربة التي نستعملها في باريس وانا احتفظ في غرفتي بنماذج من طين بلادي , واقارن بينها وبين الاطيان الأجنبية .

وتبقى لذكاء امنية ان يكون لها محترف خاص تعمل فيه , وفرن تفخر فيه لوحاتها , وتقدمها ساخنة للناس .

شارك مع أصدقائك