دالغة / العلاقة المطبخية
برهان المفتي
ما نريد مطبخكم وكافي تعاملونا مكونات غذائية للطبخة السياسية مالتكم
…………
المشكلة في الناس الجوعية هي أنهم يتصورون كل الناس مثلهم، أهم شي عدهم البطن والكرش وإمتلاء المعدة والتريوعة إللي تنافس زئير الأسد، فتشوف وتسمع شعاراتهم كلها عن الأكل والسلة الغذائية إللي هي الأسم الديمقراطي المستورد للبطاقة التموينية لأن عيب نگول بعد عشرين سنة من الديمقراطية المستوردة بعدنا بحال البطاقة التموينية، بس يجوز نگول بعد عشرين سنة من هاي الديمقراطية عدنا السلة الغذائية، وللعلم هذا المصطلح يدل على كمية السعرات الحرارية إللي يوفرها الأكل للجسم للبقاء على قيد الحياة.. يعني بعبارة أخرى هي قوت لا يموت.
وبضخ هذه الفكرة عد الناس صارت الناس ما تفكر إلا بالأكل، أي واحد في الشارع يوگف گدام كاميرا أي برنامج أو مذيع راح يبدي يعدد مشكلته وي الأكل وجوع أطفاله وعائلته، همه الوحيد بطنه، حتى الناس إللي يهجون ويهربون برة بأول مقابلة راح يگولون إهنا مرتاحين ناكل بسكت. هذا تطبيق فعلي وعملي لفكرة العلاقة بين الكلب وصاحبه.. نعم التشبيه قاس بس هي هاي الحقيقة، تفريغ الحياة من أي شي مهم عدا الأكل.
صارت العلاقة بين الناس والدولة هي علاقة مطبخية، توكلني عدس أتعامل وياك بمستوى حباية العدس، توكلني قوزي أتعامل وياك بمستوى القوزي وحبشكلاته، وتوكلني فلافل أشبعك تبعات فلافلية خاصة إذا أكو خلاف على كمية العمبة في لفة الفلافل، توكلني تشريب باگلة الصبح يكون تعاملي وياك بهذا الشكل، أفلسك تفليس مثل الباگلة. ماكو أي شيء آخر لا مشاريع أستراتيجية ببال الناس ولا خطة وين يريدون ولا هم عد الدولة غير الحليب والطحين والزيت، تگول مو دولة مخيم لاجئين لحين الفرج.. حتى بمواسم الإنتخابات تصير بالجو رائحة أكل من ورا الشعارات المطبخية المليانة بهارات برياني وتعال أتحمل ريحة المرشحين من ورا ثوم وبصل شعاراتهم إذا توگف گدامهم أو ريحة مدافعهم الجايفة إذا واگف وراهم لازگ بالصالنصة.
هاي العلاقة المطبخية هي علاقة غير صحية ولا صحيحة بين الناس والدولة، كلشي بالدنيا ياكل بس مو كلشي يفكر بباچر وبعده، ولا شلون باچر أفضل من اليوم، وبسبب هاي العلاقة المطبخية إحنا دوم يجينا باچر أسوأ من اليوم، گولوا تشاؤم براحتكم بس هذا الواقع، وراح أحچيلكم همين بمنطق البطن والكرش والأكل، قبل كنا بدينار واحد نجيب مائة صمونة، هسة الصمونة الوحدة بيش؟؟ حتى تعرفون شلون هاي العلاقة تدمر كلشي وتدمر الإقتصاد لأن ماكو إنتاج بس أكل وما بعد الأكل تفريغ البطن لوجبة قادمة من الأكل.
نريد نطلع من هاي الحالة، ما نريد ناكل وجبة ننتظر شنو الوجبة الجاية، ما نريد نسمع أي منفوخ يجي يوعدنا بالأكل، ترى وصل كوليسترول البلاد لمستويات خطيرة والبلد دخل بمرحلة الخطورة بإحتمالات الجلطة، والكل شفنا وعرفنا شي يسوي بينا الأنسداد، ترى إنسداد شرايين البلاد قريب.. عود ذاك الوكت ألف تريوعة ما تفيد،وأنتو ما عدكم لا خطة قسطرة ولا تنظيف الشرايين بخطط بناء صحية.. ما نريد مطبخكم وكافي تعاملونا مكونات غذائية للطبخة السياسية مالتكم.