يوميات كازابلانكا …  كاظم النصار … “الحلقة  الأولى ”  

شارك مع أصدقائك

Loading

يوميات كازابلانكا

 كاظم النصار

“الحلقة  الأولى “

 

كازا التي يقول عنها مستر غوغل انها من اهم المدن في افريقيا

مكثنا في كازا او الدار البيضاء اسبوعا كاملا ضاجا بالحركة  للمشاركة في مهرجان المسرح العربي المقام هناك وساحاول ان اسجل بعض انطباعاتي عنها دون الاستعانة بامبراطوية غوغل كما افعل كل مرة مع المدن التي تسنح لي فرصة زيارتها كل 45 عاما مرة

والدار البيضاء مدينة شغيلة وعمال واقتصاد وتنوع سكاني وحداثة

مدينة ضاجة تجمع العتيق بالحديث ومن علاماتها الدالة مدينتها العتيقة و كورنيشها الطويل الضاج بالحياة بمقاهيه وكافترياته الحديثة وحركة الناس نهارا وليلا   على المحيط الاطلسي بكل هيجانه المثير حين تصطدم الموجة بالموجة

شخصيا وامام الجمال والاثارة ليس عندي حل وسط اما ان اصمت تماما او اثرثر على غرار

ياي ياي ياي

ماهاد ..شيء عحيب وغريب

شو هادا ..شووهادا …امجد عطوان ياولد يالعيب …..

العراق يوزاع

لكن العلامة الابرز الذي يحرص الزائر على مشاهدتها هو الجامع الكبير مسجد الملك الحسن الثاني ومئذنتها من اكبر المأذن في العالم فهو تحفة معمارية نادرة وكبيرة وواسعة وفيها نقوش ومتحف وحديقة واسعة وايوانات فاخرة

نسرق الوقت من كثافة المهرجان لنتوغل في المدينة واكتشاف ايقاعها فنجلس في مقهى فرنسا المطل على وسط المدينة امام حركة القطارات جيئة وذهابا ….

تقع المقهى بين المدينة القديمة وبين شارع حديث بعماراته وطرازه الفريد  حيث  يؤدي الى فندق موغادور مكان اقامتنا

في هذه المقهى كان يجلس مشاهير وكتاب اجانب وعرب

وعلى ذمة المسرحي الكبير عبد الحق الزروالي المرتبط مع العراق وفنانيه ارتباطا وثيقا حيث زار بغداد ماضيا 18مرة بالتمام والكمال

قال ان كازا بلانكا مدينة راحلين

يعيش المرء هنا مائة عام لكنه يشعر انه ليس ماكثا اي انه سيرحل. في اي وقت …..لكنه عمليا ماكث يعمل ويتزوج وينجب اطفالا

سألت الزروالي عن نسيانه للاسماء والعناوين ففي كل مرة امزح معه فاقول له

كاظم نصار من العراق

34 مباراة دولية ..لكنه بعد دقائق لا يتذكر اسمي ويقول  ياسيدي

ثلاثة يجب التركيز فيها وليس الاسماء والعناوين والارقام

قيادة السيارة

وعلى خشبة المسرح

وفي العشق

فاقهقه انا ……

في الطريق المؤدي الى ثلاثة مسارح هي مكان العروض التي نشاهدها يوميا ضمن برنامج المهرجان ثمة مسرح يقع في طرف المدينة مما يعطينا فرصة الاطلاع على حركية المدينة ومعمارها وحركة ناسها وبناياتها الفخمة

ووضع بناية المسرح في هذا المكان في جوهره هو لوضع لمسات ثقافية ومسرحية وتنشيط الاحياء وتوغل المسرح بين سكانها ….

ثمة ازمة طاكسيات كما يسمونها هناك

لايوجد مليون و452 تااكسي مثلما في بغداد

وثمة ثقافة متجذرة هناك هي محطات القطار والتنقل بين المدن بسلاسة ويسر ذهبنا من خلالها الى طنجة والى الرباط لكننا طبعا نسأل كثيرا عن موعد الرحلة وباب الدخول ورقم الكرسي ومكان الكافتريا ومكان بيع التذاكر مثل طرشان بالزفة

بامكانك ان تجري حديثا مفتوحا مع اي راكب حتى لو سألته

هل تعرف حسين غزال

طيب هل تعرف ابن بطوطة

محطات القطار مدن مكتفية بذاتها كل شيء فيها يمكن للروائي ان ينتج منها رواية مثيرة

في العراق كانت وسيلة النقل هذه منتشرة حتى اثناء الاحتلال البريطاني لكنها رويدا رويدا توارت امام قدم القطارات وتهشم الطرق واسباب اخرى مثل تدفق الجارحر والاوباما والسيارة المسماة ليلى علوي على ان الشارع اليوم محليا  ممتليء بالستوتة والتكتك منافسا قويا يخترق الشوارع الفرعية …..

في تجوال مثل هذا في كازابلانكا وفي طنجة وفي الرباط تحتاج الى رفاق اشاوس يثيرون فيك الفضول والرغبة بالاكتشاف وفي الملاحظة تنطبق عليهم عبارة

هذا الفتى طالما اثار اهتمامي

فكان حكيم حرب المايسترو وسعد عزيز المرقاب الجمالي المتنقل وشعلان شريف الشاعر الماكث هناك والحائز على جائزة نوبل في تاريخ المغرب وجغرافيته …..

شهقات جمال ودهشة وجرات عطر وورود ومسرح ومعمار وقطارات لاتريد ان تفارقها في رحلة اكتشاف لانهائية تمر على اراضي شديدة الخضرة والاشجار فارعة الطول والمعنى

 

شارك مع أصدقائك