دالغة / الرقم الصعب
برهان المفتي
………………
كلّ فترة تدخل مصطلحاتٍ جديدة في الإعلام الببغائي وهو إعلام ياخذ الموجود بالسوگ من دون تدقيق ومعرفة ما هو أصل هذا المصطلح وكيفية أشتقاقه وأين يستخدم، المهم متطلبات إعلامية وضورة واجهة الشاشة والخبر.
في فترة ما أنتشر مصطلح (الكابينة) ، ياهو نلزمه صاح آني في الكابينة.. هذا إذا نعرف شلون نلزمه من غير ما يعضنا، وفترة طمسنا بالمعجون لدرجة شعرنا حقيقة أنّ الشط مرگ والزور خواشيگ، وفترة المربع الأول حين أستلمونا أهل الگهاوي وگلبوا حياتنا مثل لعبة الحية والدرج وهم الوحيدين إللي بيدهم الزار… الدرج فقط بس إلهم، وإلنا حياي سامة تبتلعنا وتبتلع مستقبلنا. وفترة أنتشرتْ تيجان الراس بكل مكان.. حتى حين كنا نشتري لفة فلافل كان على گمع صمونة اللفة أكو تاج راس ما أعرف تاج گمع ذهبي بسبب العمبة.
والفترة الحالية من المصطلحات الببغائية هي فترة (الرقم الصعب).. حالياً أي شخص ومحلل على أي قناة لازم يدعبل هذا المصطلح حتى وهو يرد على الله بالخير الذي يقوله المذيع أو المساء الخير للمذيعة المايعة أكثر من جبنة بيتزا. يجي واحد ما يفرق بين الرقم الزوجي والفردي ويرمي للمشاهد (الرقم الصعب) من دون أنْ يعرف ما هو معنى الرقم الصعب ويستخدمه على أنه مدح.. وهذه الأيام التغريدات على التويتر والمنشورات على الفيسبوك ورسائل الواتساب كلها عن الرقم الصعب،فلان هو الرقم الصعب في المعادلة العراقية!
وللمعلومة الرقم الصعب في الرياضيات هو الجذر التربيعي للسالب واحد (ناقص واحد تحت الجذر التربيعي)… ها كلام معقد مو؟ طول بالك حتى نشوف وين راح نوصل.. التربيع في الرياضيات يجعل السالب موجب.. خوش دوخة.. يعني إيجاد جواب الجذر التربيعي (الرقم مضروب بنفسه مرتين مع إشارته) للسالب واحد ماكو بكل فقرات الدستور ولا في جلسات بوس خالك وبوس عمك. واللأن الصعب يكون مسبوقاً بإشارة ناقص فهذا يعني أي واحد يقولون عنه أنه رقم صعب في المعادلة العراقية هو ناقص .. هذا كلام الرياضيات مو كلامي..بمعنى إذا طلع محدث بأسم الجهة الفلانية وگال إحنا الرقم الصعب بالمعادلة العراقية فهذا يعني كلهم ناقصين.. ناقصين ومحشورين تحت الجذر التربيعي للمعادلة العراقية.. حيرة ودرب عاثور.
وعلى هذا فأنّ الرقم الصعب لا يستخدم للمدح، لأن الناقص أبداً ليس مدحاً، والرقم الصعب لا يكون صعباً إذا هو مو ناقص. وبما أن الأرقام الصعبة حالياً منتشرة في كل زاوية حالها حال البول فأننا نعاني من النقص بسبب الناقصين.. نقص في كل شيء، فأينما تولوا وجوهكم هناك رقم صعب ملتصق بكل خطواتنا.
نتوقع أن تكون الفترة القادمة في الإعلام الببغائي هي فترة مصطلح لوغاريتم العملية السياسية.. خاصة أن مصطلح اللوغاريتمات صار يستخدم بكثرة مع إنتشار الذكاء الصناعي والبرمجيات. علينا أن نستعد لوجبة دسمة من لوغاريتمات المعادلة العراقية.. بس للعلم اللوغاريتم يحوّل الدالة الأسية إلى دالة خطية..يعني راح تتشابك علينا الخطوط.. وتتشابه مثل تشابه البقر.. وكل من حظه ونصيبه.