وديع سعادة
نثرُ حياةٍ بين ضفّتين
حاوره:
إسكندر حبش
10-10
رفاق
لديك ما يكفي من ذكريات
كي يكون معك رفاق على هذا الحجر
اقعدْ
وسَلِّهمْ بالقصص
فهم مثلك شاخوا
وضجرون
قُصَّ عليهم حكاية المسافات
التي مهما مشت
تبقى في مكانها
أخبرْهم عن الجنّ الذي يلتهم أطفال القلب
عن القلب الذي مهما حَبِلَ
يبقى عاقراً
حدّثْهم عن العشب الذي له عيون
وعن التراب الأعمى
عن الرياح التي كانت تريد أن تقول شيئاً
ولم تقلْ
وعن الفراشة البيضاء الصغيرة التي دقَّت على بابك في ذاك الشتاء
كي تدخل وتتدفأ.
لديك رفاق على هذا الحجر
لا تدعْهم يضجرون
أخبرْهم عن الخراف التي بلا راعٍ
وعن الراعي الذي بلا خراف
عن الراعي الذي ضلَّ والخرافِ التي تعرف الطريق
أخبرْهم حكاية الذئب
وحكاية القبَّرة
وحكاية الغول
وإنْ لم يكن لهؤلاء حكايات فاخترعْها
اخترعْ حكايات
اخترعْ ذئاباً وجنّاً وخرافاً ورعياناً وفراشات
رفاقك مثلك شاخوا
ويقعدون على حجر صغير
اخترعْ لهم مسافات.
مكان الحائط
بودّي أن أكتب عن صورةٍ لميت، مزَّقوها قطعاً قطعاً ورموا كلَّ قطعةٍ في مكان، فعادت وجمعت نفسها صورةً كاملة.
بودّي أن أكتب عن صورةٍ تمزَّقتْ نتفاً، وعاد صاحبها من الموت كي يلحمها،
توزَّع في أمكنة كثيرة
كلُّ نتفةٍ منه في مكان، تبحث عن نتفة منه، لكي يجمع نُتَفَهُ ويعودَ صورةَ جسدٍ كاملة.
يمدُّ يدَ وَهْمٍ هنا، وَهْمَ عينٍ هناك
يمدُّ نُتفَ أوهام، ليجمع جسدَ وهمٍ كامل.
جَرِّدوا الحائط من كلّ الصور، قال، ومزِّقوها، فهي ستلتحم، وتعود كلّها إلى الحائط
نتِّفوا أسلافكم وارموهم قطعةً قطعة، سيبقون مقيمين فيكم.
قال هذا، ومضى يجمع نتفةً من هنا ونتفة من هناك
معيداً لحْمَ الصورة
وعارفاً تماماً
مكانَ الحائط.
مكان الحائط
بودّي أن أكتب عن صورةٍ لميت، مزَّقوها قطعاً قطعاً ورموا كلَّ قطعةٍ في مكان، فعادت وجمعت نفسها صورةً كاملة.
بودّي أن أكتب عن صورةٍ تمزَّقتْ نتفاً، وعاد صاحبها من الموت كي يلحمها،
توزَّع في أمكنة كثيرة
كلُّ نتفةٍ منه في مكان، تبحث عن نتفة منه، لكي يجمع نُتَفَهُ ويعودَ صورةَ جسدٍ كاملة.
يمدُّ يدَ وَهْمٍ هنا، وَهْمَ عينٍ هناك
يمدُّ نُتفَ أوهام، ليجمع جسدَ وهمٍ كامل.
جَرِّدوا الحائط من كلّ الصور، قال، ومزِّقوها، فهي ستلتحم، وتعود كلّها إلى الحائط
نتِّفوا أسلافكم وارموهم قطعةً قطعة، سيبقون مقيمين فيكم.
قال هذا، ومضى يجمع نتفةً من هنا ونتفة من هناك
معيداً لحْمَ الصورة
وعارفاً تماماً
مكانَ الحائط.