كاهن المعبد.. الهام قطب

شارك مع أصدقائك

Loading

  • كاهن المعبد

الهام قطب

مصر

فى إحدى قرى الصعيد أقصى الجنوب فى قديم الزمان كانت تعيش زينه مع أبوها وأمها وكانت فتاه صعيديه جميله وشابه عفيه طويله سمراء بها سمره النيل، تقدم لها عبد الله من فلاحين القريه وافق الاب على زواج ابنته الوحيده من عبد الله، وتم عمل الفرح والعرس وبعد الزواج بشهور بدأ القلق يدب فى أسرة زينه لم تحمل زينه من عبد الله بعد وما السبب ومن عادات القريه والصعيد الخطأ بدل من أن تاخذ الأم بنتها وتذهب بها إلى الوحدة الصحية أو طبيب البندر كان العرف السائد هناك أن تذهب بها إلى خادم المعبد بالقريه والذى كانوا يسمونها اهل القرية (كاهن المعبد) ليباركها ويقول لهم ما هو سبب تأخر الإنجاب هل معمول لها عمل وبالفعل أخذت الأم بنتها زينه وذهبت للكاهن بالمعبد الذي أجلس الام بالخارج تنتظر ابنتها وأخذ الابنه بالداخل ليقرا لها تراتيل ويعطيها حجاب والذى باركها وضاجعها بعد أن خدرها برش مخدر على الانف فقدت زينة الوعى، ورجعت زينه لقريتها وهى حامل ولم يعلم أحد بشىء حتى الأم نفسها ولا حتى زينه فقد كانت مخدره وقت مضاجعتها كل الذى عرفته إنها أصبحت حامل ببركه الكاهن الذى قرأ لها تراتيل وتعوايذ كما كانوا يقولون وفرح زوجها عبد الله أن الحمد لله فى النهايه سيرزق بطفل وبعد الولاده رزقت زينه بولد وفى السبوع دقت إسمها وشم على يد المولود اليمنى كعادتهم وسلوهم بالسبوع وعلامة على إنها أمه كما كان يفعلون للمواليد فى السبوع وأرسل الكاهن لها مرسال مع فلاحه إنه يريد مقابلتها بمفردها عند المعبد فى السر ذهبت زينه لمقابلته لتعرف ماذا يريد منها صارحها بالحقيقه وإن هذا الولد هو إبنه وإنه خدرها يوم أن جاءت مع أمها وطلب منها أن تعطيه الولد وإلا سيخطفه فرفضت وإتهمته بالجنون وقالت له أن يتركها فى حالها هى وإبنها وإلا ستبلغ زوجها وأهل القريه، ورجعت لمنزلها وهى خائفه على وليدها ولم تصارح الأم والزوج وكبر الطفل ودخل مدرسة القريه وكعادتها كل يوم تذهب لتحضره من المدرسة قالوا لها إنه جاءت فلاحه وأخذته قائلة إنها من طرف الأم المريضه التى لم تستطيع الحضور، وعندما علمت زينه بخطف إبنها ذهبت على الفور للمعبد لتقابل الكاهن وجدت باب المعبد مغلق وهو غير موجود أبلغت زوجها وأمها بالحقيقه قامت القريه كلها قومة رجل واحد وفى تجمع بشرى شبه ثورى يحملون مشاعل النار وذاهبين متجهين إلى المعبد ليأخذوا الطفل ويقتلوا كاهن المعبد، وبالفعل فتحوا أبواب المعبد وظلوا بالداخل يبحثون عن الكاهن والطفل فلم يجدوهما لدرجة أن عمده القريه رصد مكافاة مالية كبيرة لمن يجد الكاهن أو الطفل فقد هرب الكاهن بإبنه خارج مصر.

وطلق عبد الله زوجته زينه ورجعت منزل أبوها وأمها تعيش معهما ولم يتزوجها بعده رجل آخر فكان رجال القريه يخافون منها فهى التى ضاجعها الكاهن إلى أن كبرت فى السن ومات أبوها وأمها وظلت وحيده ومرضت بالقلب وذهبت لطبيب قلب شهير بمصر تعرض عليه حالتها وأثناء الكشف عليها فى العياده وجدت وشمها على يده اليمنى وعرفت إنه إبنها وصارحته بالحقيقه وإنها أمه وسألته ماذا حدث له قال لها أنه سافر مع أبوه إلى خارج البلاد إلى انجلترا ودرس الطب هناك، وأخذ شهادته ورجع إلى مصر وفتح عياده وأبوه الكاهن مات وقبل الوفاه صارحه أن أمه زينه من الصعيد وإسمها على ذراعه اليمنى بالوشم وقرر الإبن الطبيب الرجوع إلى الصعيد مع أمه وفتح مستشفى ومركز طبى كبير هناك وأسماه مستشفى زينه وكانت تلك المستشفى تعالج كل قرى الصعيد بمبلغ زهيد وصارت أكبر مستشفى خيرى بالصعيد وماتت زينه بعد أن تركت إبنها الطبيب يخدم أهل قريتها بالصعيد وصار أبن الكاهن مدير المستشفى الخيرى الذى يشفى الناس ويعالجهم ويخفف الامهم ومعاناتهم وصارت المستشفى رمز الخير ونبع الراحة والطمأنينة بالقريه.

 

شارك مع أصدقائك