دمٌ على مذبح الصلاة…
مهاهرموش
بالأمس، سالت الدماء في الشام. وفي كنيسةٍ من كنائس الرب،وهي مار الياس في دويلعة ، حيث يلجأ الناس للصلاة، للرجاء، للسكينة، دخل الموت متنكّرًا بثوب الجريمة. رجلٌ يحملُ فكراً أسود، قرّر أن يُفجّر نفسه بين المصلّين، لا لشيء، فقط لأنهم كانوا يصلّون. في لحظةٍ واحدة، تحوّلت التراتيل إلى صرخات، والشموع إلى نار، والرجاء إلى مأساة. في قلب دمشق، سُفكت أرواح بريئة لا ذنب لها سوى أنها تمسّكت بالإيمان وسط هذا العالم المليء بالدمار والخوف. ثلاثة وعشرون شهيدًا ارتقوا إلى السماء، بينهم أطفال ونساء، رجال طاعنون في الطهر، وجوه كانت مرفوعة نحو السماء فإذا بها الآن مضرّجة بالدماء. أي دينٍ هذا؟ أي فكرٍ هذا؟ أي قلبٍ يمكنه أن يتحمّل أن يُزهق أرواحًا فقط لأنها تصلي؟ دمشق تنزف، وسوريا تنزف، ونحن في الغربة نحمل هذا الوجع معنا، نخنقه في صدورنا كل يوم، لكن أمس، لم نستطع. انفجرت دموعنا، كما انفجر ذلك الجسد المفخخ بالكراهية. نكتب اليوم لا لنستنكر فقط، بل لنصرخ من وجع لا يعرف أن يُشفى. نكتب كي لا تموت الحقيقة: أن من ماتوا كانوا يصلّون. أن الكنيسة كانت بيت الله، لا ساحة حرب. وأن الشام، كانت وما زالت، مدينة السلام، حتى لو اختار البعض أن يلوّث ترابها بالدم. ارحموا هذا الوطن. ارحموا الأطفال. ارحموا دور العبادة. كفى موتًا.
Enter
Maha