قلب ولدي.. قصة قصيرة

شارك مع أصدقائك

Loading

 زينب سالم

مصر 

خرجت من المستشفى و لم أجد من ينتظرني حتى زوجتي لكن لم التعجب فهي لم تكن تزورني خلال الشهرين الماضيين سوى اربع مرات و كان هذا بعد تعرضي للحادث المشئوم مباشرة و بعدما عرفت ان قدمي قد تم بترها و قد تم الاستغناء عن عني في العمل او بمعنى ادق اقالوني من عملي بعدها لم ارى وجهها حتى ابنتاي لم اراهما منذ اكثر من شهر . تحاملت على نفسي و انا استند على العكازين و ذهبت من فوري للبيت لأجد زوجتي قد قامت بتبديل الكالون لذا قمت برن الجرس ، لكن الاعجب عندما فتحت لي لم اجد ترحيبا بي بل العكس كانت مصدومة لخروجي و ظلت تراقب مكان قدمي المبتورة بإشمئزاز واضح ، تجولت بالمكان فوجئت بتبديل الموبيليا و تجديد حوائط البيت ،التفتت لاسألها من اين اتيتي بمصاريف كل هذا التغيير ، فردت بلامبالاة من مكافأة نهاية الخدمة . بلعت الجملة و جلست بهدوء و سألتها هل انفقتي ما سنتعيش به حتى اجد عملا آخر قامت منتفضة البيت كان يلزمه التجديد و بناتك بدأ الخطاب ياتون لطلبهما ، ابتسمت و أنا اردد اي خطاب يا صاحبة العقل الكبير و من اين لي بأن اجهزهما ، قالت بتعجل سنبيع البيت و نسكن بشقة قانون جديد بمكان راقي ، سألتها واضح انكي فكرتي بكل شئ الا ان تعودي في القرارات الي أليس كذلك فارتفع صوتها قائلة و منذ متى كان لك رأي ، انتفضت قائما ثم تفاجأت هي باني ارفع احد العكازين و اضربها على رأسها ثم صرخت بها و أنا ارفعها بذراعي و اتجه الى الباب و اقذفها خارجا بملابس البيت و الدماء قد ظهرت على جبينها و حين خرجت الابنتان تصرخان هددتهما من ستخرج وراء امها سأرميها بالشارع معها و لن أسأل عنها ما حييت فوقفتا لم تعرفان كيف تتصرفان . اتجهت للتليفون و اتصلت بعمتي و طلبت منها و انا ابكي ان تأتيني فورا لتبقى مع الابنتان لانني سأذهب لمكان مهم . فعلا حضرت عمتي و رويت لها ما قامت به الحقيرة التي تزوجتها ضاربا بنصائح العائلة كلها عرض الحائط و بقيت ببيتي سبعة عشر عاما خسرت بسببها كل عائلتي لانها عرفت كيف تبعدهم عني و تبعدني عنهم ، لكن اول انسانة جعلتني اتمرد عليها هي امي ، امي التي تعيش عند اقاربها منذ اثنى عشر عاما لم تشكو ابدا ما فعلته بها حتى لم يعرف احد ما قمت به ضدها ؛ عاشت امي معي او بمعنى ادق انا تزوجت و عشت معها مع الانسانة السيئة التي اخترتها و برغم رفض جميع اهلي و خاصة اعمامي للزواج من واحدة اقل مني بكل شئ الا أن الوحيدة التي وقفت بجانبي هي امي بل و عارضت الجميع كي اتزوج من اريد و اعطتني جميع مصوغاتها لأبيعها لاتقدم لعائلة زوجتي الذين باعوها لي و اخذوا ما دفعته من مهر لهم و لم يقوموا بتجهيزها حتى ما قدمته لها من شبكة اخذوها منها و لم اعرف سوى بعد مرور شهور و بكت حينها و هي تقول انهم يمرون بضائقة مالية و لم اعرف انهم قاموا ببناء منزل صغير بدلا من الحجرة التي كانوا يسكنون بها تحت السلم بالبناية المقابلة لنا لان والدها كان سائس البناية . جاءتني زوجتي بملابسها قبل زواجها و قد اشتريت لها كل شئ قمت بتجهيزها من مرتبي و حين تأخر حملها ساعدتني امي بدفع مبلغ جراحة كانت تحتاج اليها و بعد خمس سنوات زواج كانت معي ابنة عمرها عام واحد لكن بدات المشاكل و ظلت الاكاذيب تحكى لي من زوجتي و ظلت تؤلف الكثير من المواقف المغلوطة و الاعجب ان امي وقتها لم تكن تحكي شيئا او حتى تكذب اقوال زوجتي ، و في يوم عدت من عملي و كان وقتها هناك بعض المشاكل بعملي بسبب تأخري بالعمل ايام كثيرة و كل هذا بسبب زوجتي و عائلتها الذين كانوا يزوروننا و يبيتون ببيتي بالاسابيع ، تحملتهم لاجلها كثيرا و كانت زوجتي وقتها تقول لي عن معاملة امي البشعة لاهلها و في يوم عدت غاضبا من عملي و استلمتني زوجتي من الشكوى و قررت ان احكي مع امي وقتها بدأت زوجتي توسوس لي ان على امي ان تترك لنا البيت لانه ضاق علينا ، و لم انتبه وقتها انه ضاق من اهلها هي فأمي لم تكن تترك حجرتها و كان بيتنا من طابقين و به سبع حجرات لكنني من كثرة غضبي و الحاح زوجتي المستفز قلت لامي ان تسافر فترة عند اعمامي حتى يخلو البيت قليلا لانه مزدحم ، وقتها نطقت امي بعد صمتها سنوات و عابت على اخلاقي و انني غير رحيما بها و انني اقف مع زوجتي دوما ضدها و لا اراعي انها امي التي عاشت عمرها لي تحملت الوحدة و الغربة سنين بعيدا عن اهلها لاظل بالقاهرة حتى انهي تعليمي ، و وقفت بجانبي برغم معارضة الجميع لزواجي و في النهاية اطلب منها ترك بيتها و هنا نسيت نفسي و قلت بل هو بيتي انا ألم يتركه لي والدي و باعه له قبل وفاته حتى لا يرثه اعمامي لذا فأنا صاحبه و هي مجرد ضيفة عندي ، لم انتبه وقتها انني كنت حقيرا و نذلا كي اتحدث مع امي التي تحملتني عمرا و وقفت بجانبي دوما هل ارد لها كل هذا بمواجهتها بكلمات تؤكد حقارتي ، لكنني وقتها كنت و كأنني مغيب لم اراعي عمرها و مرضها و حين صفعتني زادت عصبيتي و جاءت الملعونة زوجتي وقتها و القت نارا فوق رأسي و ظلت تزيد اشتعالها براسي حتى قمت بطرد امي من بيتها نعم و حين ساعدتني زوجتي في دفعها خارج الباب شدتها امي من شعرها فما كان مني الا ان رفستها بقدمي ، نعم هذه هي نفس القدم التي قطعت بسبب سائق لم يكن بوعيه حين صدمني بمقطورته تذكرت كل هذا و انا بالمستشفى عادت الى كل تفاصيل الماضي و عرفت ان عقاب الله و ان تاخر لكن ان الله لا يضيع حق مظلوم و انا ظلمت امي و ظلمت نفسي بان نسيت حقها علي تركت عمتي مع بناتي و سافرت لاعتذر لامي صحيح مرت سنوات لكنني اثق في قلب امي الرحيم اكيد حين ترى حالتي و ما وصلت اليه ستغفر لي و ستعود معي الى بيتها الذي طردت منه بابشع طريقة ، وصلت لبيت ابن عم والدتي و حين راوني لم يعرفوني فقد تغيرت كثيرا ، لم يقبل بالبداية قريب امي ان اقابلها ، لكن بعد بكائي و وقوعي تحت قدميه و انا ارجوه و قبل فعلا و اخذني الى مكان آخر ، كانت امي و برغم مرور هذه السنوات لم تتغير كانت تجلس على طاولة و تقود مضرب ارز اشترته و كانت تقوم بتشغيله ، رفعت راسها و حين راتني لم تتكلم لكن دموعها هي التي قالت كثيرا

شارك مع أصدقائك