زكية المرموق
المغرب
أمي حليمة
كانت حليمة جدا وهي تدير أذنيها
لصديقاتها
لما يخبرنها بسادية
عن اسم آخر عشيقات
ابي
كانت ترد بكبرياء يلجم ترثراتهن:
” الرجل في الخارج ملك للخارج
وعندما يعود لبيته
فهو ملك لبيته فقط”
وتعود لانشغالاتها ببراءة سكين
كنت الصغرى بين إخوتي
لكني كنت الأقرب إليها
أشم رائحة دمعها
تحت اللثام
كانت لروحها السلام تحضنني بقوة
كلما تفوقت في دراستي و تقول لي :
” لا تراهني ابدا على رجل
الرجال مثل الصحراء
كلما اقتربت منهم
مت من العطش”
كبرت يا أمي
توظفت
وتزوجت برجل وعدني بالأنهار
لكن حينما مددت يدي
لف الحبل حولي
وأخذ الدلو
وحينما خرجت من البئر
مزقت اسمي
منحت الظل تابوتا
ومشيت لا اتلفت
لضفادع الطريق
وحينما تعكزت على الشعر
وجدت النهر
لكني لم أعلم يا أمي
أن الغد ترك أطفاله
في حجر الضباب
وأن من يتخلص من الشوك
بالحب
تقتله وردة