انتظار الوردي
نشرت مجلة الرقيم الصادرة عن مركز الرقيم في كربلاء المقدسة ضمن عدد من أعدادها بحثاً للكاتبة الجزائرية (أ.سمية رحماني)تحدثت فيه عن شعرية اللغة عند محمود درويش، وكانت رحماني قد أخذت من قصيدته (الجدارية)انموذجاً لبحثها هذا الذي بينت فيه أنّ الشعرية مصطلح قديم ظهر منذ ظهور كتاب أرسطو وتمثل مفهومه في قوانين تحكم إبداع العمل الأدبي، وذلك بنقل المعاني من الحياة إلى اللغة لأن الشعر أساساً يدل على العلم والفطنة والثبات والالتزام بقوانين وقواعد معينة، وقد برزت هذه الفكرة في أوربا في القرن الثامن عشر الميلادي وتعود جماليتها إلى نظام المفردات وعلاقتها ببعضها البعض. وهي عند ادونيس لغة الإشارات، وعند جاك دريدا الرجوع إلى الأصل الأول الذي يرمز للإنسان الطبيعي قبل أن يتعلم اللغة. ويرى نقاد الشعر أنّ اللغة هي مركز الاهتمام، كما أنّ الأثر الذي تحدثه يعطي قوة لشعريتها. أما عن خصوصية هذه اللغة الشعرية فإنها تترك معالمها الواضحة على نتاج الشاعر، ويكاد النقاد يتفقون على إنّ الصورة الشعرية في الشعر المعاصر تسهم في تحقيق رؤى الشاعر وتشكيل تجاربه الشعرية، كما إنها المعينة على تشكيل الوحدة الشعرية وإنتاج المعاني العميقة المسكوت عنها. أما عن الجدارية فقد كتبها درويش نتيجة القضية الفلسطينية وعاش من خلالها خوفاً على موت اللغة وضياع الهوية وكانت هذه الجدارية قد شملت عدة جوانب أدبية،اجتماعية،فلسفية،سياسية تدهش المشاهدين لها، إذ محا كاتبها كل الفواصل الوجودية بينه وبين محيطه أثارها وبحث عن ذاته المتشظية داخلها.