أياد الزبيدي : هذه هويتي التي تمنيت تحقيقها

شارك مع أصدقائك

Loading

منى سعيد
الفنان  أياد الزبيدي
بدأب محموم يواصل أياد الزبيدي مشروعه ليل نهار مفرغا شحنات غضب وتمرد إزاء الحياة والآخرين ..عند أعماله تقف مذهولا لمدى دقة الخطوط والتفصيلات وقد رسمت بصبر نسَّاج ماهر لم يغفل ولو سنتمترا واحدا من فضاء اللوحة إلا ملأه بزخرفة ما أو بتشخيص انطباعي دقيق .
جربّ الرسم بأساليب المدارس المختلفة بحثا عن هوية وطابع مميزين . يشغله الشرقي والمحلي أولا مؤكدا أن الفن وظيفي ذو طابع أخلاقي، فكل البيوتات هي عبارة عن فن محيطي مزخرف بصيغة أخلاقية ، فسقوف البيوت التراثية مثلا مزخرفة هندسيا أم نباتيا بقصدية معينة مع إدخال بعض الرموز والدلالات الشعبية والميثولوجية مثل الرقم 7 .
يجد في نفسه طاقة تعبيرية كامنة يفرغها عبر الرسم ليل نهار كي يستكين،ربما تعويضا عن وحدة أو اغتراب إذ يذكر” لم أجد أحدا يستقبل ما بداخلي فاسعي لتفريغه في اللوحة ، أشعر حينها وكأنها تستمع إليَّ بل وتتبادل معي لغة ساحرة تُنبأني بها بأنها لم تشبع بعد ، وإن لابد من المزيد ، فأتواصل واستمر حتى أفرَّغ جميع شحناتي السلبية وحتى الإيجابية منها، حينها فقط أهدأ متنعما براحة نفسية وباسترخاء تام!”.
يستفزه القول دائما بأن رسوماته زخرفة بحتة وليس رسما خالصا ، فيستعين بما عرضه في دول أوربية مثل هولندا وإيطاليا وكيف قوبلت برضا وإعجاب كبيرين وبمنطق ” هذه ألوانكم الشرقية الحادة ، بينما الكثير من فنانيكم يعيدوا إلينا تجاربنا في التجريد وغيره”.
كما يؤكد بمنطق العارف المتيقن من انجازه ” هذه هويتي التي تمنيت تحقيقها ، ولي رأيي الخاص واعتز به ولا يهمني الآخرين”، ومع ذلك يعاني من عائق واحد يؤرقه وهو أن الرائي للوحته ،وللمرة الأولى، لا يتمكن من استيعاب كل تفصيلاتها دفعة واحدة الأمر الذي جعله يخفف البعض منها!
بعد أن عرف باللوحات الملونة بالفيروزي وباقي الألوان الزاهية، اقتصرت لوحاته الأخيرة على اللونين الأبيض والأسود معللا الأمر بنزوعه نحو التغيير وعدم التكرار بعد أن ” شبع” من ألوان الزيت والأكريلك ، وفي لحظة تجلي لمعت بذهنه فكرة الخط الأبيض والأسود انطلاقا من مبدأ بدا غريبا نوعا ما وحدد علاقاته بالآخرين مسببا له مشاكل وسوء فهم في كثير من الأحيان لإيمانه الجاد بأن الحياة لابد أن تكون على أحد طرفي الأبيض أو الأسود ولا مجال للمرونة أو للمزج بينهما.
بهذا الأسلوب نفذ رسومات وخطوط نصوص شعرية وأدبية استفزته فعاد كتابتها ورسمها وفق ما أوحت له من صور وتخيليات أصدرها بكتب حملت معان مضافة للنصوص الأصلية مثل كتاب ” كائنات الفحم – قراءة تشكيلية لنصوص الشاعر رعد كريم عزيز ” ومنها نقتبس ” نحن من يصنع المكان لذلك لا تتسع البساتين للأنين” ، ومن قصيدة الحرب ” بعيدا عن القناعة أو عدمها / كنت وفي كل حرب قادمة / أحزم أمتعتي مقدما الشكر للحرب الماضية /لأني بقيت حيا”.
وفي العام 2007 أعاد رسم وخط ديوان ” عبدو ئيل” للشاعر موفق محمد بعدما صدر وطبع في السويد أيام التسعينات وكان ممنوع تداوله في العراق حينذاك.
ولعل أبرز تلك الأعمال هي رسومات وأشعار ديوان بدر شاكر السياب وكانت عبارة عن 25 لوحة قدمها في معرض شخصي في مدينة الحلة ، سرعان ما طُلب منه تنفيذها بأحجام كبيرة تُعرض حاليا في فندق شيراتون البصرة.
وشحن إلهامه مرات ومرات بفعل قراءاته الأدبية المتعددة فرسم كتابا نقديا لناجح المعموري بعنوان ” الأطراس الأسطورية في النص” وكتاب ” أذكريني” لهارون رشيد ، ونص مسرحي لسلام حربة ، وغيرها، فالرسم بالنسبة له تمرين متواصل يبدأه من أولى ساعات المساء حتى الفجر، محققا له متعة ساحرة بل تعلم دؤوب إذ يذكر ” أرسم حتى أتعلم معنى الرسم” ، ويذهب بعيدا بقناعة وأمنية أن لا يوصف ب ” الفنان أياد الزبيدي” مكتفيا بأسمه خالصا دون صفة أو ميزة نالتها الآن بعض الشوائب!
آخر مشاريعه حاليا العمل على رسم أعمال كافكا متأثرا بوجدانيته وعاطفته الفائضة ، إلى جانب سمتي التمرد والرفض لكل ما يحيط به ، متمثلا به ذاكرا ” أشعر وكأنه يكتب عني ” .
سيرة ذاتية
أياد طارق علي – أياد الزبيدي
مواليد ١٩٦٠ بابل
ماجستير فنون تشكيلية – رسم
أقام 15 معرضا شخصيا في بابل وبغداد والبصرة ، ومنها أربعة معارض خارج العراق في هولندا- ايندهوفن وبيرخن/ باريس/ و الأردن.
متفرغ حاليا للفن
عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين
يشغل منصب رئيس الهيئة الإدارية لجمعية التشكيليين فرع بابل
حاصل على جائزة مؤسسة عيون للمتميزين عام 2023
الإعمال المقتناة : في فندقي المنينيوم و الشيراتون في البصرة وفي فندق شيراتون بغداد،و فندق كانيون في أربيل، بالإضافة إلى مقتنيات خاصة في بلدان عديدة منها بريطانيا/ استراليا/ أمريكا/ ماليزيا/ ايطاليا / الأردن/ لبنان

 

شارك مع أصدقائك