حوار مع الكاتب السوري محمد الحفرى

شارك مع أصدقائك

Loading

رؤى حواري
حوار أجراه
أحمد طايل
مصر

..هو كاتب سورى متميز يجمع بين الكتابة بمجالات إبداعية عديدة، الرواية والقصة والمسرح، بالإضافة إلى الكتابة الدرامية، كتابته تشير إلى رؤية خاصة به متميزة فى كل ألوان كتابته، ادعوكم إلى الحوار مع الصديق الكاتب السورى( محمد الحفرى).
سيرة ذاتية

محمد حسن الحفري
عضو اتحاد الكتاب العرب / جمعية القصة والرواية سابقاً ـ جمعية المسرح حالياً
أمين سر جمعية القصة والرواية سابقاً
أمين سر جمعية المسرح للعام 2019م ـ 2020م
عضو هيئة تحرير في جريدة الأسبوع الأدبي
مسرحي وروائي وقاص. مواليد معرية / 1968م
ساهم في إعداد وإخراج العديد من الأعمال المسرحية .
متحصل على الجوائز التالية :
ــ جائزة الدولة التشجيعية للآداب للعام 2017م
ـ جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع العالمي / المركز الثالث / في مجال الرواية للعام 2011م
ـ جائزة الرواية العربية في الشارقة المركز الثاني في مجال الرواية الدورة العاشرة ـ للعام / 2007م
ـ جائزة المزرعة للإبداع الأدبي والفني المركز الثاني في مجال الرواية ” دورة الشاعر يوسف الخطيب للعام 2010م
ـ جائزة اتحاد الكتاب العرب / قصة الطفل / المركز الأول للعام 2013م
ـ جائزة البتاني للقصة القصيرة المركز الأول للعام 2011م
ـ جائزة المزرعة للإبداع الأدبي والفني المركز الثالث في مجال المسرح الدورة التاسعة للعام / 2006م
ـ جائزة ثابت بن قرة الحراني للقصة القصيرة المركز الثاني للعام 2011م
ـ جائزة بصرى الشام للقصة القصيرة المركز الثالث ” الدورة الأولى للعام 2010م
ـ جائزة شباب سورية المركز الأول في مجال المسرح للعام / 2003 م
ـ جائزة شباب سورية المركز الأول في مجال المقالة للعام / 2004م
ـ جائزة وزارة التربية في مجال القصة ـ المركز الثاني للعام 2019م
ـ جائزة القدس للقصة القصيرة للعام 2021م
ـ جائزة أفضل عرض مسرحي . مهرجان مسرح الصغار للصغار للعام 2022م
صدرت له الأعمال التالية :
1ـ بين دمعتين رواية .. دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ـ دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2007
2ـ العلم : رواية .. دار اليمامة بحمص 2010م وكان اسمها على حافتي الوهم حين فازت بجائزة المزرعة .
3ـ البوح الأخيرـ رواية ـ الخرطوم 2011م
4ـ صندوق الذكريات ـ رواية ـ دار العراب ـ دمشق ـ 2014م
5ـ جنوب القلب ـ رواية ـ مؤسسة سوريانا للإنتاج التلفزيوني والإعلامي الطبعة الأولى ـ دمشق ـ 2016م والطبعة الثانية 2018م
6ـ القرد مفاوض شاطرـ مسرحية للأطفال عن وزارة الثقافة ، الهيئة السورية للكتاب للعام 2011م
7ـ مازال حيا ً مسرحية دار اليمامة بحمص عام / 2008م
8 ـ تداعيات الحجارة ـ مسرحية بيرق للخدمات الطباعية ـ دمشق عام
2004م
9ـ الراقصون ـ مسرحية ـ بيرق للخدمات الطباعية ـ دمشق 2004م
10ـ الآلهة خانت عيترون ـ مسرحية ـ مجلة الحياة المسرحية عام 2015م
11ـ ديك الليلة الأخيرة ـ مسرحية ـ مجلة الحياة المسرحية عام 2016م
12ـ الطريق إلى الجحيم ـ مسرحية ـ مجلة الحياة المسرحية ـ عام 2018م
13ـ لحظة دهر .. مجموعة قصصية ـ الهيئة السورية عام 2016م
14ـ حدائق الروح ـ قصص ـ الهيئة العامة السورية للكتاب ـ عام 2018م
15ـ الثعلب يجر ذيله خائباً ـ قصة للأطفال ـ الهيئة العامة السورية للكتاب ـ مديرية شؤون الطفل ـ للعام 2018م
16ـ تراجع ـ قصة للأطفال ـ الهيئة العامة السورية للكتاب ـ مديرية شؤون الطفل ـ عام 2018م
17ـ الطريق إلى البحيرة ـ رواية للأطفال ـ الهيئة العامة السورية للكتاب ـ مديرية شؤون الطفل ـ عام 2019م .
18ـ العجين الذي صار خبزاً ـ قصة للأطفال ـ الهيئة العامة السورية للكتاب ـ مديرية شؤون الطفل ـ عام 2019م
19ـ كواكب الجنة المفقودة ـ رواية ـ الهيئة العامة السورية للكتاب ـ عام 2021م
20ـ عيون العاشقات ـ قصص ـ الطبعة الأولى الكترونياً . الهيئة السورية للكتاب 2021م
21ـ الماء المسحور ـ رواية للأطفال ـ دار تموز ـ ديموزي ـ 2020م
22ـ الخروج من الزمن ـ مسرحية ـ اتحاد الكتاب العرب ـ 2021م
23ـ الخروج من الجنة ـ مسرحية ـ اتحاد الكتاب العربـ ـ 2021م
24ـ مونودراما التعب ـ مسرحية ـ مجلة الحياة المسرحية ـ 2020م
25ـ ذرعان ـ رواية ـ دار تموزـ ديموزي ـ 2020م. وقد ترجمت للفارسية والإلمانية والكردية عن طريق دار ” انتشارات أنايل” بدعم من صندوق منحة الشارقة للترجمة ، ونقلها للفارسية الأستاذ محمود عربي ـ 2022م.
26ـ سوراقيا ـ مجموعة قصصية مشتركة مع كتاب من سورية والعراق ـ دار السامر للنشر والتوزيع ـ البصرة ـ 2021م
27ـ النص المتشظي وأثر المكان في الـ ق ق ج ـ القص العراقي القصير جداً ـ عبد الكريم السامر أنموذجاً ـ دارتوتول للطباعة والنشر والتوزيع ـ دمشق 2021م
28ـ القطار الأزرق ـ رواية تشاركية ـ دار توتول للطباعة والنشر والتوزيع ـ دمشق 2021م
29ـ حكايات أثيرة ـ مجموعة قصصية مشتركة ـ اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق
2021م
30ـ مسرحية انتظارـ عدد مزدوج خاص عن المسرح ـ مجلة الموقف الأدبي 604ـ 605 اتحاد الكتاب العرب ـ 2021م
31ـ رواية شروق ـ لليافعين ـ دار بنياد افرا ـ مدينة قم ـ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ـ باللغتين الفارسية والعربية ـ 2023م.
32ـ رواية براق وصداد ـ للأطفال ـ دار بنيادا افرا ـ مدينة قم ـ الجمهورية الإسلامية
الإيرانية ـ باللغتين الفارسية والعربية ـ 2023م.
33ـ رواية جاحد ـ للأطفال ـ دار بنيادا افرا ـ مدينة قم ـ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ـ 2023م
34 ـ أسراب الغيم ـ مجموعة قصصية للأطفال ـ دار بنيادا افرا ـ مدينة قم ـ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ـ 2023م
35ـ مسرحية ريم ـ مجلة الحياة المسرحية ـ 2023م

تحت الطبع :

ـ وداع أخير لجسد امرأة .. رواية
ـ أحلام ـ الجسد المخذول ـ رواية
ـ ذرعان مرة أخرى .. رواية
ـ زير نساء ـ رواية
ـ ظلال الميت ـ مسرحية
ـ وقائع موت عليا ـ مسرحية
ـ مريم مسرحية
ـ جاحد ـ رواية للأطفال
ـ الحكيم مشهور ـ رواية للأطفال
ـ عيون الأرض ـ

س1 : إذا طلبنا منك مصاحبتنا في رحلة داخل أورقتك الحياتية والإبداعية ماذا لديك عنها؟
ـ أحسب أنني سأعود حتماً إلى قريتي الساحرة ” معرية” في الجنوب التي تركت قلبي فيها وخرجت منها مكرهاً نتيجة الأحداث التي جرت في سورية وعودتي إليها قد تعني العودة إلى الطفولة الطازجة البكر وإلى بيتنا الحجري المسقوف بالقصب والطين ، إلى صوت الدلف الذي يحصرنا في زاوية من زوايا الغرفة ، وإلى صوت شخب المزاريب أيام الشتاء ، أو ربما إلى مشينا ونحن نتمايل مع الريح التي تهب علينا محملة بثلوج جبل الشيخ ونحن نقطع الدروب في الذهاب والعودة من مدارسنا البعيدة، دائماً أتذكر موقعها الجميل بين نهر الرقاد الذي يخاصرها من جهة الشمال ومن خلفه أرض الجولان ونهر اليرموك الذي يحدها من جهة الجنوب ومن خلفه الأراضي الأردنية وفي الغرب يلتقي النهران، أي أن القرية مسيجة بالمياه من ثلاثة جهات، ولا أنسى صوت الشبابات وأفواه الرعاة تنفخ فيها صباحاً، مواسم الحصاد وأزهار الربيع والأعراس والأفراح والأحزان المشتركة، وقد صرت الآن وأنا بعيداً عنها أحن إلى أحجارها وأشجارها ومفارق دروبها وأحفظ كل تفصيلة فيها وأحلم كل يوم أنني أجلس على مصطبة بيتنا وبين زيتوانتنا في حاكورة البيت التي لا تغيب عن بالي لحظة واحدة.
س2: الأسرة والبيئة والمناخ المجتمعي الذي عايشته منذ البدايات وحتى اللحظة الآنية ما هي تأثيراتها على تشكيل الوعي الفكري لديك؟
ـ في الحقيقة لم تكن الأسرة ولا البيئة المحيطة مشجعة على اقتراف فن الأدب ولا أي فن آخر لأن علاقتها مباشرة بتدبير أمور المعيشة وهي بيئة فلاحية تهتم بالزراعة وتربية الماشية وغير ذلك، لكن موقع بلدتي الساحر جعلني أقدم على فعل الكتابة وأظن أنني عثرت على مناجم ثمينة من خلال حكايات أهل بلدتي وما يحيط بها وقد استفدت في بداية الطريق من ذلك، وقد تكون دموع أمي الحارقة بعد فقدها ثلاثة من الأبناء في سنة واحدة هي من فجرت موهبتي في الكتابة.
س3: المراحل التعليمية هي شريك أساس لاكتشاف الميول الإبداعية والفكرية ولكل مرحلة توجه معين ، نريد إلقاء الضوء على هذا بالتفصيل؟
ـ قد تكون ذكريات المراحل التعليمية هي من تعيدنا لننهل ونغترف منها، ففيها حدث أول حب بريء على سبيل المثال، وفيها كان أمر معاشنا ومصروفنا القليل الذي يجب أن ندبر أنفسنا فيه حتى لو جعنا وفيها الألم والهزيمة والانتصار أيضاً وإلى الآن لا زلت أذكر كيف كنت أذهب في المرحلة الإعدادية والثانوية إلى قبر أخي الشهيد الذي دفن في تلك البلدة البعيدة عن قريتنا لأزيل من حوله الأشواك وكنت كثيراً ما أجدني أحدثه وأعاتبه أيضاً وأطلب منه أن ينظر إلى ما حل بنا من بعده وأذكر أيضاً قصص الكثير من زملاء الدراسة ، كما أذكر كيف كنت أخفي أمر الليرات القليلة التي بقيت في جيبي لأن والدتي ستحسبها من مصروفي اليوم القادم.
س4: متى أحسست أن في داخلك نداء للقراءة ثم للإمساك بالقلم والبدء بالخربشات الكتابية؟
ـ ربما يعود ذلك إلى المراحل الابتدائية وحفظي بعض قصص التراث والسير الشعبية مثل سيرة عنترة وتغريبة بني هلال والزير سالم وسيف بن ذي يزن وغيرها وحين تفتح وعينا أكثر اكتشفنا أن ما روي لنا من حكايات مأخوذة من ألف ليلة وليلة وغيرها، وكنت من المحظوظين حين قمت بدور مسرحي في تلك المرحلة في ذلك الريف البعيد الذي لم يعرف ما هو المسرح أو ما هي الدراما أساساً ولا زلت حتى اللحظة أكن تقديراً كبيراً لمدرس اللغة العربية الذي كان يأخذ مني موضوعات اللغة العربية ليقدمها كنماذج أمام الصفوف الأعلى في الدراسة.
س5: هل تتذكر أول كتابتك التي أظهرتها للبعض وكيف تم استقبالها من محيطك العائلي، وهل كانت حافزاً لمواصلة الطريق؟ ـ هي مجموعات كتابات أو لنقل خربشات تتحدث عن هموم البيئة وبعض القضايا الوطنية ولا زالت احتفظ ببعضها حتى الآن، ونادراً ما كنت أعرضها أمام أحد لأنني كما أسلفت عشت في بيئة لا تهتم كثيراً بهذا الشأن، وكنت أظن أنني أكتب لنفسي لتفريغ مكنوناتها فقط.
س6: ما العمل الأول الذي أعلن عن ظهورك في الوسط الثقافي وكيف تلقاه الناقد والقارئ والإعلام ؟
ـ هو عمل مسرحي بعنوان ” تداعيات الحجارة” وقد حصل على المركز الأول في مسابقة شباب سورية عام 2003م وقدم له الدكتور والناقد المسرحي حمدي الموصللي حين قمت بطباعته ، لكن العمل الأبرز الذي جعل ظهوري أكثر تميزاً في الأوساط الأدبية هو رواية بعنوان ” بين دمعتين” التي حصلت على المركز الثاني لجائزة الشارقة للرواية العربية.
س7: ما الهاجس الأكبر الذي ينتابك أثناء الكتابة وما الأهداف التي تسعى إليها من خلال الكتابة؟
ـ دعنا نقل إن الكتابة هي هاجس كبير في حد ذاته ويترافق ذلك مع القلق الدائم وعدم الهدوء والاستقرار على حال، فالكاتب الحقيقي يعيش القلق لأنه خائف على نصه وعلى ما يخطه، ودائماً يسأل نفسه عن مستوى النجاح والفشل، وقد توقظه فكرة ما من عز النوم وتعكر عليه راحته ومزاجه، وهو قد يقضي أياماً أو ربما شهوراً في نسج نص ما، ثم يعود ليتخلى عنه وقد يتخلص منه ويمزقه في لحظة غضب.
س8: حدثنا عن الطقوس الكتابية التي ترى أنها توفر لك تهيئة نفسية وإمساك بخيوط القصة والرواية والمقال؟
ـ قد تستغرب لو قلت لك أنني لا أملك طقوساً خاصة بالكتابة وهذا ربما يعود إلى غرفة الطين التي سكنتها مع العائلة حتى نهاية المرحلة الثانوية، وأنا قد أكتب في الحافلة أو بين جمع من الناس، وقد يحدث ذلك أثناء حفل موسيقي، وعندما تحضرني فكرة جميلة قد أترك ضيوفي في المنزل وأباشر في كتابتها فوراً على شرط أن يكون مزاجي رائقاً وسأقوم بتحسين تلك الكتابة لتصبح أفضل مع توفر القهوة والسجائر.
س9 عندما تكتب فلمن تكتب لك أم للآخر أم عن الآخر ؟
ـ من البديهي أنني أكتب للآخر وعنه أيضاً وهذا الآخر هو نحن في لحظة ما وفي الكثير من أوقاتنا الحياتية نكون نحن هو، وهو نحن بمعنى أن النجاح الكتابي هو في سبر أغوار من تكتب عنه كي تستطيع أن تصل إلى عمق نفسك.
س10: ما نوعية قراءاتك ومن من الكتاب الذين تحرص على إصداراتهم ولماذا؟
ـ تكاد قراءاتي تنحصر في الأعمال الأدبية ونادراً ما أقرأ الكتب السياسية والاقتصادية، فأنا أحاول دائماً قراءة ما يقع تحت يدي من نصوص مسرحية وروائية وقصصية وشعرية إضافة لمتابعتي للعروض المسرحية والسينمائية وأحياناً أذهب إلى خشبة المسرح من أجل إخراج عمل مسرحي أحببته وراقت لي أفكاره، ووجدت في نفسي القدرة على تقديمها بشكل مغاير.
س11: إلى أي أيدلوجيا أو سيكولوجية إبداعية هو انتماؤك الإبداعي؟
الانتماء الوحيد الذي أجد نفسي لصيقاً به هو الإنسان أينما حل وارتحل وإن كنت تقصد السياسة، فهي لا تعنيني كثيراً وهي قد لوثت الكثير من الصفاء والهدوء والاستقرار في حياتنا، وإن كنت تقصد شكل كتاباتي فقد ملت فيها كثيراً نحو الكلاسيك، وعندما شعرت أنني قدمت ما لدي في مجاله ذهبت إلى الفنتازيا والشعرية والافتراض وأنا في هذه المرحلة من أنصار النص المفتوح على الأمداء الوسيعة، وهذا لا يعني الابتعاد عن شكل من الأشكال السابقة الذكر ولكن كما أقول دائما الفكرة هي التي تفرض هذا الشكل.
س12: ما مدى الحلم كمبدع لديك؟
يحدوني الأمل أن أنجز المزيد من النتاجات الإبداعية وأن يتسع العمر للقيام بذلك.
س13:كيف ترى المشهد الثقافي جزائرياً عربياً عالمياً هل ترى مساره صحيحاً أم بحاجة لتصحيح المسار وكيف ؟
لا أغالي ولا أجامل أحداً ولست بحاجة لذلك حين أقول إن المشهد الثقافي الجزائري معلماً بما تعني هذه الكلمة وما أقصده بالضبط هو أثر الكتابات الجزائرية وما تركته في نفوسنا وخاصة مع بروز الكثير من الأسماء اللامعة في مجال الإبداع والساحة الإبداعية العربية تتزاحم بالكثير من النجوم التي تقدم ما هو جديد دائماً لأن البلاد العربية مازالت على الرغم مما قدم أرضاً خصبة للإبداع وفي كل يوم يطل علينا عمل وإبداع جديد وقد أذكر هنا مثالاً بسيطاً يتجسد في زيارة كاتب أجنبي لمدينة الرقة السورية، وقد غاب أسمه عن بالي الآن، والمهم في الأمر أنه حين رأى البيوت التي تستقبل الضيوف والمجالس التي تعقد قال : هنا تكتب الرواية. وبشأن الأدب العالمي فهو لا شك أدب لا يزال يشدنا نحوه بعرى وثيقة ونحن لا نخفي دائما انبهارنا وإعجابنا بما لديهم وبالمقابل ننسى ما لدينا أو ما نملكه من كنوز لا تقدر بثمن، ودعني فقط أشير إلى الاختلاف الكبير بين قضايانا وقضاياهم وما يؤرقنا قد لا يعني في قاموسهم أي شيء، وعندما أكتب أنا عن أزمة خانقة في شارع ما أو مسؤول فاسد في بلدي، فهذا قد لا يعني مجتمعهم وقد يمرون من جانب ما كتب مرور الكرام، لأنهم تجاوزوا تلك الأمور وهي غير موجودة في مجتمعاتهم.
في العودة إلى الجزء الأخير من سؤالك، لست متشائماً ولكنني بالمقابل لا أرى مجالاً لتصحيح أي شيء ونحن في زمن الفضاء المفتوح على كل الأمداء، يمكن فقط أن نحسن الاختيار ونفيد من تلك التقنيات الهائلة الموجودة أمامنا.

س14: النقد في الوقت الراهن كيف تراه؟ وهل يؤدي دوره لريادة الثقافة؟ أم هناك بعض الوهن أو كثيره؟
ـ لنبدأ من كلمتك الأخيرة ونقر أن الكثير من الوهن قد أصابه وقد أصبح النقاد قلة قليلة في مجتمعنا أما البقية فهم مثل غثاء السيل الذي لا يفيد العملية الإبداعية ويعجز أن يكون موازياً لها على الأقل.
س15: الغربة وتأثيراتها على الكاتب ، سواء كانت غربة مجتمعية داخلية أو خارجية ، وهل الكاتب يحتاج أحياناً لهذه الغربة؟
ـ هناك شعور دائم في داخل أي كاتب بمسألة الغربة لأن نار الأفكار تغلي على مرجلها في داخله وهو يهجس دائماً بالطريقة الأمثل لتقديمها وهذا الشعور قد يكون مفيداً برأينا لهذه الكتابة ، فهو لا ينبغي أن يكون مثل غيره من جهة ، وهو من يستطيع في داخله أن يبصر ما يعجز عنه غيره من جهة أخرى، وهذه الغربة وإن كانت مزعجة أحياناً لكنها مهمة وضرورية في الكثير من الأوقات.
س15:اهتمامك بفن السينما ما تأثيره على كتاباتك وهل تدفع بك إلى الحرص على أن تتحول كلمتك إلى مشهد ؟
ـ أنا من الذي يؤمنون بتداخل الفنون الأدبية والبصرية كافة وكل منها برأيي يخدم الآخر أو يفيد منه بطريقة ما ، وأنا منذ البدايات أهتم بمسألة التقطيع المشهدي وذلك لأنني أكتب المسرح منذ بداية طريقي والمسرح يتداخل مع السينما ومسألة الصورة تعنيه كثيراً وقد كتبت الدراما وجربت ذلك الفن، ومازلت أنتظر أن يرى ما كتبته النور وأنا حتى اللحظة لم أسوق سوى القليل من لوحاتي الدرامية.
س16: ما رأيك بالمهرجانات والفاعليات الثقافية وهل ترى لها إضافات على المشهد الإبداعي والفكري؟
ـ نستطيع أن نقول إنها تحرك ما هو ساكن في الأوساط الثقافية وبرأيي الشخصي أن ما يقدم على هامش هذه المهرجانات هو أهم بكثير مما تقدمه هي ذاتها، وأقصد بالهوامش التعرف على الآخر والنقاشات والحوارات التي تدور بين المشاركين، وعلى أي حال أنا لست ضد هذه الفاعليات بالمطلق، لكن بعضها يتعامل أحياناً بالمحسوبيات ويعتمد على المعارف الشخصية وغير ذلك وسأبقى على قناعتي بأن المبدع سيبقى كذلك أينما ذهب، وما يحدث أحياناً هو مجرد تشويش مقصود على الإبداع الحقيقي.
س17: ما المشروع الذي تحلم بكتابته؟
ـ غالباً ما يكون لدى الكاتب ما يخفيه وما يتمنى أن يبوح به في الآن ذاته، وأنا لدي ما أتمنى كتابته في القادمات من الأيام بعيداً عن رقابة الأهل والأصدقاء والمعارف والمجتمع المحيط لأن سلطة هؤلاء جميعاً الرقابية برأيي هي أشد فتكاً وأقسى على الكاتب من رقابة السلطة ذاتها.
س18: أعمال إبداعية للغير كنت تتمنى لو كنت أنت من كتبها؟
ـ كنت أتمنى أن أكون أنا من كتب أغنية ” الأماكن” التي يغنيها المطرب السعودي محمد عبدو، لأن لها تأثيراً كبيراً على روحي وقلبي.
س19: من وجهة نظرك ما تأثيرات المشهد السياسي على الإبداع ومن المفترض أن يقود الآخر السياسة أم الثقافة؟
بالتأكيد أن للسياسة تأثيرها السلبي أحياناً على الكلمة ووقعها والتحكم بمصائر من ينطق بها، وهي في بعض بلداننا المشرقية على وجه الخصوص تجهض وتفشل الكثير من المبادرات والمشاريع الإبداعية ، لأنها تريدها خادمة طيعة لها، وإذا لم تكن كذلك فغالباً ما يتم حصارها والقضاء عليها، والخلاف بين المثقف والسياسي أو الإشكالية بينهما هي قديمة قدم التاريخ ومن الصعب تجاوزها بشكل نهائي.
أما بالنسبة للشطر الثاني من سؤال حضرتك ، فيجب التفريق بين المبدع والمثقف في هذه المسألة، أقول ذلك لأن المبدع مشغول بقيادة شخصياته، وهو قد يبني ذلك العالم الذي يريده فوق الورق، ولكن المثقف قد يقوم بدور القيادة وقد تأخذه السياسية إلى ممراتها المعتمة ولكن الأمل يحدونا دائماً بوصول سياسي يتفهم ماهية الثقافة أو العكس من دون أن يحاول أياً من الطرفين إقصاء الآخر، أو تفصيل ما يتناسب مع رغباته.
س20: لماذا توجد فجوة كبيرة تزداد اتساعاً بين ثقافتنا والثقافة الغربية ؟ وكيف نستطيع سد هذه الفجوة؟
ـ أعتقد أن ذلك ناتج عن الاختلاف بيننا وبينهم في الكثير من مناحي الحياة والمستوى المعاش قد يكون له دور الأكبر في ذلك وأظن أنه ليس من داع لسعينا لسد تلك الفجوة، لأن لكل جماعة ومجتمع خصوصيته ولا يمكن فصله عنها بسهولة ، بل يجب علينا نحن السعي الحثيث لإيصال خصوصيتنا بطرائق مبتكرة إلى هذه المجتمعات، وهم قد فعلوا ذلك حين وصلتنا آدابهم وفنونهم ووقفنا عند حد تمجيدها والتغني بها، وهنا لابد من الاعتراف بأهمية الترجمة التي يمكن أن تتوسط وتوصل الكثير من نتاجاتنا إليهم.
21: إذا أردنا أن نضع عنوانا يعبر عنك كيف تراه؟
لا أعتقد أنني بحاجة لوضع أي عنوان لأن بعض الأدباء والمهتمين يطلقون علي لقب صائد الجوائز لأنني حاصل على أكثر من عشرين جائزة محلية وعربية وبعضهم يطلق علي لقب الشهيد الحي لأنني نجوت من التفجير الذي وقع في مطعم قمر الشام بدمشق وقد تسبب في فقدي لكعب قدمي والكثير من الكسور في جسدي وجراحات لا تندمل في روحي بعد فقدي لأعز الأصدقاء، أما اللقب الثالث الذي يطلقه علي بعض الأدباء الشباب فهو صاحب الظل الطويل وذلك لأنني أتعامل معهم بثقة ومحبة واحترام.

شارك مع أصدقائك