الهام قطب
مصر
جابريلا صحفيه اسبانيه مسيحيه متدينه انسه غير متزوجه يتيمه الاب والام وهى الابنه الوحيده ليس لها اخوه تسكن بشقه صغيره بالعاصمه الاسبانيه مدريد تخرجت جابريلا من كليه الاداب جامعه مدريد و تعمل صحفيه بمجله سياسيه تسمى (إلموندو) اى (العالم) يمول ويصرف على هذه المجله رجل اعمال ثرى امريكى الجنسيه ويعيش بقصر فى مدريد باسبانيا منذ سنين طويله وحصل هذا الثرى الامريكى على الجنسيه الاسبانيه وفتح هذه المجله السياسيه (إلموندو) وعمل مقرها شقه كبيره فى احدى عمارات مدريد القديمه العريقه وبالصدفه بجوار سكن وشقه جابريلا – تخرجت جابريلا من الجامعه وتقدمت للعمل بهذه المجله عن طريق انترفيو اتعمل لها وقبلوها وتعينت بالمجله ظلت معهم لسنين طويله تكتب فى المجله فى قسم الاخبارالسياسيه والعالميه وتغطى الاحداث السياسيه والعالميه كانت جابريلا تستيقظ كل يوم فى الصباح الباكر وتذهب لعملها بالمجله ثم تعود فى السادسه مساءا الى منزلها المجاور للمجله وتتغذى وتتابع الاحداث السياسيه والعالميه وتكتب مقالها اليومى ثم تتعشى وتنام بدرى لتستيقظ مبكرا وتذهب للمجله كانت كل حياه جابريلا هى عملها والمجله فهى وحيده وليس لديها اولاد كانت تذهب كل يوم احد الى الكنيسه القريبه والمجاوره لمنزلها ثم تعود بعدها على المجله وتاخذ يوم واحد فقط اجازه من المجله هو يوم الجمعه بالرغم ان جميع الزملاء والعاملين بالمجله ياخذوا يومين اجازه هما السبت والاحد كانت جابريلا تحضر كل سبت الى المجله لمباشره العمل بالقسم وكانت متفانيه فى عملها الصحفى بالمجله – كان مرتب جابريلا كبير لانها تعد من كبار الصحفيين القدامى بالمجله الى ان ترقت وصارت رئيسه قسم الاخبار السياسيه والعالميه بالمجله وزاد مرتبها مره اخرى – كانت جابريلا تصرف القليل من مرتبها وتدخر جزء فى البنك لمرضها وتحسبا لدخولها مستشفى وتتبرع بالجزء الباقى الى الاعمال الخيريه التى تقوم بها الكنيسه – وكانت الحياه الاجتماعيه وعلاقات جبريلا طيبه بزملائها فى الجريده فهى تحضر كل مناسباتهم ومجامله وودوده لهم وكانت محبوبه لانها هادئه ومتدينه ولا تهين احد ولا تصنع مشاكل مع احد وكانت مديره قسم محترمه وطيبه يعمل معها وفريق عملها اربع محررين ومصور وكانت حياه جابريلا تسير بهدوء وسعاده – الى ان حدثت فى السابع من اكتوبر احداث غزه وسحلت اسرائيل غزه وعملت جرائم الاباده الجماعيه والتهجير والمجاعه وضرب المستشفيات وقتل المرضى والنساء والعجايز والاطفال الرضع وتهجير واباده السكان الاصليين الفلسطينيين من ارضهم وتجريف غزه للحصول على ارضها وتسكين يهود مكانهم منع دخول المساعدات للاطفال والمرضى وغزه هى تعد المجزره والمذبحه العاشره بعد صابرا وشاتيلا وقانا وغيرهم – تحرك الضمير العالمى خرجت الشعوب من كل بقاع الكره الارضيه فى مظاهرات تنادى وتندد وتشجب وتعترض وتدين بالعدوان الاسرائيلى الدموى الوحشى على غزه – كتبت جابريلا سلسله مقالات يوميه فى مجله إلموندو تطالب فيها بوقف الحرب على غزه وتهاجم ضراوه ووحشيه وهمجيه اسرائيل وقتلها للنساء والاطفال وكبار السن وتدميرها للمساجد والكنائس والمستشفيات والمساكن والمكتبات وتدميرها لكل ما هو فلسطينى وقتلها الهويه الفلسطينيه ليحل محلها الهويه الاسرائيليه انها عمليه سطو مسلح وسرقه ارض اذن اسرائيل حراميه ارض وامريكا تساندها وتساعدها وتمدها بالسلاح بلد سارقه ارض من فلسطينيين والبلد الاخرى سارقه ارض من هنود حمر اتلم البلدين على بعضهما وصارا يعربدان فى العالم ولا يسمعان لاحد ولا يهمهما المجتمع الدولى والمنظمات الدوليه وشعوب العالم اجمع – قرأ مقالات جابريلا صاحب المجله رجل الاعمال الامريكى الثرى – اتصل برئيس تحرير المجله وطلب منه ان توقف جابريلا مقالاتها المعاديه لاسرائيل وامريكا التى تساعدها و تساندها وتعطيها سلاح لاباده الفلسطينيين فى غزه والا يرفد جابريلا اذا لم توافق على وقف المقالات المعاديه لاسرائيل وامريكا – فى الصباح حضرت جابريلا للمجله كعادتها قالوا لها الزملاء رئيس التحرير طالبك وينتظرك فى مكتبه فورا ذهبت له قال لها عليكى ان توقفى مقالاتك المعاديه لاسرائيل صاحب المجله كلمنى ولا تعجبه مقالاتك احرصى على عملك ولقمه عيشك ردت عليه جابريلا قائله – انت تطلب منى ان انزع جلدى وألغى إنسانيتى ووافق على جرائمهم انا قبل ان اكون صحفيه انا انسانه يقتلنى قتل الاطفال الرضع والنساء الحوامل والمرضى والعجايز والموت والمجاعه اللى هم فيها انت تلغى حريتى ورأى لن اوقف المقالات المعاديه لاسرائيل – قال لها رئيس التحرير اذن انتى مرفوده وهذا امر صاحب المجله – اخذت جابريلا اوراقها وادوات مكتبها ومستحقاتها وغادرت المجله عائده الى منزلها وهى تبكى فقد فقدت عملها وعشره السنين والمجله التى هى كانت كل حياتها ومصدر رزقها – رجعت المنزل وضعت كارتونه اوراقها وادواتها على الكرسى وجلست تبكى بحرقه كثيرا على ما مر من عمرها مع هذه المجله وكيف باعوها فى لحظه وكيف ستعيش وكيف ستحصل على المال الى ان نامت من كثره الاجهاد والتعب وحرق الاعصاب وفى صباح تانى يوم استيقظت وجدت ثلاث جرائد هى الجرائد الرسميه فى اسبانيا كاتبه عنها (الصحفيه الشريفه صحفيه مجله إلموندو وطردها من المجله لموقفها العظيم البطولى من السفاحه اسرائيل مجرمه الحرب) فقد قام زملاء جابريلا فى المجله بتبليغ الصحف الاسبانيه عما حدث لها من قهر وظلم وتعنت وطرد وقطع عيش من المجله – ذهبت جابريلا الى جريده (الباييس) الجريده الرسميه الرئيسيه الاولى فى اسبانيا وقابلت رئيس تحريرها وقال لها علمت ما حدث لكى من صاحب مجله إلموندو وارحب بكى معنا فى الجريده رئيسه لقسم الاحداث السياسيه والعالميه ولكى مقال يومى نحن هنا نحمى ونقدر العدل والحريات والتعبير عن الرأى دون قهر ودون ضغط ودون خطوط حمراء – رجعت جابريلا تكتب مره اخرى ولكن هذه المره فى اكبر جريده يوميه اسبانيه الجريده الرسميه الاولى باسبانيا وصار يقرأ مقالاتها القويه اليوميه كل الشعب الاسبانى وكانت الجريده تترجم لكل لغات العالم ولم يستطيعوا اخماد صوتها وكان يطلبها كل مقدمى برامج التوك شو لتظهر على الشاشات وتحكى قصتها وتعبر عن رأيها وصارت جابريلا اشهر وألمع صحفيه فى اسبانيا وظلت تتكلم وتتكلم وتعبر عن رأيها بكل وضوح وصراحه وكانت دائما تقول فى حواراتها التلفزيونيه – الوقوف بجوارالحق والانسانيه والتمسك بالمبدأ يفتح لك طريقا للتطور والتقدم والوصول للقمه – كنت ابكى وحزينه انى رفدت من مجله صغيره ولكنى لم اكن اعلم ان ينتظرنى ما هو افضل وحلم الكتابه بجريده تعد الجريده الاولى باسبانيا كلها – كنت مع فلسطين كنت مع الحق ولم اغير مبدأى وانسانيتى وحريتى عندما هددونى وتحملت قطع العيش والرفد ليكافئنى الرب بما هو افضل لى نحن لا نعلم ما يخبيه المستقبل لنا وماذا ينتظرنا لكن لنثق دائما ان الرب يريد ويفعل لنا الخير دائما-.