إنهمارات الغموض!! مسرودة قصصية

شارك مع أصدقائك

Loading

 

 

 

 

 

شوقي كريم حسن

 

ماكنت اطيق رؤيتها تلك الارملة الوقحة الغريبة الاطوار، وما احببتهاً ابداً،منذ اجبرت والدي بأن تعيش معنا،بعد اختفاء زوجها المسكين وسط ضروف شديدة الغموض ماسمعتها تتحدث عنها ابداً،اشيع انه وجد عند مخيم المهجرين، مرمياً وسط حاوية قمامة مع ثمان رصاصات من النوع الخارق حارق، هجمن عليه من وراءه خلسة وعن بعد دون دراية منه او انتباه!!واشيع بين اوساط الباعة المفترشين لقاع السوق — أنه مات غرقاً بعد محاولته عبور النهر صوب ضفة العدو المحروسة باهتمام ويقظة!! واشيع بين اوساط المعلمين وطلبة المدارس،. — أنه تناول سموماً قاتله ملقياً بجسده المستعر وجعاً الى لجج الماء الاخذ بالابتعاد بعد ان اصيب بالياس من عدم وجود علاج يخلصه من مأساة ما كان يعيش من كمد وقهر!! واشيع بين اوساط الاكلين لتراب ارواحهم. — إنها جعلته يرى نجوم الظهر في عز الصيف امرة اياه بأن يقص ذيل لسانه وان يكون قرداً لايرى ولايسمع ولا يتكلم!! وأشيع— أنها اكتشفت وجود كتب وتصاوير ممنوعة فأمرته بالمغادرة لانها لاتريد العيش مع خائن لوطنه ولاتريد خيانة مبادئها!! وأشيع…………!! وأشيع………..!! رأيتها ترمي صوره التي كان يعتز بها كثيراً، الى حاوية النفايات مصحوبة باكداس من الكتب العتيقة والاوراق المرزومة باتقان ،لاعنة الشياطين التي تغر العقول الباحثة عن ومض ضوء يدلها المراد دون مساعدة منها،والدي يتعمد الابتعاد عنها واصفاً إياها (بانثى الشيطان وربيبته ،،كومة احقاد لااحد يستطيع سبر اغوارها)موصياً ايانا بأن لا نبوح امامها بقول خارج قناعاتها، تراني بعيون الشك والريبة، لاني علقت على حائط غرفتي سلسلة من الصور التي تسميها صور الاعداء المروجين لسموم الافكار،عمتي الرفيقة (خيرية فارس) الشبيهة بذئب شرس، يطارد ضحاياه دون خوف،يندفع بخطوات ممدودة ثقيله ساحباً جسده البلاستيكي الذي لاديستقر على هيأة أو شكل، يضرب صمت الأرض ضربات متتالية معلناً بوقاحة شيطانية ،أنه يشعر بتعب مرير احال قواه الى نثار رماد،وأنه لايحتاج الى أضحية مهما كانت صغيرة أو كبيرة من أجل اقفال بوابات جوعه التي لايعرف كيف يمكن اغلاقها دون دسم وقرقعات غيوم العظام المهروسة بين فكيه الاخذتين بالتدلي الى أسفل مع مطر مدرار من لعاب امانية الملوث بروائح عطنة لاقدرة على مواجهتها،أو الابتعاد بمحض ارادتك عنها، عمتي الذئبية،تجلس مخلوسة عند الباب نصف الموارب،باهزة برأسها الشبيه بكرة خرق حائلة غادرها السواد منذ فطنت الى مايجول في اعماقها من خواطر محلات بخطايا واثام لايتقن صناعتها سواها،من خلل طلة الكرة تراقب بعينيها اللتين تشبهان عيني فأر الطريق المليء بفيضان الخطوات،المرتبكة المسار،المدمنة للاستعجال الذي لا احد يعرف ما اهميته ،ولم يحدث دون ارادة الجميع،يطلق الذئب الشاعر بالعجز،آهات حفرت عميقاً في جوف الايام،تاركة وراءها مئات الندب والحفر والاورام المتقيحة والتي لاتريد الشفاء، الذي لاتجد له مبرراً بعد أن اصاب جذامه جسدها كاملاً،محيلاً أياه الى مجموعة أوراق صفر هشة مرسومة بوجوه رمادية لاتبصر سوى العتمة، وأقنعة لأشكال طوطمية، لوثتها عواصف الفزع التي لاتريد الانتهاء،ببطء خال من الشفقة ودون مقدمات يغدو الشارع شبيهاً بصحراء قاحلة لا امل في اعادة الحياة الى ربوعها النائحة دونما ملل او استكانه،تكور عمتي يديها المرتجفتين فوق عتمة الكرة الفاترة العتمة،مطلقة لاعماقها وابل من النشيج الذي اقترب من رشقات رشاشة الدوشكا التي تتقن استخدمها بدقة مقاتل محترف ،شديد الشغف والابتهاج، بهدوء تتقن استخدامه مثل وصفة طبية ثمينة،لاتريد التفريط بها، تمسح امواج اضطرابها الذي استفحل بعد السنة الوقحة التي القت بها الى دائرة من الخوف والترقب ،أمسكت صباحاتها بحذر من يريد الاستمرار غير مكترث لما يحدث حوله من احتجاجات وتوسلات وبكاء يوجع الافئدة،لكنها لاتعرف من اين تبدء وكل الابواب اقفلتها الايام بكتل كونكريتيه ملساء لا تتزحزح،حاولت لمرة او مرتين ايجاد ثقب يأخذها الى خارج انتظارها العاجز لكن العيون الحاحظة عند الجهة الثانية اشارت اليها بالتراجع مهددة باعلاء شأن فوهات الرشاشات الغريبة الاوصاف،عمتي المتجبرة المتحدثة بتفاخر وعلو شأن يهابه الجميع، احاطت روحها الذابلة بحزم من دوائر الانكسار الذي عاتبت نفسها عليه لكنها ما وجدت طريقاً سوياً للتخلص منه،عند الباب العصي على الفتح،كانت تردد حين تمسك الشوارع والازقة بثياب الصمت الهارب الى بيوت الغواية،/ مستحيل مرورهم.. هولاء الذين يشبهون خنازير مشحلة،، الغرباء الاتين بتوابيت الموت لا تثبت اقدامهم فوق ارض ترفض استقبالها. ليتني اعرف السر،،ذوبان عالم كنا نعتقد بقوته في لحظة واحدة لم تترك اثراً يمكن تأمله سوى اثر الخراب..خطوات لهثت وراء الغنائم التافهة تاركة طرقات المدن تعيش محنتها التي لاتجيد الخلاص.الذي ماعدنا نفهم معناه../!! فجأة ودون مقدمات، غيمت روحها جزعاً حاثة دواخلها المائرة بالاسئلة التي عفنتها الايام الى أن تنهمر بمطر عاصف يدمر أسيجة المحنة ، معيداً الزمن الى ما كان عليه من اتزان لايقدر احداً على خلخلته او التجاوز عليه،كلما مر الوقت شعرت عمتي بخيبة الامل،فانطوت تحت اغطية مخاوفها التي صيرتها مخلوقاً وقحاً كثير اللعنات والسباب،تحت جواد شراستها الموروثة تمطي جواد احلامها باحثة عن درب لاتعرفه/عمتي ماتركت درباً الا وحفرت عند بداياته وشماً ناصع البياض يدل على أنها سليلة الحروب مرت من هنا..تاركة خطباً وتحريضات،وحكايات ملفوفة بأكفان الاكاذيب وهلوسات سيوفاً بنت امجادها بشلالات من رقاب اينعت وحان قطافها،ومقاصل مصابة بالعته ،مع كل صعود ونزول تصيح مولولة (اتوني بالمزيد..) لعبة شوهاء هرمة ،لاتكف عن توسل جوعها الذي اصابها بتخمة الانتقام،منذ اختارت عمتي عزلتها الموغلة بالكراهيات،ماعدنا نقترب منها،معلنين بغير ما اتفاق ، أنها وجدت بمحض صدفة شديدة القتامة لانعرف كيفية التخلص منها، تبصرنا بشزر غرابتها،رامية باللوم الى أحضان متاعبنا،مرددة — أنتم السبب..أنتم السبب!! أراها خلسة تتابع خطواتي التي اثقلها الهم، وحطمتها الفقدانات المتلاحقة،التي ملأت الشوارع والازقة وواجهات البيوت بيافطات سود تعلن موتا جماعياً،اشبع ارواحنا باطعمة الياس والاحباط، حاولت مراراً كسراً لقاعدة الاقصاء التقرب منها،لكنها صدتني بوحشية اثارت فضولي واستهجاني.قالت بصوت أمر تعودته منذ وجدت نفسها محط انظار الجمع ،الذين ما رفض لها طلباً مهما كان قاسياً او خارج المعقول—- مالذي تريد معرفته.. والحياة ما استقامت الامن خلال ما فعلناه..سهر ليالي وكراهيات معلنة وغير معلنة،، !! قلت مواسياً—- لاشيء سوى رغبتي بان تعرفي ان ذاك زمان قد انتهى..واطالبك بان تعيشي يومك دون الاكتراث لهذا الانحسار والكدر!! —- وكيف يمكن أن اعيش ،، ما تعودت العيش وسط خراب،، حين يرتبك النظام داخل نفس تعودته تغدو الحياة شبيهة باسطوانة مشروخة لاتثير متعة الاستماع!! — الطرقات متعددة الامزجة اختاري الدرب الذي تودين وجوده معه….لامجيء لمستحيل وما راح صارت عودته مستحيلة — وإن ما وجدت الدرب الذي اريد..ماعساني فاعله،،؟! —- لامحال موقن من هذا مادامت الازمنة تمرق مسرعة.. تاركة خلفها ملامح اختيار جديدة تحتم علينا الاختيار!! —من أين جئت بفلسفة الخيبة تلك،،اذا هجرك زمنك لا تغرنك ازمنة الاخرين..زماني كان متوهجاً بأحلامي الممشوقة القوام كلما حققت حلماً سعيت الى ثان..خطوي كان مسرعاً صوب مجد كنت اود الارتماء بين يديه!! — حروباً رعناء بائسة ماتركت سوى احلام الياس وقنوط الارواح،،!! —- اوهامكم علمتكم الكراهيات.. مالذي حصلت عليه ايامكم الشديدة القذرات الخاليه من شرف القول وصدق الفعل!! لم أشأ الاجابة لاني اكره المقارنة بين زمنيين، كلاهما موغل بصناعة الرعونة والتفاهات والانحطاط، ازمنة احالتنا الى ارقام مكررة معلمة عند مقدمة التوابيت التي ازدهرت صناعتها بشكل ملفت للنظر، أكره عمتي التي تتمسك بماضيها الذي ابعدها عن مواجهة العيون التي تبصرها بحذر تشوبه تمتمات لاتخلو من السباب المبتكر، لمت رذاذ بقاياها الى روحها،لاعنة الزمن الذي جعلها خرقة بالية منسيةداخل اكوام من المهملات التي لايلمسها احداً ولا يقترب منها مهما كانت الحاجة اليها.!!

 

شارك مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *