برهان المفتي
چانت أكو دربونة محد بحالها، يمر السيان بنصها ويقسمها صوبين، وبكل صوب بيوت متجاورة، والصوبين يتشاركون بالسيان ويديمون جريانه بكل أشكال الفضلات لأن هذا السيان هو روح الدربونة، الرياجيل العصرونية يطلعون السكمبلي والكراسي ويگعدون يراقبون جريانه، والنسوان يگعدن ويگابلن السيان يحللن طعام ومائدة وحمام كل بيت من خلال شنو الموجود بيه وبجريانه، وأهل الخبرة من النسوان يعرفن من الريحة حتى شگد راتب الرجال بالبيت المقابل.
بس هذا السيان كان إزعاج للجهال من يلعبون طوبة، لأن بس تطب الطوبة بيه راح يتوگف اللعب في انتظار يجي المنقذ إللي يتطوع ويجيب الطوبة، وهذا المنقذ كل مرة هو أكثر واحد مخربط بالدربونة، وأكثر واحد وصخ وصاخة بحيث ما يدير بال لا بريحة السيان ولا القذارة إللي بيه، ويطلع الطوبة وياخذها لو يلعب لو يخربط اللعب، وطبعاً الكل يوافقون إلى أن تدخل الطوبة مرة ثانية للسيان وهنا هذا المنقذ يگوم يحدد شروط قبل من يطب ويطلع الطوبة من جديد، وهيچ كل مرة إلى أن يسيطر على كلشي وتصير قوانين اللعبة هي قوانينه ولازم هو الفائز كل مرة، علماً هو الوحيد إللي ما عنده بيجامة بازة بالدربونة ومحد عرف السبب.
وأستمر حال اللعب والجهال بالدربونة على هالشكل إلى أن صارت الدربونة مبلطة وبعد ماكو سيان بنصها، هنا هذا المنقذ الحيال أنضرب بوري معدل، وگعد وي نفسه، شاف الطوبة تفش بعد چم لعبة، وقرر يعلن بالدربونة هو عنده منفاخ أبو الأبرة ينفخ الطوبة، وهمين صار الجهال يروحوله ويترجوه ينفخلهم الطوبة، وهمين صار يفرض شروطه عليهم لأن ماكو لعبة بدون ما ينفخ الطوبة… والحقيقة المنفاخ كان للپنچرجي خلف الدربونة بس محد يروحله بحسب تحذيرات الأمهات، بس الحيال كان يروح كل مرة ويتسخدمه ببلاش لأن ينظف جوة المحل، هذا الپنچرچي نفسه بعد چم سنة أنحكم لأن لزموه وي واحد فرخ بالخرابة إللي بصف المحل.. وهذا كان سبب تحذير الأمهات.
ومن أختفى السيان بعد التبليط فقد رياجيل المنطقة سبب گعدة العصرونية وهمين النسوان صارن ما يعرفن شكو بالبيت المقابل وشنو طابخين وشنو غاسلين، وصارت الدربونة فقط للجهال يلعبون بيها طوبة، ومنقذ حيال يشترط شروطه كل مرة.
وبعد فترة كان واحد من ولد الدربونة مسافر برة وجاب هدية طوبة لأخوه الزغير، طوبة ما تحتاج منفاخ المنقذ الحيال، وهنا حس المنقذ أن دوره راح ينتهي، وكان صاير مراهق ويدخل ويروح للگهاوي، وهناك جتله فكرة أن يقسم ولد الدبرونة إلى فرق، كل مجموعة يلبسهم دريس لون وشكل ويسميهم بأسم ويسويلهم مسابقة، هاي الفكرة جتي بباله من مشاهد تلفزيون الگهوة إللي كان تطلع بيه مباريات الدوري الألماني كل يوم أثنين المسا، رجع وگال فكرته، وطلب من كل واحد يريد يصير بالفريق يجيب ربع دينار فلوس الفانيلة وصبغ سپراي، وصارت عنده خوش مبلغ وراح للنگة وجاب فانيلات عتيگة خمسة بدرهم، وراح للسكراب ولم چم قوطية صبغ بالچعب وفتحهن وخربط الفانيلات كل فانيلة بلون ووزعها على ولد الدربونة عساس صاروا فرق وأعلن مسابقة وإللي يفوز جائزته صورة كابتن المنتخب، وهي نفس الصورة إللي كانت موجودة بالگهوة إللي يروحلها هذا المنقذ الحيال، الكابتن أعتزل قبل چم سنة وصورته بعد ما لها قيمة ، وأبو الگهوة رماها قبل چم شهر بالسكراب من جدد گهوته وي دخول التلفزيون الملون للگهاوي.
الجهال صاروا يلعبون كل واحد لون وفريق والكل يحلم بصورة كابتن المنتخب إللي اعتزل من چم سنة ومحد يعرفه هسة، والمنقذ الحيال گاعد يتفرج عليهم وفرحان بالفلوس إللي خمطها منهم، وكل يومين تنشگ فانيلة واحد من الجهال ويجي يتوسل بالمنقذ يدبرله فانيلة من غير ما تحس أمه إللي بألف تواسيل وافقت تنطيه بالمرة السابقة ربع دينار، وهنا همين يبدي المنقذ يفرض شروطه، ويوم بعد يوم الدبرونة كلها صارت تحت إدارته لأن الكل مستفادين منه، أبو اللنگة وأبو السكراب وأبو الگهوة والپنچرچي وحتى رياجيل الدربونة لأن الولد والجهال مو بالبيت وصاروا ياخذون راحتهم وي أم الجهال والنسوان مستفادات لأن الرياجيل صاروا بس أكل والفراش وماكو لا هذا ليش هنا ولا الخاشوگة ليش معوجة لو الچفچير ليش مزروف!
المنقذ الحيال كبر، وفتح محل لبيع الأقمشة، ومختص بالبازة وكاتب قطعة على المحل أنه هو خبير بالبازة، مع أن عاش بالدربونة وهو الوحيد إللي محد شافة يوم وهو لابس بيجامة بازة، ومن سأله واحد كان أحد ولد الدربونة بالزمانات أنت شلون صرت خبير بالبازة ولا فرد يوم شفناك لابسها؟
جاوب وگال: هنا الخبرة أصلاً.. لأن من كثر ما أعرف قيمة البازة كنت ما ألبسها وأنزل بيها للسيان وأطلع الطوبة حتى تلعبون بيها.
……………………