كان ينوي المشاركة في مسابقة مهرجان مظفر النواب الخامس – دورة الشاعر شاكر السماوي –
محمد زتيلي/ الجزائر
غادرنا قبل أيام عن عمر ناهز الثمانين الشاعر الكبير السطايفي الجزائري الطيب ڨتال المعروف بإبداعاته الشعرية باللغتين الفرنسية والدارجة الجزائرية المفهومة والمحبوبة لدى كل الجزائريين والمغاربيين. هذه اللغة الدارجة الجميلة التي يتحدث بها سكان المغرب العربي الكبير فيفهمون بعضهم بسهولة تامة، فقد جلست وتحاورت مع مواطنين في ليبيا وتونس والمغرب الأقصي، وكان كلامي بالدارجة المغاربية حيث كان التواصل طبيعيا سلسا مفهوما إلي الدرجة التي تنسيك هذا الأمر. الفقيد الطيب ڨتال يكتب بهذه الدارجة وبحروف لاتينية أشعارا جميلة ممتعة معبرة بسيطة التراكيب خالية من التكلف، يتناول وبغزارة موضوعات آجتماعية تراثية جغرافية سياحية مواقف وحكما، بلغة تنتمي إلى السهل الممتنع، فإذا بدأت القراءة فلن تتوقف حتي ينتهي النص. ولهذا فإني لم أكن أمر على نص له دون قراءته والإستمتاع به والتعليق بالإعجاب أو بنقل مقطع إلى العربية الفصحى. وكذلك تتميز أشعاره باللغة الفرنسية بخواص هي ذاتها التي تتميز بها قصائده بالدارجة المغاربية. الفقيد الطيب ڨتال فنان عاشق للدراما، وتربطه بفناني ومثقفي ولاية سطيف علاقات طيبة للغاية، وقد تعاون مع الجميع ولم يتردد في مد يد التعاون مع كل من طلبه، ولو ذكرت عشرة منهم كمثال للامني عشرون على الأقل، إنه فنان ومثقف وشاعر كبير إبداعا وأخلاقا وهو شاعر يقف إلي جانب قامات شعرية كبيرة مثل عبد القادر ڨماز وقيس راهم وعبد الرزاق بوشناق وآخرين لطالما عملت معهم واستمتعت بصداقاتهم، ولو بدأت في سرد خمسين آسما للامني مائة لعدم ذكرهم، رغم انقطاع التواصل والإتصال، أتمنى من نخية سطيف إطلاق آسم الطيب ڨتال على مؤسسة ثقافية أو فنية أو فضاء ثقافي يجعل ذاكرة الأجيال متواصلة، فضلا عن أمنية جمع ونشر أعماله من طرف من يشعر بأن ذلك يقع على عاتقه. هذه مجرد كلمات من واجب معرفتي به وصداقتي معه أن أدونها، داعيا له بالرحمة والجنة. محمد زتيلي