أحمد جمعة
……
ربّما قبل أربعين راعيًا
-العام راعٍ له ثلاث مئة وخمس
وستون نعجة
والموت ذئب متربص
فإذا انقضت النعاج انقضى الراعي
وأتى راعٍ جديدٌ بنعاجه-
وُلدتُ في إحدى حواري البلاد الحزينة
عند تمام الوحشة
حيث يسد الطيبون جوع حنينهم
بكسرات المواويل..
لم يترك لي غياب أحبّتي سوى واديين
من ألم
ترعى فيهما بحة صوتي
على ناياتٍ رطبة للذكريات..
لا أم تمسح عن أنفاسي ارتعاشاتها
حين أعود من جبل التعب
بعد ليلة عواء،
ولا رفيق يغمد في كفيه
أنصال غربتي،
لا طفل يكسر بيديه الغضتين
في عيني أنياب الملح،
ولا عزيز أناديه من سنوات
يخلع باب القلب الموارب
ويعلّق أنوار حضوره الأبدي..
لهذا كلّما اكتمل قمر محبتي
في ليل قربكم
صارت ملامحي البريئة أغنية
لذئبة وحيدة
تنهش برقّة الدندنات
قلوبكم
الحزينة!