دالغة : أيامنا غداً … برهان المفتي 

شارك مع أصدقائك

Loading

دالغة : أيامنا غداً

برهان المفتي

……….

أكو شغلات واحد يعوفها على علاتها هواية أحسن من يظل يحفر بيها ويحاول يصلحها. المبردة إللي بوشة الماطور گايمة والماطور يطلع صوت تحملها أفضل مما تروح وتبدل البوشة بعز الصيف وبعد نص ساعة يگوم الماطور ما يشتغل وتظل تدردم من الحر. البنطرون المفتوگ عوفه ولا تحاول تصلحه لأن وي كل إبرة تغرزها حتى تصلح الفتگ راح تكبر رقعة الفتگ لأن القماشة تعبانة.

لازم نتعلم ما نظل نبحوش الماضي بكل علات الماضي، هيچي نظل ندور وناكل بنفسنا من القهر.. الشهيد شهيد نحترمه مهما كانت ظروف إستشهاده بالحرب لو بالغدر لو تصفية حسابات بين هذا وذاك.. بس هذا لا يعني نظل طول السنة ناصبين البواچي، ترى محد يعرف حزن الشهيد غير أمه وأخته، وإحنا ببلد كل يومين عدنا قضية  طالعين منها بقائمة جديدة من الشهداء. هذا الكلام عن الشهداء خلال ستين السنة الفاتت ولا يشمل شهداء العقائد والمذاهب.

نعرف كلنا أن آلاف من الشباب والعوائل أختفوا في ظروف ظالمة وصاروا جوة التراب في مقابر جماعية، وبكل مدينة عراقية أكو جرح المقابر الجماعية، إللي بيها مظلومين، بس مال كل سنة أجي وأجدد هاي الذكريات الآليمة بيوم (المقابر الجماعية) ترى صعبة على قلوب الأمهات والحبيبات خاصة من تصر الشاشة على تصوير الجماجم في هذه المقابر وعرضها في النشرة الرئيسة من القناة العراقية، يعني هذا العرض شنو فرقه عن عرض مشاهد الجثث في (صور من المعركة) مساء كل يوم والعائلة گاعدة تتعشى!

نعرف بكل تلك الجرائم إللي أكلت أرواح الشباب والعائلات بكل هذا الظلم، بس مال نظل نحفر بهاي الجرائم راح تظل غصة بالقلب وما نگدر نمشي ونرتب حالنا لأن الغصة تسبب الحقد والثار.. نعم لكل شهيد حق علينا، وأعتقد من حقه أن نحترم موته وقبره مو نظل ننبش بهاي القبور ونصور الجماجم.. أكو مختبرات تحلل الحامض النووي DNA وتخبر العوائل إللي عدها مغيبين تعالوا نطونا DNA منكم إذا تطابق أخذوا شهيدكم بكرامته مع كامل حقوقه القانونية.

نعرف بكل علات ستين السنة الفاتت، ونعرف بتغيّر الأنظمة والحكم خلال تلك السنوات الستين، ونعرف إللي كان شهيد وي نظام صار مو شهيد وي نظام آخر رغم نفس ظروف الموت الظالم، فالروح هي الروح إذا أخذها ظالم من هذا الصوب  أو ظالم من ذاك الصوب، الروح ما تختلف باختلاف النظام، وإذا نظل كل أسبوع وشهر فاتحين المقابر ترى ما نخلص والقلوب راح تتعب من السواد والحرزن وحتى الحقد، حقد من كل جماعة على الجماعة المقابلة.

الدول تنبني بيوم الأزهار وألوانها الحلوة، بيوم مهرجانات العلوم والإبتكارات، بهاي الأيام تفرح أرواح الشهداء لأن راح يحسون موتهم بالظلم والغدر ما راح بلاش، أرواحهم ترجع إلنا بألوان الورود ونجاحات الطلاب وتطور العلوم والصناعات. خلونا نزرع لروح كل شهيد شجرة نخلة لو زيتون وشوفوا شلون البلد يخضر ونشعر الشهداء ويانا، مو تصورون جماجم بهاي الطريقة دون أي إحترام لا للشهيد المظلوم ولا لقلوب الأمهات والحبيبات.

نعرف بعلات البلد وبجروح البلد، بس مال نحاول كل فترة نرگع بالفتوگ مال البلد ترى نقضي العمر وإحنا نرگع من هنا وينفتگ من غير مكان، وخلال عشرين سنة راحت المليارات الحلوة في محاولات رگع الفتوگ وخداع الناس وبعدين كلها صار بجيب النصابين إصحاب الشعارات إللي تاجروا بفتوگ البلد وخدعوا الناس على أنهم أحسن ناس برگع الفتوگ.

خلونا نحتفل بأيام اسماءها حلوة.. شنو رأيكم بيوم التفاح والعنب؟ خاصة أن دهوك لوحدها بيها أكثر من خمسين نوع من التفاح والعنب؟ لو باليوم الوطني للنخيل؟ أو اليوم الوطني للفلكلور العراقي بمختلف تعددياته؟ خلونا نحرر نفسنا من ذكر الموت والمقابر لخاطر أطفالنا.. هذول شنو ذنبهم يكبرون مع هذه المصطلحات والإعلام إللي يركز على الموت والجماجم والجثث! تماما مثل الإغنية الحماسية إللي دوخونا بيها أيام الشعارات الفارغة إللي ضيعت أرواح شبابنا وإللي كلماتها  :

“لبيك وإجعل من جماجمنا لعزك سلما” !!

وما أعرف ليش عز البلاد لازم بسلم من الجماجم ومو من السلم من العلم والسعادة والنجاح والمحبة بين الناس والدول.

وأنتو بكيفكم!

 

……….

أكو شغلات واحد يعوفها على علاتها هواية أحسن من يظل يحفر بيها ويحاول يصلحها. المبردة إللي بوشة الماطور گايمة والماطور يطلع صوت تحملها أفضل مما تروح وتبدل البوشة بعز الصيف وبعد نص ساعة يگوم الماطور ما يشتغل وتظل تدردم من الحر. البنطرون المفتوگ عوفه ولا تحاول تصلحه لأن وي كل إبرة تغرزها حتى تصلح الفتگ راح تكبر رقعة الفتگ لأن القماشة تعبانة.

لازم نتعلم ما نظل نبحوش الماضي بكل علات الماضي، هيچي نظل ندور وناكل بنفسنا من القهر.. الشهيد شهيد نحترمه مهما كانت ظروف إستشهاده بالحرب لو بالغدر لو تصفية حسابات بين هذا وذاك.. بس هذا لا يعني نظل طول السنة ناصبين البواچي، ترى محد يعرف حزن الشهيد غير أمه وأخته، وإحنا ببلد كل يومين عدنا قضية  طالعين منها بقائمة جديدة من الشهداء. هذا الكلام عن الشهداء خلال ستين السنة الفاتت ولا يشمل شهداء العقائد والمذاهب.

نعرف كلنا أن آلاف من الشباب والعوائل أختفوا في ظروف ظالمة وصاروا جوة التراب في مقابر جماعية، وبكل مدينة عراقية أكو جرح المقابر الجماعية، إللي بيها مظلومين، بس مال كل سنة أجي وأجدد هاي الذكريات الآليمة بيوم (المقابر الجماعية) ترى صعبة على قلوب الأمهات والحبيبات خاصة من تصر الشاشة على تصوير الجماجم في هذه المقابر وعرضها في النشرة الرئيسة من القناة العراقية، يعني هذا العرض شنو فرقه عن عرض مشاهد الجثث في (صور من المعركة) مساء كل يوم والعائلة گاعدة تتعشى!

نعرف بكل تلك الجرائم إللي أكلت أرواح الشباب والعائلات بكل هذا الظلم، بس مال نظل نحفر بهاي الجرائم راح تظل غصة بالقلب وما نگدر نمشي ونرتب حالنا لأن الغصة تسبب الحقد والثار.. نعم لكل شهيد حق علينا، وأعتقد من حقه أن نحترم موته وقبره مو نظل ننبش بهاي القبور ونصور الجماجم.. أكو مختبرات تحلل الحامض النووي DNA وتخبر العوائل إللي عدها مغيبين تعالوا نطونا DNA منكم إذا تطابق أخذوا شهيدكم بكرامته مع كامل حقوقه القانونية.

نعرف بكل علات ستين السنة الفاتت، ونعرف بتغيّر الأنظمة والحكم خلال تلك السنوات الستين، ونعرف إللي كان شهيد وي نظام صار مو شهيد وي نظام آخر رغم نفس ظروف الموت الظالم، فالروح هي الروح إذا أخذها ظالم من هذا الصوب  أو ظالم من ذاك الصوب، الروح ما تختلف باختلاف النظام، وإذا نظل كل أسبوع وشهر فاتحين المقابر ترى ما نخلص والقلوب راح تتعب من السواد والحرزن وحتى الحقد، حقد من كل جماعة على الجماعة المقابلة.

الدول تنبني بيوم الأزهار وألوانها الحلوة، بيوم مهرجانات العلوم والإبتكارات، بهاي الأيام تفرح أرواح الشهداء لأن راح يحسون موتهم بالظلم والغدر ما راح بلاش، أرواحهم ترجع إلنا بألوان الورود ونجاحات الطلاب وتطور العلوم والصناعات. خلونا نزرع لروح كل شهيد شجرة نخلة لو زيتون وشوفوا شلون البلد يخضر ونشعر الشهداء ويانا، مو تصورون جماجم بهاي الطريقة دون أي إحترام لا للشهيد المظلوم ولا لقلوب الأمهات والحبيبات.

نعرف بعلات البلد وبجروح البلد، بس مال نحاول كل فترة نرگع بالفتوگ مال البلد ترى نقضي العمر وإحنا نرگع من هنا وينفتگ من غير مكان، وخلال عشرين سنة راحت المليارات الحلوة في محاولات رگع الفتوگ وخداع الناس وبعدين كلها صار بجيب النصابين إصحاب الشعارات إللي تاجروا بفتوگ البلد وخدعوا الناس على أنهم أحسن ناس برگع الفتوگ.

خلونا نحتفل بأيام اسماءها حلوة.. شنو رأيكم بيوم التفاح والعنب؟ خاصة أن دهوك لوحدها بيها أكثر من خمسين نوع من التفاح والعنب؟ لو باليوم الوطني للنخيل؟ أو اليوم الوطني للفلكلور العراقي بمختلف تعددياته؟ خلونا نحرر نفسنا من ذكر الموت والمقابر لخاطر أطفالنا.. هذول شنو ذنبهم يكبرون مع هذه المصطلحات والإعلام إللي يركز على الموت والجماجم والجثث! تماما مثل الإغنية الحماسية إللي دوخونا بيها أيام الشعارات الفارغة إللي ضيعت أرواح شبابنا وإللي كلماتها  :

“لبيك وإجعل من جماجمنا لعزك سلما” !!

وما أعرف ليش عز البلاد لازم بسلم من الجماجم ومو من السلم من العلم والسعادة والنجاح والمحبة بين الناس والدول.

وأنتو بكيفكم!

 

شارك مع أصدقائك