افلام خالدة في الذاكرة
المخرج السينمائي عمار بركات
السينما العالمية كانت حريصة كل الحرص على تقديم صورة إنسانية مؤثرة بالمشاهد وذات قيمه عالية
تتسم طبيعتنا الإنسانيه بحفظ مواقف واحداث مهمه في حياتنا، ويبقى شريط ذكراها مدويا كلما عزف الزمن لحظات المراجعة الحسية الي حدث من الماضي . وهكذا مع الأفلام التي بقيت في ذاكرتنا منذ الصغر الى وقتنا الحالي . وبما ان الصورة والصوت ياخذان الانسان باحساس عميق الى وقت معين كلما سمعنى اغنية او شاهدنا نجما او مقطعا من فيلم علق في الذاكرة ، لذلك نسلط الضوء اليوم على افلام بقيت تعيش معنا زمنا طويلا ، ومن ابرز الافلام التي خلدتها السينما العالمية فيلم “ذهب مع الريح” للمخرج فيكتور فيلمنج، الذي انتج عام 1939 وحصد ثمان جوائز اوسكار ،وكان من بطولة كلارك غيبل وفيفيان لي وليزلي هاورد، والذي يعتبرمن اكثر الافلام ايرادا، ورابع افضل فيلم الى بداية الالفية الثانية، حيث سحب الفيلم من مكتبة الافلام الأمريكية لاحتوائة على مشاهد تشجع العنصرية ،ولكنه بقي فيلما بارزا في تاريخ السينما العالمية ،أخذ عن رواية للكاتبة مارغريت ميتشل وكتب السيناريو له سيدني هاوراد.
ومن السينما الامريكية الى السينما الايطالية واساليبها التي اعطت للسينما نكهة مميزه بمخرجيها العباقرة، ومن ابرز الافلام هو الفيلم المنتج عام 1970 “زهرة عباد الشمس” ومن بطولة مارسيلو ماستورياني وصوفيا لورين ومن اخراج العبقري فيتوريو ديسيكا، الذي ابدع في صراع الواقع مع المشاعر وحصد الفيلم جوائز عديدة ابقت نجومه اسماء خالدة في السينما العالمية .
وبعد السينما الايطالية نذهب الى بولييود وبهار السينما العالمية .حيث روحية الفيلم الهندي التي تسحر ابناء الشرق الاوسط وقصة الشاب الفقير الذي يحقق احلامه وينتصر على كل التحديات في حالة من معالجة روح الفقر السائدة في المجتمع الهندي وغيره من المجتمعات التي تتشابه بها ظروف طبقة كبيرة من المجتمع .وهنا نشير الى فيلم “امنا الهند”الذي انتج عام 1957 ومن اخراج وانتاج محبوب خان وبطولة نرجس وسونيل دوت وراج كومار وراجيندارا كومار هذا الفيلم الطويل ب 172 دقيقة ترشح الى الاوسكار وفاز بثلاث جوائز في مهرجان فير ويعتبر واحد من ابرز الافلام السينمائية في تاريخ السينما الهندية .
وتأخذنا السينما الهندية الى عالمنا العربي وافلام كثيرة بقيت خالدة في ذاكرتنا واشار اليها نقاد السينما كونها افلام جسدت معنى مميز لتاريخ السينما العربية ومن ابرزها فيلم “الارض” للمخرج يوسف شاهين وما لهذا الفيلم من اثر مميز لدى من شاهده ولدى ابطاله ايضا .فكلنا يتذكر المشهد المميز ولقظة تشبث يد الفلاخ في الارض يد الفنان محمود المليجي في هذا الفيلم الذي كان من انتاج المؤسسة المصرية للسينما عام 1970 ومن تاليف عبد الرحمن الشرقاوي وبطولة محمود المليجي وعزت العلايلي ونجوى ابراهيم وتوفيق الدقن وصلاح السعدني وعبد الوارث عسر و يحيى شاهين وحمدي احمد والفيلم يتحدث عن قرية مصرية تدور فيها احداث عام 1933 عن ظلم في توزيع حصة مياه السقي .وكان لهذا الفيلم صدى واسع في مهرجان كان السينمائي ويعتبر في تصنيف الافلام المصرية بالتريتب الثاني من افضل مائة فيلم انتجته السينما المصرية .
ان السينما العالمية منذ انطلاقها الى وقتنا الحالي وما صاحبها من تطورات كانت حريصة كل الحرص على تقديم صورة انسانية مؤثرة بالمشاهد وذات قيمه عالية .على الرغم من وجود افلام هابطة في المضمون وحتى في الشكل الا ان هذا لا يعني من وجود حالات ابداعية تجلت بالسينما الى الارتقاء وحصد الكثير من الاهتمام رغم ثورة الاتصالات وعالم الانترنيت الذي في احيان كثيره افقد السينما وصالة العرض روادها بسبب مواقع العروض السينمائية في الانترنيت. لهذا حرص المنتجون على ابتكار كل ما هو جديد في خدمة السينما والتي تبقى رسالة الحاضر للمستقبل كما اثبتت افلام الخيال العلمي وكيف فكر المنتجين السينمائيين في غزو الفضاء قبل رواد الفضاء بعقود ولهذا نبقى ونتابع بشغف هذا الفن المميز