الخطّارون و انواعهم
6
الخطّارون الخطرون
علي الأمارة
وهؤلاء مشتقة تسميتهم من الخاطرة والخطورة في الوقت نفسه لانهم يشكلون خطورة على المشهد الادبي وذلك لانهم يعانون من عقدة نقص تكمن في الفجوة بين الموهبة وغيرها ..بين ادعاء الشعر وبين الحقيقة الشعرية الواضحة فيحاولون ان يردموا هذه الفجوة او الهوة بكل ما يستطيعون فيحاولون الذهاب الى مناطق القرار الثقافي بأساليب شتى لكي يكون لهم دور في هذا القرار .. لكن ما هو القرار الثقافي وكيف يؤثرون به ؟!هذا مايحتاج الى وقفة منا.. تكمن خطورة هؤلاء بأنهم سبب رئيس من اسباب الخراب الثقافي او الخراب الذي يسعون لتحقيقه من خلال دس السم في العسل الثقافي فهم ليسوا خطارين اكتفوا بغنيمة هوية الادب التي لا يستحقونها بل هم اصحاب فكرة يطبقونها من خلال تعششهم في مراكز القرار الثقافي سواء كان هذا المركز اتحاد ادباء او وزارة او جريدة او مجلة او منظمة ثقافية وغيرها فيعملون من خلال تواجدهم في مراكز القرار على تغيير مسار الثقافة من ابداعية الى فوضوية لان الساحة الثقافية كلما ازداد صفاؤها بدا وجودهم النشاز فيها واضحا.. ولكنهم في الفوضى يصعب فرزهم لذلك هم حريصون على اثارة غبار الفوضى في المشهد .. ولكنهم بالتأكيد مشخَّصون ومعروفون من قبل العين الادبية والثقافية الراصدة بحرص للمشهد ، والضمير الادبي الجمعي الذي يُعول عليه في الثقافة ولكن مشكلة التعامل مع هؤلاء انهم يتحصنون في قلعة القرار الثقافي او التحكم به وان كانوا غالبا لا يريدون ان يكونوا في الواجهة .. ولكنهم مؤثرون رغم تخفيهم او قلتهم .. وقد يقول لي قائل ( لا يصح الا الصحيح ) فاقول له دعك من هذا الكلام المخدّر فالصحيح احيانا يحتاج الى عقود او الى قرون واحيانا لا يصح ابدا فيصبح الخطا قياسا .. فهؤلاء يعملون على ضياع الصحيح اذا لم يتصدّ لهم احد في حينهم او بعد حين قليل او فإن الزمن يكون اول الخسائر .. ونعود الآن الى الجواب عن السؤال ماهو القرار الثقافي وكيف يتكون؟ لأن موضوع هؤلاء الخطارين الخطرين يفتح لنا افاقا لمواضيع كثيرة .. فالقرار الثقافي كما اراه هو قرار يصنعه المثقفون او المحسوبين على الثقافة والابداع اما السياسي صاحب القرار العام ففي الغالب لا يتدخل بالقرار الثقافي بل هو يمنح هامشا للمثقفين بصناعته من باب التخصص .. فلناخذ امثلة على القرار الثقافي او الابداعي : ١- قبول الاعضاء الجدد في اتحاد الادباء هل للسياسي دخل في هذا . ٢- الدعوة للمهرحانات الابداعية كمهرجان المربد وغيره ٣- النشر في الصحف الثقافية وغيرها ٤- ايفاد الادباء ليمثلوا العراق في مهرحانات عربية او دولية ٥- ترتيب النشاطات الثقافية والجلسات ٦- اقامة او استحداث مهرجانات جديدة ٧- منح الجوائز الادبية سواء جائزة الدولة وغيرها .. ٨- ومن القرارات الثقافية النقد الادبي فهذا مسؤولية ابداعية لوحدها حين يتناول النقاد خطّارا – او خطّارة – في كتاباتهم فانهم يعطونهم شرعية ما ويسبغون عليهم صفات ابداعية لا يستحقونها ويساهمون بشكل غير مباشر في الخراب الثقافي .. وان اعطاءهم هذه الصفة هو قرار ثقافي قادم من صميم الساحة الادبية .. وسناتي لاحقا الى انواع النقاد هل للمسؤول السياسي دخل في كل هذه القرارت ..؟ لا بالتأكيد بل انه يدعم هذه النشاطات ماديا ومعنويا .. ان هذه القرارات من صنع الادباء او المثقفين ، وهنا يجيء دور الخطّار الخطر ليمد يده في جعبة القرار وتحريك خيوطه من خلف الكواليس او احيانا بشكل سافر .. فيحدث صراع خفي او ظاهر احيانا بين المبدعين الحقيقيين الذين يريدون قرارا ثقافيا طاهرا .. وبين الخطارين الذين يريدون ادارة سكان السفينة باتجاه اهوائهم اللابداعية .. والحقيقة ان طيبة المبدعين او عدم اكتراثهم او عدم انتباههم لخطورة الخطّارين الذين يحشرون انفسهم في صناعة القرار الثقافي سهّل من مهمة هؤلاء الخطارين وجعلهم فعالين ومؤثرين اكثر .. يتبع ..
Enter
Write to الأديب علي الامارة