المُتدلهُ بالطوفان
علي السالم
ها أنذا تتراكلُني لُجَجُ الطوفان
وها انك ذا في ضحضاح
أرني ما تُتقِنُ من لُغةِ الماء
وكيف يَغيضُ لسطوةِ سوطِكَ
أرني كيف الارضُ ستبلع
وسماءٌتقلع
ورِشاءٌ يتدلى
و شهيقي شهقات
امنحني بعضَ يقينٍ أرحبَ مما
تدهسهُ الالسُن
ها أنا ذاك
غريقُ عُبابِك
أرني كيف ستُحي الغرقى
ها أنا ذا
ثلَّتْ انفاسي أمواجك
وعيوُنك ملأى بنسائِمِها
هذا جُرحي يُفتقُ إذ يُرتَق
يُغرق إذ يَشهق
أأتاكَ حديثٌ عمن أدمتهُ صخورُ ضفافِك
ما أنآِكَ بكل دنوي
ما أدناني في نأيِك
ما ألهجني بذكراك
ها أنا ذاكَ ألوذُ بنورِك من كلِ نور
أعوذُ بسورِك من كلِ سور
أتشبثُ في السيلِ بقشةِ سابقِ وعدِك
أشجاري لا تبسُقُ إلا من تقبيلِ ينابيعِك
لا تغصنُ إلا من رشفِ أريجِك
وزهوري لا تعبَقُ إلا من شمسِ يديك
أوزعني أن أشدُدَ انفاسي في أنفاسِك
ماأغرقني من دون يديك
وما أغرقني بيديك فلاتجرفني من هاويةِ اليمِّ
أنا الباحثُ عن غرقي وأنا المُتدلِّهُ بالطوفان