دالغة  – درب التلفانة

شارك مع أصدقائك

Loading

الحلقة الثانية

برهان المفتي

الكذب مبتدأ الوهم، وحين ينتشر الوهم يكون الانفصال عن الواقع وتكثر الشعارات الهوائية ويكون العيش في عالم غير موجود.. هذا هو الحال في العراق حيث أنتج الوهم أكبر تجمع للفضائيين في العالم، مركز تحسدنا عليه وكالة ناسا ودول مضيعة وقتها في أبحاث الفضاء، بينما في العراق الشغلة ما تتطلب غير كتاب فيه أسماء مزيفة لأشخاص غير موجودين إلا في عالم من الوهم.

كل وزير ونائب برلماني عنده عشرات من الحراس الفضائيين ينافسون زوريل وزير فيغا الكبير، وبكل وزارة ألاف من الموظفين الفضائيين، فالعراق أكبر من أن تستوعبه الأرض.

دول كثيرة تحمل رؤية هي (الفضاء هو الحل) بمعنى استكشاف الفضاء عن طريق إطلاق كبسولات فضائية وأقمار صناعية وصرف مليارات من الدولارات لتطوير علوم الفضاء لأن معظم الاختراعات التي نتعامل معها اليوم هي نتيجة لبحوث الفضاء وأهم مثال هو تطور الاتصالات، فلولا علوم الفضاء لم نكن نشهد هذا التطور الهائل وشبه اليومي في تكنولوجيا الاتصالات، أما في الحالة العراقية فالفضاء له استثمارات أخرى، العراق يطلق كبسولات إلى الفضاء وليست الأقمار الصناعية، هذا تفرد عراقي، فالعراق دوماً له قالبه الخاص في كل شيء، وهنا قالبه الخاص في فهم الفضاء والتعامل مع الفضاء، وعلوم الفضاء العراقية تختلف تماماً عن أي علوم فضاء في أي مكان أخر وفي أي مركز فضائي آخر.

التعامل المفرط مع الفضاء في العراق كانت نتيجته انتشار ثقوب سوداء ولكن بحالة عراقية خاصة، ثقوب سوداء بقدرتها على ابتلاع كل شيء، ولكنها غير مرئية لأنها تبتلع حتى الرؤية، هذه الثقوب السوداء العراقية تبتلع الوعود والمشاريع وعقود الوزارات، تبتلع الناشطين والذين يقفزون فوق الخطوط الحمراء، تبتلع مليارات الدولارات كل يوم إلى عالم موازٍ فيه الدولة العميقة بعمق الكون، دولة أخرى ما نعرف عنها شيء مثل جهلنا بحدود الفضاء ومعظم أسرار المجرات الفضائية. الأرقام الفضائية الفلكية دخلت في كل التعاملات في العراق، تم إلغاء الأرقام الصغيرة من كل شيء، لا وجود للدينار، ولا لألف دينار، الأرقام في العراق تبدي من المليون ومضاعفاته العشرية، المليون خردة في العراق مثل مليون كيلومتر شبر في الفضاء إذا مو أقل، مسيراتنا مليونية، شهداؤنا مليونية، موظفين الفضائيين عدنا بالملايين، وبعدين تصعد الأرقام كلما توغلنا في فضاء الوهم العراقي، فتكون الأرقام بالمليارات حين الوصول إلى كواكب الوزارات في عمق الفضاء العراقي، هناك كوكب الكهرباء وكوكب التربية وكوكب الصحة وكوكب الدفاع وكواكب أخرى في مجرة كبيرة غامضة أسمها مجرة (درب التلفانة).. وهي مجرة تتوسع كل يوم بفعل طاقة سلبية غامضة لا أحد يعرف مصدرها ولا نوعها. ومن أهم المظاهر الفلكية الفضائية في مجرة درب التلفانة هو وجود غبار فضائي يحول الشيء إلى لا شيء، وقريباً هذا الغبار سيصل إلى العراق مثل فيروس شديد العدوى والانتشار.. لا يفيد معه اللقاح ولا التطعيم ولا الكمامة، فيروس فضائي أسمه (غبار درب التلفانة) وجميعاً سيغنون أغنية مسلسل (فارس الفضاء).

 

شارك مع أصدقائك