هاشم تايه
أنا الطّائرُ البَكّاء
جَناحايَ يَقطرانِ دُمُوعاً
وتحتَ خوافي ريشي،
حيثُ تَهُبُّ الظّلالُ على الظّلال،
يُطالعُ ملايينُ البَكّائين
كتابَ الدّمُوع
…
أنا ابنُ دَمْعَتَيْنِ من السَّوَاد
عَلَى حافّةِ الحياة
تَدَلّت النّجُومُ فوقَ عُنُقي
فلمسْتُ ظلّي الباكي
وجذورُ الحياةِ القديمةُ غَذَّتْني،
وهي تنتحب
لكنّ النّورَ الأقدمَ رَفعَني عالياً في الهَواء
وَنَشَرَ جَناحَيّ على الآفاق
لأحملَ نَدَامَى الدّمُوع،
وأنثرَ زهراتِ أعيُنِهم على حدائقِ البُكاء..
….
سَائحاً فوقَ ضبابِ الكوكبِ الشّقيّ
حيثُ تضيعُ الطُّرُق
وَتَتَلَوّى الظّلال
هل أقولُ للدّمُوع:
اهدَئِي يا دموع ؟!
هل أهُشُّ عنها عَويلَها ؟!
أم أسْكُبُها، بنحِيبِها المُرّ،
دمعةً بعدَ دَمعةٍ
في فَمِ السّيّدِ الأبَد ؟!