الحوار الذهبي الرهيب مع:
(سنديانة الادب العراقي)
الأديب الالمعي
((شوقي كريم حسن))
في
حوار( فكري )أدبي جرئ شامل
حاوره/ياس الركابي
لايوجد نقد منهجي عراقي.
# انا موظف كاتب لكل الاجناس الادبية المعنية بالجمال.
## الخلاص الذي ارجوه هو الخلاص الجمعي الذي لايحققه الادب لوحده.
###أنا نبّاش تواريخ الفقراء.
#### الشاعر محمد مهدي الجواهري كان مداحاً للملك والشاعر بدر شاكر السيّاب جعلته الإنتماءات الحزبية يتخبط بين الأحزاب.
#####عوائل الشهداء تجوع اليوم والدولارات تنهمر ببذخ على رؤوس الراقصات.
###### بعض الادباء يبيع مايكتبه لقاء مبالغ بخسة .
(((((((تقديم))))))
انا ياس الركابي ..عاجز عن تقديم الذي قال فيه نقاد العراق ومنذ على جواد الطاهر حتى اليوم…قولتهم..هذا هو امامكم فلقد جاء بما لم يجرؤ احد من الإتيان به منذ عقود.
(السؤال الاول)
على مدى سنين وانا اتابع مسيرتك الأدبية منذ انطلاقتها الإولى مطلع سبعينات القرن الماضي وما لفتني أن لااحد سواك إطلاقاً قد قاربَ كل أبواب التواصل الإجتماعي فناً وادباً على كافة منحنيات الأدب ومحاوره ….واليوم لابد أن أتساءل معك اخ شوقي هل ترى ضرورة في أن يُشَطِّر المبدع خامته الذهنية الوقادة إلى اسأليب متعددة تلك التي يخاطب بها المجتمع؟وماالغاية التي تبغيها وأنت تخترق الكتابة بعموميتها المسرحية والقصصية والروائية والنقدية والسمعية والمرئية علاوة على إهتماماتكم القيادية على مستوى إدارة إتحاد الأدباء ولأكثر من خمس عشرة دورة… فهل انت على قناعة اليوم بأن تجربتك أثمرت ماكنت قد اسست لها منذ اكثر من نصف قرن؟
(جواب السؤال الأول)
الادب بكل مسمياته مهنة بالنسبة لي واتذكر قولا عربياً قديما يقال للرجل الذي يشتغل بالادب ان قد ادركته حرفة الادب ولا تقال كلمة ادراك لسوى الموت وامتهان الادب ومنذ الوعي الاول والذي كان مرتبطاً بالمسرح وجدت ان للكلمات رنيناً خاصاً وبهجة نفسية لاتدانيها بهجة لكن الخوف اخذني الى عمق الحكايات الشفاهية اولاً ارقب ما يقال واحلل كل ما انصت اليه مطلقا فيوض اهاتي من اين تجيء هذه الغرابة والى اين تمضي؟
الاجابة صعبة وتحتاج الى مفاتيح قوية تفتح القول على مصراعية، وساعة وقفت حائراً بين تشيخوف وسارتر كانت حيرتي كبيرة كيف تكتشف انك خلقت لتكون كاتبا كما يقول سارتر وكيف تتمكن من هتك اسرار الادهاش في القص،ومع القص اسرار الصناعات الجمالية الاخرى يقول ماركيز العالي الشأن انا موظف كتابه، قالها بكل ثقة،في رائحة الجوافة قرأت سيرة الكاتب وصنعة الكتابه فاصدرت فرمانا سلطانيا يعلن شوقي كريم موظفاً كاتباً لكل الاجناس الادبية المعنية بالجمال وبما انني اسكن ارض الفواجع والحروب والموت والمزايدات منذ الازل رحت ابحث عما يؤكد حقيقة وجودي كفرد يمتهن الحياة،صرت عنواناً في المسرح الانساني حتى ان مسرحيتي خرابيط كادت ان تقتلني وصرت كاتباً اذاعياً سمي الدرامي الاول ونافست كبار كتاب الدراما الاذاعية العرب ونلت الجوائز المعتبرة ايام كانت المهرجانات مجداً لا اكاذيب ومجاملات وامنحني جائزة وشهادة لادعوك وامنحك مثلها،واثارت مسلسلاتي التلفزيونية التي نبشت القاع بضراوة كراهيات البعض حتى هددت بالقتل وتلك ضريبة اعتز بها وفي الرواية اقحمت ذاتي الكتابية في المسكوت عنه لهذا جاءت شروگيه كمفتاح تلاقفته السردية العراقية ساعية الى تقليده ثم انتجت ثلاثيتي هتلية وخوشية وهباشون واتممتها هذه الايام بسيبندية،اكتشاف القاع السياسي التافه وما الت اليه حياة الانسان الذي لايشكل لدى ساسة البلاد واحزابها رقماً سمعت يوماً من يهمس في اذني اذا لم يكن الجمال والعفة والاخلاق موجدة فكل شيء مباح من اصغر الخطايا حتى اكبر الجرائم،،ذاك هو انا يوماً قال لي معلمي بهنام ابو الصوف كم تمنيتك مكتشفاً للاثار،،فضحكت بعلو الصوت،،وقلت انا نباش تواريخ اهلي الفقراء ومعلن حضارتهم وانسانيتهم وساظل ملتصقاً بهمومهم ما حييت الفقراء احلام الحكايات التي دون خطايا
(السؤال الثاني)
عندما أعاين المشهد النقدي الشعري ألحظ دونما عناء وعلى مدى الخمسين سنة الماضية بأن النقاد شخصوا المسار الشعري وفق مراحل ليصفوا الثمانيني بأن الشعرية فيه كانت مفرطة بمغالاتها وتباهيها وبدا الشعراء محلقين في طوباويتهم متأثرين بإندونيس وأنسي الحاج والماغوط ومحاكين السياب هنا وهناك..ثم الشعر التسعيني الذي غاص حتى ركبتيه بواقع العوز الاغبر لتنضج ادوات الشعراء مطلع الألفية الثالثة من حيث التقنية والتشكيل الصوري ليجسدوا نبض الشارع بمصداقية و لينفتحوا على الآخر……..هل لكُم اخي شوقي أن ترسم لي وجه مقاربة ومقارنة بين ماذكرتُه أعلاه وبين معترككم في القصة والرواية والمسرح ولنفس الفترة الزمنية
(جواب السؤال الثاني)
ليس ثمة ما نسميه نقدا منهجياً في العراق،هذا قول قلته من زمان هناك محاولات تاخذ من الاخر منذ الواقعية الاجتماعية وعيوبها حتى المدارس النقدية المؤدلجة ومنها الواقعية الاشتراكية التي اهملت الكثير من الابداعات في الشعر والقصة لانها لاتتفق وماركسيتها او شيوعيتها كانت الكتابة عيباً ان لم تكتب ضمن لوائح الادلجة وسذاجاتها الموجهه حتى وصل الامر بذنون ايوب ان يفكر بالجمع بين القصة والمقالة في جنس هجيج اسماه المقاصة،مالبث ان قتل في مهده لانه لم يستطع الخروج من ادلجته المسكينه،السردية العراقية منذ تاسيسها بدايات القرن المنصرم ارتبطت بمزاد حيوات الفقراء لتقدمهم كنموذج يدين الاقطاع لاننا انذاك ما كنا نملك طبقة عاملة،،صارت حياة اجدادنا مزاداً علنياً لصراعات ادلجتهم اتذكرشاعراً كبيراً قص شعر خادمتهم لانه جميل وهي الاتية من الريف وهو الذي يصرخ ليل نهار مطالباً بالعيش الكريم..يقرأ الشعر التحريضي نهاراً ويحتسي كؤوس الطلا ليلا برفقة الوصي والزعيم وغيرهم اية ازدواجية هذه السياب تجربة شعرية لولا امتلاكة لغة قراءة اخرى لظل حبيس تجاربه البسيطة وقبل تخلصه من الادلجة التي اهانته ما كان ليكون السياب الذي نعرفه الانتماءات الحزبية جعلته يتخبط بين هاتيك الاحزاب ساباً عبد الكريم قاسم ثم ذهابه مسرعا الى الجناح القومي،مالذي يفيد الشاعر ،ومالذي افاده السياب وسواه، نحن منذ بدايات الحركة الستينية لانتوافر على شعر خالص لوجه الشعر الا النزر اليسير كل الشعر يكتب بايحاء الادلجة والا كيف تفسر شاعراً يدعي الانسانية يخاطب سياسياً بقوله(سنجعل من رؤوسهم منافض للسجائر)وبشاعر اخر يحرض السياسي صارخاً..اعدم وبثالث يقول ان المشانق للعقيدة سلم،،ولامثلة كثيرة ومتشعبة ..يوميء السياسي بحفنة دنانير فيركض الشاعر ممجداً،،مشكلتنا بعد التغيير في الثقافة ازدادت سوء وخاصة بعد ظهور التواصل الاجتماعي غاب الرقيب الوجداني وامتهنت الكلمات وغدا كل شيء بسهولة الحصول على ورقة انحدر الشعر بشكل مخزٍ سوى القليل منه ،وغدت الروايات بسعر رخيص تباع وتشترى اعرف احدهم انتج ثمان مجاميع شعرية خلال اعوام كيف،،وهناك من يكتب رواية كل شهر او بضع شهر تلك علة تراجعت بالادب وابعدت متلقيه،البقية الباقية منا تحاول ترميم ما انهزم امام التواصل وسهولته في ما ينتج ويقدم زاداً جمالياً يستطيع ان يرضي الشارع ويجعله يطالب بالمزيد،،اذا لم تنجح هذه المهمة فسينتهي كل شيء خلال السنوات القادمة،،اقول كل شيء
(السؤال الثالث)
راهنتَ كثيراً على البيئة العراقية المضطهدة هيكلياً وعلى مستوى الناس الفقراء وما هم عليه من بؤس وحرمان وانت تجلد بهم من خلال النص وتشكيلاته اللغوية وقبل ذلك ماأحلتهم إليه من عناوين لمنجزاتك…. يرى عديد المهتمين بالنقد الثقافي بأن شوقي كريم قد تماهى كثيراً بما لايتوافق مع متطلبات الجَمال الذي هو مشكلة الأدب……….اليوم هل يرى شوقي كريم بأن قصصه وروايات التي مثلت مشروعكم على مدى عقود كان لها وقْع على مستوى التغيير الذي ينشده الروائي والقاص وأنت تؤرخ لواقع عراقي المزري؟
(جواب السؤال الثالث)
اكتب واتحدث وادون ما اعرفه عن اهلي وناسي ، ولاني ابن القاع سكنت بيوت الفقر وانصتُ الى حكايات كوانينهم وحلمت بما يحلمون وارتبطت ذهنيا وانسانياً بكل مايرونه محفزاً لحيواتهم امنت باطلاق ان خفايا القاع ومسالكها تتوافر على افعال جمالية مدهشة مثلما تحمل الضيم والقهر،شخوص هذه الدنيا السفلية هي من تصنع الحياة العلوية ومن دونها لظهرت حياة الاخرين الذين يعتبرون انفسهم الطبقة البرجوازية آو الأرستقراطية دون معنى لخاصوا في وحول قذاراتهم..الفقراء الذين انتمي اليهم هم صناع الحياة ولهذا رحت انبش في عمق تلك الحيوات كاشفاً عن المستور عنها،مستور يحمل الكثير من الخطايا والاثام لكنه ينتج حكايات تتوسل الرب الخلاص،تحلم بأن ثمة مخلص ات لهذا ترتكب الموبقات للتعجيل بالمجيء ولايمكن ان اقدم ما تعرفت عليه في الحياة بمنصات عنوانية لاتقترب منه وتحايثة،مخز بان تكتب عن الفقر وخفاياة وتعنونه بعنوانة رومانسية لاتمت له بصلة ساومني البعض على عنوان روايتي شروكية ولكني رفضت وكذاك ساومني سياسي معروف على مدخل روايتي هتلية لكني طبعتها على حسابي الخاص بمساعدة بعض الاحبة،ثريا النص كما يسميه الراحل محمود عبد الوهاب هو المفتاح ولا اريد لمفاتيح رواياتي ان تكون شبيهة مفاتيح زنزانات السجون،، ما يرتبط بانسان الفقر والعوز هو المدخل المهم عالم لايتقن الدخول اليه سواي،،هو ملاعب ايام حياتي كلها ولاتزال،،النزف العراقي اليوم لابد من تدوينه من خلال ماوقع على ضحايا الساسة لا من خلال الساسة الذين امتهنوا الكذب وامنوا بالرذيلة،رأيت بام عيني كيف تنهمر الدولارات على رؤوس الراقصات ببذخ تام فيما يجوع سكان المخيمات وعوائل الشهداء،،قل لي ماذا يعني وجود عشوائيات في وطن يقف على ابار من النفط ويعلن حكامه ليل نهار انهم ينتمون لمدرسة الامام علي بن ابي طالب؟
هل ثمة من يفسر ليَّ هذا الامر ان استطاع!!
القاع ضحية ولا اريد ان ابتعد عن الضحايا الذين انتمي اليهم مهما حصل!
(السؤال الرابع)
توافرت مسيرتك إثراءًا لتتجاوز مخرجاتك على مستوى الدراما التلفزيونية والإذاعية الخمسمئة عملا جاء اغلبها تحت مظلة حكم البعث إلا أننا لم نسمع يوماً بأن سلطة ذلك النظام قد أصابت فيكم ماابعدكم عن المشهد الثقافي وأنت اليوم أمام عراق نازف لابل منهارة اغلب أساساته فكرياً وإقتصادياً أو على وشك الانهيار.. ماالذي إستلهمته من مرحلتين خضت غمار تجربتك الإبداعية خلالهما وما هو تقييمكم لهما اليوم وهل انت مع الداعين إلى أن يتصدى المثقفون للتغيير في هذه المرحلة حتى لو تطلب الأمر التصادم الفكري المعلن وأنت الذي تقول بأن مشروعك في هذه الحياة التغيير وليس سواه..
(جواب السؤال الرابع)
ماكانت الثقافة قبل التغيير كلها مؤدلجة وموجهة تماماً ثمة الكثير من السرديات والشعر اشتغلت متأثرة بامتدادات الشعر العربي الشعراء الشباب في العراق من جيل الثمانينيات وما بعدها تأثروا باودونيس وسعدي يوسف وانسي الحاج وسركون بولص وغيرهم اكثر منا اثر بهم حميد سعيد وسامي مهدي ومحمد جميل شلش وعلي الخلي وغيرهم،في الفترة تلك اخذ الانفصام يشكل ملمحاً مهما انتبهت اليه الحكومة لكنها غضت النظر لكي لاتصنع لها الاعداء مادامت قصائد هؤلاء الشباب لاتجدي نفعاً ولا تؤثر في الشارع العراقي،لاصوت شعري من الشباب استطاع الوقوف امام صوت عبد الرزاق عبد الواحد،لهذا عملت وضمن لعبة اظنها ذكية قادها معي كبار المخرجين منهم مهند الانصاري وحافظ مهدي ومحمد زهير حسام وعلي الانصاري وغيرهم في ان نقدم للمستمع العزيز امرين مهمين التاريخ بوصفه حكاية تحريضية و اعني بالتاريخ ذاك الموغل بالقدم منذ جلجامش حتى ثورة ١٩٥٨ وتوقفت وكان تاريخاً عراقياً خالصاً حتى اني كتبت مسلسلاً اسميته الليلة الاخيرة لشهرزاد مثله سامي قفطان وهند كامل واخرجه حافظ مهدي تنبأت به بسقوط بغداد ولا اعرف من اين اتاني هذا الهاجس،والامر الثاني الهموم اليومية التي تناولتها الرواية العراقية اعددت روايات عبد الخالق الركابي وناطق خلوصي وغائب طعمة فرمان ومنير عبد الامير وخضير عبد الامير وسواهم وثالث الخطوات ما كتبته انا وكان عراقياً وليتك تتذكر الحوت والجدار الذي لايزال يبث حتى اليوم الدراما بالنسبة لي اهم وسائل التعبير من خلال الصورة والصوت تستطيع ان تقول كل شيء..المثقف العضوي كما يقول غرامشي لايمكن ان يكون فاعلاً مؤثراً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقط عليه قراءة الشارع المقهور وتحديد مديات الانتماء اليه،ولكن واقولها بكل جرأة وهذا ما رايته حين يدخل سياسياً ما مكاناً يركض اليه المثقف متخلياً عن مكانة،ورايت البعض يتملق القتله ويصفهم باجمل واحلى توصيفات النضال،جاعلاً منه المخلص الذي ننتظر تلك محنة الثقافة العراقية التي دخلت اعماء القول وتخلت عن التحريض الحقيقي ووقفت ولا اقول عن الجميع عند الابواب تستجدي رحمة المسؤول والسياسي،،وهذه اللحظة اقسى واقبح لحظات الخيانة للناس ولفقرهم ولهتك الوطن وسرقته!!
(السؤال الخامس)
مذ ماقبل الإسلام بقرون وحتى إغتيال ملك العراق فيصل الأول ظل الشعر هو الحسام الضارب واللهب الحارق لكل من سولت لهم أنفسهم من زعامات سياسية وثقافية فامسى هو الديوان ولكن اليوم وأمام كل سورات النكد والذل والحرمان الذي نحياه كشعب نرى بأن جلباب وطننا واسعاً وجسده هزيلاً ونحن أما قصاصين ورواة وشعراء وفنانين وكتاب روزخونيين وعلمانيين والخراب الثقافي سائر الى الظلامية و الإخوانيات والصالونات والتبريكات والإحتفائيات بتوقيع المنجزات التي ثلاثة ارباعها لم تعدو كونها تراكماً لعبثيات من التعاشق اللفظي الفارغ من محتواه..هل للأخ شوقي أن يرسم لي خارطة طريق ثقافية تأخذ بمنحنيات الإبداع الحقيقي الى تصاعد وخارطة سياسية –وانت واحد من المتصدين لنصرة الفقراء –تأخذ بنا إلى الخلاص وسط هذا الموج المتلاطم من آيديولوجيات لمراكز قوى سياسية متعددة المرجعيات المحلية والإقليمية؟
( جواب السؤال الخامس)
منذ جيء بفيصل الاول ملكاً وبعد جفاف شعري استمر لاكثر من٤٠٠ عاماً اعاد العرش الفيصلي حكاية شاعر البلاط المداح،كان الرصافي شاعر بلاط ومثله الكثير وهناك من وقف بعيداً مسهماً بهموم الشارع واحزانه مثل محمد صالح بحر العلوم ومحمد مهدي البصير ومثلهم كثر فيما وقف الزهاوي على تلة الفلسفة يضع ساقا هناك واخرى هناك،وظل الجواهري وفياً لكل حلاوات البلاط يمدحه ان تكرم ويذمه ان ابتعد البلاط عنه وبعد مقتل فيصل الثاني تغيرت فكرة البلاط الى مجموعة افكار الادلجة مدح الجواهري قاسم وحين اختلف معه ذمه باقذع السباب وهكذا اضاع الحكام فرصة جمع الشعراء اليه واستحوذت الايدلوجيات على مسارات الشعر وموجهاته،وبهذا اضاع الشعر بوصلة الانتماء الى الناس ماعادت القصيدة سوى ايهامات او نضالات كاذبة وادعاءات بطولة كما عند البياتي او مغالات واهمة كما عند حسين مردان او اداعاءات تفاخر معرفي كما عند سعدي يوسف،
ليس ثمة شعر لوجه الشعر حتى اللحظة هناك من تجره الادلجة الموافقة والمعارضة وهناك من يقف على الاطلال ناعياً وجوده العاثر واخر يوهم نفسه بانه يكتب شعراً،،ذات مرة سالت مجموعة في مهرجاناً شعرياً محمد صالح بحر العلوم اسقط الوزارات في شعره فهل يمكن لجميعكم اسقاط وزير التجارة الذي سرق قوت الشعب؟! في خضم هذا الاضطراب العدواني نحتاج الى فهم لحقيقة الادب لم يعد للابهام من اهمية ونحتاج فعلا ولو في هذه المرحلة الى هبوط الشعراء الى الوسط الانساني بعيداً عن المهرجانات والندوات مادام المواطن لايصل الصالون والمؤتمر ما المانع من ان يتنازل الشاعر ويذهب اليه؟
الخلاص الذي ارجوه واسعى اليه يجب ان يكون خلاصاً جمعياً،لايمكن للادب وحده تحقيق هذا الخلاص ولا الفن وحده الاتحاد المعرفي هو القادر على تغيير المحال بعد الدخول في معتركات الناس واثبات الوجود الجمعي،،وان كان ما اقوله يبدو ضرباً من ضروب المستحيل،،لاتنسى الاشارة الاساس ان الادلجة توسعت واخذت من جرف الادباء وسواهم الكثير مايضحك فعلاً حكومات فاسدة تذر الرماد في العيون فتقيم مهرجانات مسرحية باطلة المفعول ومهرجانات شعرية لاينصت اليها سوى الشعراء ويغادرها المسؤول بعد لحظات مجاملة لانه لايصدق ان هذه الهذيانات شعراً!!
(السؤال السادس)
لقد تهافت المتهافتون خلال الخمس عشرة سنة الاخيرة على ناصية الروي لالشئ سوى توهمهم بأن نيلهم لهذا العنوان سيخلق منهم رقما على شاهدة الحركة الادبية العراقية وانت ياشوقي كريم انا وسواي نعِدّك من ارباب القص العراقي ومن سدنة رويه ندعوك راجين متوسلين ان تعلن للعامة من الادباء وبمثل ماعهدناك من جرأة ….مَن هو القاص ومَن هو الروائي وما هي ادوات القاص وماهي ادوات الروائي وماذا تقول للذين تسللوا إلى فضاء الرواية ونجحوا في ان ينالوا من وراء ذلك عنوان الروائي زوراً وبهتاناً و…مَكرا؟
(جواب السؤال السادس)
الخراب الذي عم البلاد بعد الاحتلال وغياب الرقابة الثقافية الحقيقية واستسهال الطباعة بنسخ محدودة لغرض التقديم لاتحاد الادباء او غيره افسد الادب والفن وكل الاشتغالات الجمالية الاخرى،،اليوم وصل عدد الروايات والمجاميع القصصية الى ارقام غير معقولة ،لو ذهبت الى اي بلد اخر لما وجدت مثل هذا العدد،،والسؤال الذي يحيلني الى الجنون اذا كنا نكتب هذا الكم من الروايات والقصص والمسرحيات والافلام السنمائية ونحن لانمتلك سوى صلات عروض في المولات البغدادية،فاين تأثيرها ومالذي قدمته لفقراء الناس وحتى لطبقات المجتمع الراقية سألت مجموعة من الاطباء كم رواية عراقية قرأت فكان الجواب مخجلاً حقاً..وقلت لبعض الفنانيين كم ديوان شعر عراقي قرأت فكانت الصدمة عظيمة،،وسالت مجموعة من كتاب السرد كم معرضاً تشكيليا رايت فكانت اجابته صرخة مدوية،وقلت لبعض الذين يمتهنون الفن ماذا تعرفون عن الشعر العراقي والرواية العراقية بعد التغيير،فكان الجواب لاشيء
تلك هي الصدمة التي يجب ان يعرفها الكثير هذا غيب غياب الموزع والمروج والجهات الدعائية ودور النشر وتهديم المكتبات العامة التي كانت رافدا مهما برغم هذا الخراب صارت الثقافة بكل مسمياتها اسهل المحطات وجوداً،،البعض يبيع مايكتب لقاء مبالغ بائسة لتظهر باسماء اخرى ماتلبث ان تصبح عضوة في منظمة وجهة ثقافية وتمنح الجوائز والشهادات التي صارت اسهل من شرب قدح ماء،اعرف احدهم على قنوات التواصل ينال كل يوم ثلاث او اربع شهادات دكتوراه وهو لايعرف سوى ان يدفع لتكتب له القصائد ولكم تمنيت ان يقوم اتحاد الادباء بسلسلة اختبارات كتابية قبل ان يمنح عضويته لهذا الفرد الهجين،تلك محنة الثقافة مختصرة الطاريء هو السائد ولربما الفاعل ايضاً.
(السؤال السابع)
وانت الذي قال فيك ابو النقد الثقافي العراقي الراحل علي جواد الطاهر لا بل وبشّر بك…ويتفق اليوم أولو الامر ممن يعاينون المشهد الادبي بعامته وبنظراتهم الإسقاطية عليه انه ومنذ رحيل الطاهر لايوجد نقد ثقافي في العراق فهل لمثل شوقي كريم (((((الناقد)))))ان يدلنا على بيان إحترافي بِمَن هو الناقد الادبي ومَنْ هو الناقد الثقافي وماهو ردّكم على القائلين بلاجدوى نقد ولا نقاد وسط غياب مدرسة نقدية عراقية تاخذ على عاتقها تحديد المسؤوليات التي من شانها ان تأخذ بالادب العراقي بكافة محاوره الى خط شروع صحيح.
(جواب السؤال السابع)
يبدو ان في هذا السؤال بعض الظلم حقاً،،قلت بغياب المدرسة النقدية العراقية الخالصة برغم محاولات الدكتور علي جواد الطاهر الاتكاء على المدرسة الانطباعية التي وجدها نافعة كما وجدها محمد مندور في مصر لكن السيول النقدية الاتية من الاخر اوقفت هذا الحلم الطموح وفعلت تلك المدارس النقدية او الايهامات النقدية على تشظي النقد وجعله مايشبه الهذيانات غير معروفة كل حاول لي رقبة المنهج النقدي وجعله صالحا للمنتج المعرفي العراقي وهذا ضرباً من المستحيل في ما تخلى البعض عن متابعة المنتج المعرفي اخذاً نفسه الى تنظير يتكيء على الاخر والامثلة كثيرة ومشخصة ،فيما عمد البعض من النقاد الى اللهاث وراء الاتي فتراه مرة مؤدلجاً ووقعياً اشتراكياً فيما تنظر اليه يقف بالقرب من التفكيكية والشكلانية الروسية و ارى البعض يقبل اصابع جومسكي للدنه متوسلاً ان يضمه الى صفوف عظمته،
القليل من الذين يسمون انفسهم نقاداً يمارسون ما يسمى عالمياً بالعروض الكتبية وثمة مجلات تعرف بهذا النوع من الكتابة،وهي مفيدة لانها تعرف المتلقي بماعليه الرواية او القصة،والغريب حقاً ان الناقد العراقي يمارس دور العارف بكل شيء فنراه يكتب نقدا في الشعر وهو لايعرف عدد بحور الشعر ولا يعرف الفرق بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وثالث يكتب عن الهايكو وهو لايعرف كلمة يابانية واحده تدله على المنبع الشعري وضرورته،واعرف نقاداً لم يطلعوا على بعض من المنجز السردي الانساني وان سألته يقول انا اكتب بحسب ما اعرف ولايهمني سوى ما اريد قوله،،واليوم اصبح النقد يباع ويشترى لقاء مبالغ بخسة وحقيرة،،كائن غير متعلم يغوي البعض بالكتابة عنهم لقاء مدفوعات وقد نال عضوية اتحاد الادباء من باب الشفقة،،تلك هي ورطة الثقافة العراقية بكل جوانبها!!