مشروبات الطاقة قنبلة موقوتة.. سهير سلمان منير مستشارة تغذية

شارك مع أصدقائك

Loading

مشروبات الطاقة قنبلة موقوتة

سهير سلمان منير

مستشارة تغذية

رغم انتشار التحذيرات الصحية تجاه استهلاك مشروبات الطاقة، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا متزايدا في استهلاك المشروبات التي تسمى “مشروبات الطاقة” التي يقدر أن المجتمع العربي يستهلك نصف الكمية المستهلكة في إسرائيل وهذا ينطوي على كارثة صحية ربما لا تنفجر الآن لكنها ستنفجر يوما ما على شكل تعقيدات صحية خطيرة. والمصيبة أن الكثير من الأشخاص يواصلون تناول هذه المشروبات بشكل يومي ظنا منهم أنها مفيدة وتعطي طاقة عالية للجسم وربما لا يدرون أنها قنابل موقوتة. ومشروب الطاقة هو مشروب غازي يحتوي على كمية كبيرة من الكافيين والسكر وبعض أنواع المعادن والفيتامينات. وتحوي مشروبات الطاقة  على 116-428 ملغم تقريباً من الكافيين وعلى ما يقارب 10  ملاعق سكر. وكشفت الدراسة التي قامت بها وزارة الصحة  أن 27% من الشباب العرب يشربون مشروبات الطاقة ومعظمهم من الفئة العمرية 13- 18 سنة.
وتناولت دراسة جديدة لمنظمة الصحة العالمية مدى التأثير السلبي والخطير لمشروبات الطاقة على أجهزة الجسم المختلفة من الجهاز العصبي فالهضمي فالدورة الدموية مثل: رفع معدل ضربات القلب،سرعة دقات القلب، خفقان القلب،الأرق، زيادة السلوك العدواني والتوتر والعصبية، زيادة القلق، الصداع والصداع النصفي، زيادة حموضة المعدة وبالتالي حدوث التهابات وتقرحات في أعضاء الجهاز الهضمي، إدرار البول، اختلال التوازن الهرموني، رفع درجة حرارة الجسم، غثيان، القيء، ضعف صحة الأسنان وتسوسها، الإصابة بهشاشة العظام، السمنة المفرطة مما قد يجعلها احد المسببات للأمراض المزمنة من سكري وكولسترول وأمراض القلب والضغط.

 
يشار أن بعض الدول وضعت قيوداً على بيع مشروبات الطاقة لمن هم أقل من 18 سنة كما قامت بوضع تحذيرات صحية على عبوات مشروبات الطاقة وحظرت الترويج لهذه المشروبات في وسائل الإعلام المختلفة. وأكد الطبيب أحمد كبها وبحق طبعا أن هناك أهمية لاتخاذ عدد من الإجراءات على عدة مستويات منها:
 توعية الشباب بأخطار مشروبات الطاقة وعدم الإفراط في تناولها وأن تكون هذه التوعية طويلة المدى وذات برامج متنوعة.  كذلك حظر بيع مشروبات الطاقة لمن هم أقل من 18 سنة ووضع قيوداً على أماكن البيع كما هو الحال في حالة الكحول والتبغ، البيع للبالغين فقط.  ويوصي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بموضوع الإعلام في المدارس للأطفال والشباب كجزء من حملة الإعلام بموضوع أضرار مشروبات الطاقة  داعيا لحظر مشروبات الطاقة في المدارس. كما يدعو لتعميم معلومات وإرشاد في مواقع التواصل الاجتماعية، يتضمن تحذيرات للآباء، المدرسين، الأطفال والشباب بموضوع مخاطر مشروبات الطاقة على وجه الخصوص والكافيين بشكل عام . في ظل هذه المعطيات وغيرها بات الحل ليس حملات توعية متفرقة بل تضمين المنهاج التعليمي موضوع ” نمط الحياة الصحي ” ومنذ المرحلة التعليمية المبكرة. ولا شك أن هذه مهمة لجنة متابعة التعليم العربي،لجان الآباء والقائمة المشتركة خاصة النواب المهتمين بشؤون الصحة والتربية. كما أكدت قبل أسبوع دراسة موسعة لجمعية أطباء من أجل حقوق الانسان ما كشفت عنه دراسات صحية سابقة لجمعية الجليل وجمعية تطوير صحة المجتمع العربي أن المجتمع العربي في البلاد مصاب بوبأ السكري والسمنة. وكشفت  في المؤتمر معطيات مقلقة جدا  أخرى عن الأوضاع الصحية في المجتمع العربي والتي تظهر ضعف الوعي للوقاية ولمخاطر تفشي السمنة والسكري والدهنيات والامراض الناجمة عن زواج الاقارب والزواج المبكر. من أفظع نتائج الدراسة : 25% من المجتمع العربي يعانون ضائقة نفسية. كما أن 40 % من العرب في النقب يعانون من أمراض وراثية نتيجة اتساع ظاهرة زواج الأقارب ( 50% من الأزواج). كما كشف معطيات عن تعدد الزوجات في النقب( 40% من العائلات).

 

شارك مع أصدقائك