Blog
حَنينْ ..سوزان البربرى – مصر –
_ حَنينْ ..
حينما تستنهِضُ الأشواقُ نيامَ الجَوارِِح
ويبدأ صوتُ القلبِ يَعلو
فوقَ صوتِ السكونْ
أبحثُ عَن مكانٍ بعيدٍ
يجْمَعُنا يُحرُّرنا من حِصار الأماكِن
فكيفَ لبوصلةِ الشمالِ أن تَتُوه
وكيفَ لعطرِ البساتينِ والزهورِ
أن ينسىَ عِطرَك ؟
وكيفَ لأركانِ القُصورِ
أنْ تَنْحسرَ فى زواياك ؟
وكيف لمذاقِ العِنبِ والرمانِ
ألاَ يمتَزِجا فى فمك ؟
هى شفاهُكَ التي تتوحَّدَ فيها الخَرائِط
فى أرضٍ واحدةٍ وسماءٍ واحدةٍ وبحارٍ واحدةْ
كيف تَجْمَعَ العالمَ أمامي ؟
وتَضِيقُ الأرضُ مِن تحت قَدمي وتَخْتَزِلَ الأعوامَ فى ثواني
وتَكَسِّرَ الحُصونُ والقلاعُ وتُشِّيدَ النَّماءَ
مِن وَهَنِ الفَنَاءْ
كيف يَنْصَهِرُ الحديدُ ويذوبُ الجليدُ فى حضُورِك ؟
وأنتَ كما الجبالِ الصَّمَّاءِ سِفوحُكَ الخَضْراءُ
للوديان وإنحدارُكَ الحاد لي حتى رُعودُكَ
لا تمْطِرُ ماءً بل أحجارًا تَتَساقَط فوقَ رأسي
المَشْحون بالكلماتِ
قُلْ لي كيف سيمضي الحُبُّ حَياً
دون أن يَفِرَ من الحياة ؟
وكيف ستحتفظَ بالذكرياتِ
ولا تنساني كما الأيَّامِ التى تَمُرُ ولا تعود ؟
أخْشيَ أن تَتبَّدل القلوبُ
الشعوبُ فى الثوراتِ
حين تثأرَ من طُغٌاتِها
وأنتَ كشعبٍ أحمقٍ مارَسَ كلَ طقوسِ العبودِيَّةِ
بلا أهدافٍ
فقلبُكَ المَعتوهُ المتوحًِّدُ مع جُدْرانهِ
قد سَكَن ليلهُ ونامَ فى سُباتٍ
وقلبي الحزين مازالَ نَهاراً لَطيفاً
يشْرِق كل صَباحٍ
على أملٍ زائفٍ لا يموتْ
قد أخشى أن يضيعَ الحبَ مِنِّي يوماً
وأكْرَهًُك فى كلِّ حينٍ
عند أولَ وَخْزٍ لِحَنينْ