قراءة في كتاب “1.” .. شهرزاد الربيعي

شارك مع أصدقائك

Loading

 

تنويه ..

تنضم الى أسرة الموقع الزميلة المبدعة شهرزاد الربيعي في سلسة مخصوصة من القراءات  العميقة  لكتب متنوعة   في مواضيعها ولمؤلفين مشاهير ..  ننشر  كل اربعاء مقالة .. شكرا وعرفاناً للربيعي على هذه الإضافة النوعية لموقع ومجلة ” ألف ياء” 

 

قراءة في كتاب 

شهرزاد الربيعي

….

الكتاب : ما وراء الشتاء

الكاتب : ايزابيل الليندي

التصنيف : رواية

عدد الصفحات : ٣٧٨ صفحة

ترجمة : صالح علماني

دار نشر : الآداب للنشر والتوزيع

 

إيزابيل ألليندي، التي وُلدتْ في البيرو، وترعرعتْ في التشيلي، هي صاحبة الروايات الأكثر مبيعًا واحتفاءً من قِبل النقّاد، كرواية ( بيت الأرواح ) التي أنتجت كفيلم من بطولة الممثل ( أنطونيو بانديراس ) . وقد بيع من رواياتها أكثر من 65 مليون نسخة في أرجاء العالم كافَّة، وهي احدى الناجيات من انقلاب تشيلي في عام 1973 الذي أطاح بقريبها الرئيس سلفادور الليندي آنذاك، كما انها فقدت ابنتها في عام 1992 عن عمر 28 عاما، لقد عانت من المنفى والفقد، فتناولت عبر مؤلفاتها التي تجاوزت العشرين حكايات المظلومين والمهمشين .

وعلى طريقة ( فلاش باك ) تكشف لنا خلفيات ابطال روايتها التراجيدية، فنعرف ان وراء امزجتهم حوادث مروعة، نجوا منها لكنها سببت لهم صدمات نفسية،( لوثيا ) من شيلي، عانت خلال الحكم الدكتاتوري لبينوشيه وفقدت شقيقها، و ( ايفلين ) تعرضت خلال طفولتها في غواتيمالا لعمليات تعذيب شوهت عقلها وجسدها، و( رتشارد )، البروفيسور الذي فقد افراد عائلته في حوادث متتالية تركت شروخا في روحه .

استلهمت ايزابيل الليندي عنوان روايتها التي تدور أحداثها في شتاء ٢٠١٥ وخلال عاصفة ثلجية من عبارة البير كامو ( وسط الشتاء، أدركت اخيرا، أن في داخلي صيفاً، في حالة سبات شتوي )( العودة الى تيبازا )، الحياة لا تتوقف عند المآسي، لا تتوقف وراء شتاء العمر، لأن ( العالم يولد كل يوم من ضوء جديد ) كما يقول كامو، كان التحدي بالنسبة لايزابيل الليندي في تمرير هذه الرغبة بالحياة الى القارئ من دون تسخيف أهوال الحياة، بمعنى آخر في عدم تحويل التبشير بالأمل الى مهزلة أخرى من مهازل الحياة .

تقول ايزابيل الليندي عن روايتها هذه، ان فكرتها ولدت يوم عيد الميلاد وفي بيت قاتم في بروكلين، عندما التقت هي ومجموعة من اهلها واصدقائها واقاربها، تبادلوا في تلك الجلسة شرب اكواب القهوة وأفكار عن مخططاتهم للعام الجديد، وعندما حان دورها وسألوها عن إنتاجها الجديد وماذا ستكتب في ذلك العام قالت إنها لا تعلم ماذا ستكتب، في تلك اللحظة وعندما بدأوا طرح أفكارهم وقصصهم، بدأ يتشكل هيكل الكتاب .

تتعرض إيزابيل الليندي من خلال روايتها ما وراء الشتاء لواقع المهاجرين القاسي في الأراضي الأمريكية، أمريكا الحلم اللامع الذي يغري العالم كله والذي يراه المهاجرون على حقيقته، وفي معرض حديثها عن واقع المهاجرين تعرض نموذجين لبلاد طاردة تجبر أهلها على تركها واللهاث وراء الحلم الأمريكي، حتى وهم على دراية بأنه أشبه بكابوس، ولكنهم على الأقل سيظلون أحياء ليعيشوا هذا الكابوس، وهذا ما لا توفره لهم بلادهم .

 

شارك مع أصدقائك