دالغة – دار دور المحاصصة
برهان المفتي
العراق من أربعين سنة في حروب دائمة، وتم تدمير النظام التعليمي والبحث العلمي بأي طريقة!
………..
الدول إللي خسرت حروب و إللي دمرها الفساد ما بعد الحروب شافت أنّ الحل في العودة والبناء هو الإهتمام بالتعليم، فركزت على برامج تعليم متقدمة ووضعتْ نسبة كبيرة من ميزانيتها بعد تلك الحروب لتطوير التعليم، وإرسال مبعوثين للإطلاع على تجارب تعليم متقدمة في الدول الأخرى ونقل الخبرات من تلك الدول، بهذه الطريقة شفنا المعجزة اليابانية والمعجزة الكورية.. وفي الطريق المعجزة الأثيوبية.
ونفس الشي في الدول إللي تنشأ نشأة جديدة وبنظام جديد.. مثل سنغافورة.. دولة عبارة عن ميناء.. بس عرفتْ اللعبة صح، أهتمتْ بالتعليم وأستثمرتْ في التعليم ونقلتْ خبرات الدول الأخرى فصارت خلال فترة قصيرة في عمر الدول دولة متقدمة صناعياً وجاذبة للأستثمارات ومركز أعمال عالمي.
ومن الأشياء إللي ركزتْ عليها هذه الدول في نظامها التعليمي هو إحترام أخلاقيات العمل،يعني من المرحلة الإبتدائية يعلمون التلاميذ شنو معنى العمل وشنو أحترام الوقت وشنو معنى الخدمة وشلون يقومون بخدمة الناس، فتشوف الموظف الحكومي بهذي الدول عنده سيستم يمشي عليه ويعرف شنو قانون العمل وشنو إحترام توقيتات العمل، وهذه الدول هي أقل الدول في أيام العطلات والأعياد.
العراق من أربعين سنة في حروب دائمة، وبدل أنْ يكون التركيز على التعليم سوينا العكس.. تدمير النظام التعليمي والبحث العلمي بأي طريقة.. مرة بالحزبيات ومرة بالتدريب العسكري ومرة بمنع السفر، حتى جينا بعد 2003 وشفنا إبداعات المحاصصة في تدمير التعليم من صارت وزارة التربية ووزارة التعليم العالي حصة مثل الشردانة بحلگ الواوية، مرة عد هذا ومرة عد ذاك، لا وزارة سيادية بل وزارة خمطية، فيها عقود خمط من المطابع وورش النجارة عساس رحلات وخمط من عقود البناء الوهمية للمدارس وخمط من إجازات ترخيص المدارس الأهلية.. وبدل الأهتمام بالتعليم وتخصيص ورفع معيار التعليم شفنا الدور الثالث ومرات الدور الرابع، الدراسة والتعليم في العراق صارت عمودية بالأدوار حالها حال بناية تعبانة من الأساس، من توصل الطابق أو الدور الرابع تنهار وتوگع.
وفوگ الچيلة، صار عدنا بالعراق بوفيه مفتوح من العطلات والطلاب فرحانين.. شتريد أكو، أي نوع من العطلة روح للبوفيه ودلل روحك، عطلة شرعية و دينية و وطنية و حزبية و مناخية أو زعلانية و عطلة قبل عطلة العيد وبعد عطلة العيد و عطلة للتأكد من العطلة، عطلة من ترجع أم الدستور لعيالها بعد ما يراضيها زوجها ويفتح الإنسداد بمجاري المطبخ إللي بسببها زعلتْ أم الدستور وحلفت بعد ماكو طبخة سياسية.. هذي العطل دمرتْ التعليم بالعراق وسوتها مثل وصلة الكاشي.. شي قذر كلشي بيها، ولو كان الأصل فانيلة نص ردان أو يلگ أبو الدستور.
والنوب مدارسنا صارت قواطي معلبات، حتى أكو سرقفلية للرحلة، ليش هي هينة الحصول على رحلة في مدرسة بكل صف فوگ خمسين تلميذ أو طالب.. كلشي بحساب بجيب المشرف والمدير وچايچي المدرسة إللي يقنع المدير بسعر السرقفلية.
ما يصير براسنا خير ولا إعادة بناء ولا نگدر العودة إلى منظومة الدول المحترمة من غير ما نهتم بالتعليم، وما دامت المحاصصة هي إللي تتحكم بملف وزارة التربية ووزارة التعليم، فما راح يلزم هاي الوزارتين أي فريق متمرس بالتعليم حتى يخلي خطة متقدمة لكيفية تطوير التعليم وعقد شراكات مع أنظمة تعليم عالمية ونقل الخبرات، وزارة التربية في عهدة المحاصصة صارت وزارة حزبية وكل مرة عد طائفة، فتكون واجهة طائفية مو تربوية ولا تعليمية، وأكو شواهد على هالشي ما نريد نذكرها.
ومثل ما قرينا وشفنا عن براءة إختراع في آلية الإستئذان في دخول البيوت المسكونة وغير المسكونة بحسب النصوص الدينية عن طريق باحثة في جامعة عراقية، فما راح نتعجب – مع بقاء المحاصصة في وزارة التربية- راح نقرا عن بحث قادم عن ” أهمية دعاء الخلاء في معرفة الضرطة من الفساء”… وفي مناقشة البحث يكون توزيع معطر الجو بالمجان على روح والد مشرف البحث.