سلام من قلبي يابيروت
…..
ا.د هبة مهتدي
سلام من قلبي يابيروت كنت افكر منذ فترة فى مشاعري تجاه لبنان وتذكرت فى طفولتي كم كنت أتمنى الذهاب إلى هذا البلد الجميل لأرى ما أراه فى الأفلام السينمائية من مشاهد الجبال الخضراء الخلابة والتزحلق على الجليد والتلفريك. لا أدري لم لم يكن يحلو لنا السير على كورنيش الاسكندرية دون ان نتغنى ب”يا شط الاسكندرية يا شط الهوا” ولا نسعد لمشاهدة البحر دون سماع “شايف البحر شو كبير” لجارة القمر وقيثارة السماء فيروز. تذكرت فى طفولتي صباي كم كنت اسعد بأسمهان وهى تشدو بليالى الانس فى فيينا ومع الشحرورة ساعات ساعات كنت احب عمرى واعشق الحاجات ومع فريد انتظرت الربيع ليعود من تانى اما وديع فبكيت مع داره والتى ذهب عنها حبايب الدار. بعد ذلك كبرت و حلقت عاليا مع ماجدة الرومى وحبيبها يراقصها ويسمعها كلمات ليست كالكلمات وعشت مع اليسا اجمل احساس فى الكون . كنت دوما اشعر بشىء ما يربطني بهذا البلد وشعبه وادبائه وفنانيه مرة اخرى اعود للماضي وكيف سمعت عن حروب و أحداث ألمت بلبنان فحزنت من قلبي و لكني كنت اطالع الجرائد و اشاهد الانباء لأجد أبناءه صامدين مقاومين وبرغم الحزن فى قلوبهم كانوا يحتفلون بالحياة و كنت أتساءل كيف يكون هذا الاحتفال مع هذه الاحوال ؟ لم افهم حينها ومرت الأيام وكانت الاقدار والمصادفات التي ازدادت من حبي للبنان فهمي لشعبه حين جاءتني دعوة للمشاركة فى مؤتمر علمي فى لبنان منذ عدة سنوات وهناك تنزهت فى شارع الحمرا والسوليدير وقلعة موسى و بعلبك ومتحف المشاهير هناك ونهلت من جمال الطبيعة فى جعيتا وحريصا وزرت سيدة لبنان ستنا مريم التي كرمها القرآن. ثم حين فكرت فى نشر اول مجموعة قصصية شاءت الأقدار ان يكون ذلك من خلال دار نشر لبنانية والاغرب اني حين كتبت اولى رواياتي جعلت احد ابطال الرواية موسيقيًا لبنانيًا! لا ادري لم؟ هل دفعني اللاوعي لذلك حبًا فى لبنان ! ذلك اللا وعي الذي لطالما تأثر بما يقرأه الوعي من اعمال خليل جبران وايليا ابى ماضى ومي زيادة وحلق معهم عاليًا فى السماء. ثم حين جئت الى استراليا وبرغم انشغالي بأبحاثي العلمية الا أنني كنت أبحث عن صحبة ألتقى بها فكريًا وأدبيًا و تشاء الأقدار أن تكون تلك الصحبة فى ذلك المنتدى الثقافي الاسترالي العربي ذلك المنتدى الرائع و كان من حسن الطالع أن تكون رئيسته بروفيسور اميرة عيسى والكثير من اعضائه ينتمون لهذا البلد الجميل. والآن اقول اعلم ان لبنان يمر ببعض الصعاب والتحديات ولكني كلى يقين أنه يومًا ما سينهض و يعود كما فعلها من قبل ، هل تعلمون لم هذا اليقين ؟ لاني أثق فى صلابة أبناء لبنان واعلم كم هو شعب محب للحياة ويحتفل بها و ينتصر على الألم بالفن وبالابداع. واخيرا كمصرية تعشق وطنها حتى النخاع ارسل تحياتي وسلامي الى لبنان بأجمل ما شدت به فيروز: “لبيروت سلام من قلبي يابيروت وقبل للبحر والبيوت”