“ساعة المدينة ” .. مريم حوامده      كاتبة وشاعرة فلسطينية

شارك مع أصدقائك

Loading

“ساعة المدينة ”

مريم حوامده      كاتبة وشاعرة فلسطينية

في جسدي

أتحسس خلل ما

هناك في المنتصف ناحية اليسار :

على المنضدة ،،

وضعت الفنجان ،كأس الماء  ، مزهرية قديمة فيها ثلاث وردات

نسيت أن أستبدل  الماء وأضع فيه  السكر هذا الصباح

أسرعت في خطوتين لأعد القهوة لنا الإثنين

الهاتف مقلوب  على الوجه الآخر

لا أريد الانقباض لحظة الصفر

سيبدأ العزف في اللحظة والحال

موسيقا ” خوليو ”  تستعد للبدء

تلك النغمة ذات الثلاث عقود

لقد نسيت إحضار الفنجان الآخر

أنا وحيدة  لكن لست لوحدي من قبل عام وبعد هذا العام

إنه قادم سيحضر ونكون اثنين

سأعد القهوة مرتين

أضعها مكانها  وأغطي الطبق الصغير  بالدانتيل القرمزي

أمسك الهاتف وانتظر

لا لن أمسك بيدي شيئا

سوف أنثر العطور في المكان وعلى يدي وعنقي

عندما يحضر  قلت في نفسي

سأضمه إلى صدري  حتى الاستسلام

قبل أن يقرع جرس الباب

قبل انطلاق النغمة

وقبل القهوة

أعددت كل شيء ولم أنسَ علبة المناديل لأنه اعتاد أن يبكيني منتصف اللقاء قبل الاحتضان

تأخر هو والوقت

تناولت الهاتف

نظرت له

ارتجفت

حدقت في طاولتي

كان فنجاناً واحداً وليس اثنين

الورود  لا تحتاج للماء  إنها ذكرى منه في عيدي قبل عامين

وكان اليوم هو الأحد  وليس يوم الإثنين

أنا واحدة ولست اثنتين

هاتفي صامت بلا نغمة منذ عامين

وساعة المدينة معطوبة  أجراسها ولم تذكرني بأيام الأحد ولا الأثنين.

»»»»»

 

على رأسي قبعة

 

تقول امرأة القلق : ما زال لدي وقت  أشد به  حزام  النهار  وأتفقد ما نسيته من صف الذكريات

لاشيء  يعنيني في  اللحظة  المباشرة  سوى رشفة وقت  وتحديق  في  سكون  هذا القيظ

أدعو لأمي لأنها أنجبتني في عصرٍ ذهبي  لأكون جاهزة  للتصدي لنواكب  عصري ،

لم تقرأ أمي  بلزاك  ولم تستمع  لمقطوعات شوبان

لم تستقِ من  علوم الجاحظ  ولم   تستعن بمقدمة ابن خلدون

أمي لها رواية واحدة ؛

وجميع الروايات التي قرأتها لا تقارن بروايتها ،

كانت تقارع  الفجر  وتغسل  وجه  الحزن بابتسامة الكبرياء

تطوي   الحاجة  بأظافر هشة ودمع نظيف

وكنا نيام !

كان لديها  مصحف كبير  وفي غرفتها  صورة  للعذراء وابنها  والمسيح

على حافة نافذتها  الكثير  من  الماء  وحبوب للعصافير

لا أتذكر ولو مرة أنها استبدلت ثوبها بفستان

عيناها لوزيتان وشفتاها ورديتان

كان لديها أنف رفيع وقلب بصير

تشتم رائحة أوجاعنا

تترجمها  أشجان عندما تبكي الغياب

؛تعض شفتيها وتخيط أذيالها

إن سمعت  عن  زواج القاصرات

كان لها جناحان مخبآن  تطير  بهما

إن علمت  عن امرأة  ولادّة  أو طريح في فراش

في الماضي

كانت أمي معلمة ثرية  تُعلّمنا الدروس

بالمجان ودونَ لسان.

شارك مع أصدقائك