دالغة / كاربونكم علينا
برهان المفتي
…….
دول العالم إللي تهتم بالتخطيط تعرف أن أمنها بالسنوات الجاية يرتبط بالتغيير المناخي، ولهذا السبب هسة هذه الدول تنطي أولوية بكل ميزانياتها وخططها لكيفية التعامل وي تأثرات التغيير المناخي، وأشد تلك التأثيرات هو الفيضانات والعواصف غير المتوقعة والجفاف.. التخطيط في مثل هذه الدول مو فقط آخر ثلاثة حروف من هاي الكلمة مثل الحال في دول الحصص والمكونات والمعجون وبوتقة والفسيسفاء والكابينة وتاج الراس وحامض حلو والگرگري.
وأكو جامعات عالمية هسة كل بحوثها للدراسات العليا متوجهة لإيجاد حلول للمشاكل إللي هي السبب في التغيير المناخي مثل الإنبعاثات الكاربونية، وتحاول تقليل هذه الإنبعاثات بوضع خطة الحياد الكاربوني، يعني شگد الإنبعاث الكاربوني لازم بنفس الكمية تتخلص من الكاربون، مثلاً فاتح بوري ماي للبانيو وبنفس الوقت فاتح فتحة تصريف البانيو فالماي يبقى بنفس المستوى.. هذا مثل للناس الطاگة، بس أكو مثل آخر للناس الآخرين لشرح الحياد الكاربوني وهو ” الحچاية تطب بالأذن اليمنى وتطلع من اليسرى وداعتك بدون ما أتأثر”.
تقول الأخبار قيام مجموعة من علماء جامعة كامبريدج البريطانية بوضع عشرات آلاف سيناريوهات فيضانات إللي يسببها التغيير المناخي ودراسة التأثير الأقتصادي والأجتماعي لهذه الفيضانات على المجتمع البريطاني والأستقرار الأمني الغذائي والمجتمعي والأقتصادي، وأخذوا مدينة هال سيتي كنموذج لدراستهم وهي المدينة الأكثر تعرضاً للفيضانات في بريطانيا.. عشرات الآلاف من السيناريوهات ما خلوا شي ما فكروا بيها، وطلعوا بتوصيات وبرامج عمل للسنوات القادمة لكيفية التعامل مع الفيضات حتى ما تأثر على الإقتصاد البريطاني وما تسبب دوخة راس للحكومات البريطانية القادمة.. والغريب أن ماكو بخطط التعامل والتوصيات أي شي يگول إن أحسن طريقة للتعامل مع الأمطار والفيضانات هو بيان واحد من محافظ أي مدينة بريطانية وإعلان عطلة فيضانية وتعطيل الدوائر والمدارس والجامعات.. وعفية على الحكومة العراقية وهي صاحبة هذا الحل المدهش إللي ما عطت سر هذا الحل لأي من الدول حتى يبقى بس إلنا وهي تحت شعار ” مرگتنا على زياگنا “. فحكومات العراق بكل دوراتها تؤمن تماماً بان أفضل حل للتغير المناخي والفيضانات هو تعطيل الدوائر… من غير ما تحسب حساب التأثير الأقتصادي لمثل هذا التعطيل والتاثير الإجتماعي للتعيطل على الأسواق والناس إللي عايشة على حركة الشوارع.
دول العالم في سباق وي نفسها تبحث عن الطاقة النظيفة إللي ما بيها كاربون مثل التوجه للوقود الهيدروجيني أو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتتبنى برامج معتمدة لجعل خدماتها وعملياتها بدون كاربون حتى يقللون من أسباب التغيير المناخي وبالتالي تقليل تأثيرات التغيير المناخي ومخاطر الأمن الغذائي (الفيضانات همين تسبب تلف المحاصيل الزراعية مو بس الجفاف مو زين للزراعة).. دول العالم صارت تعتمد على النقل الجماعي العام لتقليل أستخدام السيارات العائلية الخاصة.. وصارت بكل شارع أسواق مرتبة كل شي بيها حتى الناس ما تضطر تطلع بسيارتها وتحرگ بنزين وبالتالي أنبعاثات كاربون للجو.. وكل خدمات الدوائر صارت بالموبايل حتى يقللون الأزدحام عدد السيارات بالشوارع.. رفعوا سن الحصول على إجازة سياقة السيارات.. ضرائب عالية على شراء السيارات إللى محركاتها كبيرة وتحرگ هواية بنزين حتى الناس ما ترغب بيها..جامعات تخصص بحوثها الأكاديمية لإيجاد حلول هندسية ممكنة التطبيق للطاقة البديلة.. بينما الجامعات العراقية مشغولة تنطي ماجستير عن شنو كان ريوگ المتنبي يوم مقتله ، وتحليل الفرق بين النتف والحلاقة في التعامل مع الشعر الزائد لأن الليزر بيه شبهة تحريم.. وفي كليات الهندسة دكتوراه عن كيفية الضغط على عجينة الكليچة لرسم النقشات وإيجاد جواب للخلاف الفلسفي والجدلي العميق وهو هل الكليچة أم الشكر لازم تكون بدون نقشة أو يجوز نقشها وزخرفتها حالها حال الخفيفي؟
كل إللي نشوفه حولنا وكيفية تعامل دول العالم مع مواضيع التغيير المناخي يؤكد لنا بأن العراق خارج المنظومة العالمية والإحساس العالمي والتصرف العالمي، لأن إحنا مشغولين بالحصة.. وإللي يؤمن بالحصة وكل همه هو الحصة ما يهمه المجموع ولا العالم.
لازم نفهّم أصحاب القرار بالعراق أن الكاربون هو فساد للبيئة، يجوز بهاي الحالة راح يهتمون ويتعاملون مع الموضوع.. لأن هم شاطرين بمواضيع الفساد وكيفية التصرف ومعالجة الفساد بأسلوب الطمطمة.. وأكيد راح يلگون طريقة لطمطمة ملايين أطنان أنبعاثات الكاربون مثل ما طمطموا كل ملفات الفساد المليارية.. والحجارة إللي ما تعجبك تفشخك يا جماعة كامبريدج.. لعد شعبالك