دالغة … في إنتظار البيضة ..برهان المفتي

شارك مع أصدقائك

Loading

دالغة / في إنتظار البيضة

 

الدجاجات طالعة مسيرة إحتجاجية مليونية وتطالب بالتعيين في الدوائر العراقية وتكسب راحتها.

برهان المفتي

……

في كل مرة أسمع أو أقرأ فيها كلمة (الإنتاجية) تظهر أمام عيني صورة تخيلية لدجاجة تبحث عن مكان لكي تضع بيضتها.. لأن هذه الكملة مرتبطة بذاكرتي مع كلمة (إنتاج) إللي كانت مكتوبة على كارتونات طبقات البيض.. كنا نقراها ” بيض من إنتاج مزارع….”، فظلت هذه الكلمة دجاجية رغم أن خبراء المال يربطوها بالإقتصاد وكيفية تحقيق الربح وتحويل المادة الأولية إلى مادة نهائية تجلب الأرباح للشركة أو الدولة.

وقبل فترة قرأت كلمة الأنتاجية في تقرير عن الموظف العراقي وكيفية قضاء وقته أثناء العمل في دائرة حكومية، والتقرير أعتمد على بيانات ومسوحات ميداينة والنتيجة أن الموظف العراقي هو أقل الموظفين شرقاً وغرباً في الإنتاجية، حيث أنّ معدل دقائق عمله هو سبع دقائق في اليوم.. اما الساعات الأخرى فهي بين التحضير لوجبة الريوگ الجماعي ثم مسح طاولة الريوگ الجماعي وتحضير الطاولة مباشرة لوجبة الغداء الجماعي.. وساعة روحانية  للتحرر من الشعور بالذنب من أخذ الرشوة ، ثم ساعة روحانية للأستغفار وتقديم الأعذار للحاجة إلى الرشوة أو أخذ العمولة القادمة، وبين هذه الساعات أكو ساعات مراجعة رسائل گروبات الواتساب لأن بحسب خطة العمل في الدوائر العراقية لازم كل موظف أو موظفة يشاركون على الأقل في عشر گروبات رسائل جماعية للتشجيع على العمل بروح فريق الواحد، وتبادل النكات للتخفيف من ضغوطات العمل، ولا تنسى الساعة التي يحتاجها الشاي العراقي للتخدير، فنحن في العراق نحب التخدير بكل شي.. تخدير الراس وتخدير المسائل و تخدير الشاي. الناس عدهم إختصاصيين بالتخدير في الجراحة العامة والجراحة الفوق الكبرى وإحنا بكل بيت عدنا أختصاصي تخدير الشاي، ويكون في العادة أبو البيت لأن هو كبير التخدير في البيت.. من المسائل وحتى الشاي.

والدجاجة من تبدي البيضة تتحرك ببطنها في مسار الخروج من شيسمو نه مالتها تدخل في حالة هياج وتقاقي وتدور على مكان تخلي بيضتها، وبين بداية تقاقيها ولحظة خروج البيضة وسكوت الدجاجة تقريباً ربع ساعة بحسب خبراء علم الدجاجيولوجي ، يعني إنتاحية الدجاجة البياضة أعلى من إنتاجية الموظف العراقي، فالدجاجة تتعب باليوم ربع ساعة وتنتج بيضة تنكل وقابلة للطگ أو السلگ ، بينما الموظف العراقي أو (الموظفة) يتعبون باليوم سبع دقايق والنتيجة تعال بعد أسبوع أو السيستم عاطل وماكو أنترنت.

وبدخول عطلات جديدة في قانون العمل العراقي مثل عطلة المطر وعطلة الحر وعطلة أول طيحة بامية فأن إنتاجية الموظف راح تكون أقل من الوقت الضائع في كرة القدم او الوقت المستقطع في كرة السلة.

وحالياً أمام عيني أتخيل مظاهرة .. الدجاجات طالعة مسيرة إحتجاجية مليونية وتطالب بالتعيين في الدوائر العراقية وتكسب راحتها.. تشتغل باليوم سبع دقايق والنتيجة حسرة وإنتظار في عيون الديك إللي شايل لافتة المظاهرة… يخلص اليوم والبيضة بعدها ما نازلة… وإحتمال يمضي العمر وبيضة إللي ينتظرها الديك بعدها ما جاهزة وحتى إذا نزلت راح تنزل فاسدة.

شارك مع أصدقائك