الساحر كاظم الساهر
عباس الحسيني
اريزونا
انه العام ١٩٨٤ حين قدمت الاعلامية فرقد برنامجها المتفرد نسمات من بلادي، وقد اختار القيصر كاظم الساهر وقتها ان يكون ضمن حلقة محافظة الديوانية ، والمكان هو اعدادية الزراعة في محافظة الديوانية ، قرب نهر الديوانية ، جلس القيصر ، غير المعروف وقتها الا من القليلين مرتديا دشداشة بيضاء ، وبقامة نحيلة ليطربنا باغنية عبرت ابسط على مودك، كان جم الادب ودمث الاخلاق ومفتون ومتفان لفته ودقة اختياراته مع رومانسية طافحة وروح فنان عظيم. كان لابد له ان يولد . اخذ كاظم ينوع في طرائق الاداء العراقي كلها بدءا من الريفي والحضري واساليب المقام ، ومن جميع المناطق واللهجات ، حتى تفوق عربيا واستقر به الحال متصوفا في شعر نزار قباني وتجليات قصيدة النثر التي تشكل صعوبة، وربما استحالة في التلحين والاستقرار ، ضمن القوالب اللحنية، وكان لابد لناظم ان يكون غريبا ، مهاجرا ، او تروبادوري السلوك ، حتى وصل الى البصرة ليشارك مهرجان الالق العراقي في خليجي ٢٥ وهي خطوة رائدة تنبه اليها قيصر الغناء العربي ، الذي لم يفارق العراق ولا بغداد مخيلته وكينونته الفنية
استند كاظم الساهر الى النسق الشرقي الممتزج بالالات الغربية في توليفة نادرة يسافر من خلالها عبر الحان سيخلدها التاريخ
المعنى الاكبر في الابداع الموسيقي هو ات لا يركن الفنان الى المجهول وان الابداع العراقي كشأنه دوما، فهو حاضر في كل الازمنة ، رغم الصعاب ورغم تداخل الرؤى والطموحات وتنافر الاتجاهات
كاظم الساهر هو ثروة وطنية وقومية، وهو الوحيد الذي يبدع خارج السرب في منطلقاته الثقافية اللحنية التي يحاول من خلالها نيل الريادة في خلق جمهور مستمع الى واقعية فنية ، اي انه جمهور يمثل انا واعية ذات مفاهيم متقدمة وبرؤية جمالية معاصرة
شكرا كاظم الساهر
شكرا ايها الساحر