حقائب الحلم*
…..
الى عبد الكريم كاصد
بعد ” صبخة العرب “* وكل هذا الرحيل..
سازرعُ عطرا في موقدي
….
هكذا نقرأ الأسفار
هكذا نمتطي الأحلام
ثمة كوابيس
لا نحملها معنا في الحقائب
ثمة احلام
سوف نؤجلها
لسفر قادم من الأسئلة .
….
الآن
في دكان الحلاق
في مكتبة عامة
الآن
انا
في سوق شعبي
في مطعم عراقي
كل يوم
وفي المنأى
اكرر دورة استحالتي
بقافلة من حقائب مفخخّة بالخوف
…
الحقائب
قصاص العمر
سؤال القلق
نزوة الرحيل
….
كلّ حقيبة
علامة تعجب!!
وكل طريق سؤال ؟؟
….
الأفق غيوم تسافر الى اللاجدوى
ربما تمطر في كتاب
ربما تمطر في بلاد نائية
تظل أرواحنا معلّقةً..
الى حقائب لم تفتح بعد،
حقائب لا تضل الطريق
…..
أتذكر الحقيبة الأخيرة في حروبنا المديدة
وضعت فيها آخر بدلة عسكرية نال الدم منها والندم كثيرا
وضعت فيها أيضا
ما تبقى من طلقات صدئت في ” شاجور ” بندقيتي – الكلاشنكوف –
القيتها في أول حفرة ..
ومضيت راقصا
….
في آخر الحقائب
سأزرعها بقصاصات من ورق شجرة العمر
أرشها برحيق أقدامي
برفيف حلمي
سأكتب فيها وصيتي الأولى
وارسلها على جناح غيمة
لا أدري
لمن تمطر أخيرا؟؟!
………………………
*- الحقائب مجموعة شعرية مبكرة للشاعر المبدع كريم كاصد
*- صبخة العرب .. منطقة الشاعر القديمة في محافظة البصرة