حوار مع الشاعرة منى عثمان

شارك مع أصدقائك

Loading

حاورها
عبد الحميد منصور

 

مقدمة

للمره الثانيه أقف على شواطئ الكتابه مندهشا، فهل أنا أمام كاتبه أم شاعره تنزف حروفها تألقا وشعرا وفيض مشاعر ،أم نزف قاهر يفوق الوصف
أم أمام فلسفه حياه لشاعره وهبت الحكمه في كل حرف وكلمه ومعنى فاضحت تغرف من بحر الكلمات تصبه أمامي لأجدني أمام جداول من كلمات ومعاني عذبه رقيقه حكيمه بعيده الغور عميقه تحتاج لغواص ماهر
يبحث عن الجوهر لايحفل في أصداف الكلمات أو رمل الشاطيء هي شاعره وكاتبه وقد أقول بأن الحكمه والفلسفه تحتل نواحي تعابيرها لكثافه ثقافتها وغزارتها ودقه تعابيرها وحسن وصفها لمشاعرها ونزفها وتعابيرها الكتابيه لتتحول لمدرسه للأدب والذوق متربعه بثقه على رابيه في محراب الأدب بكل ثقه
وحتى لا أغوص عميقا وبعيدا أترككم مع ترانيم الكلمات واللقاء الجميل مع الشاعره الملهمه “منى عثمان” من أرض مصر وعلى شواطيء نيلها فدعونا نسمع معا حديثها عن كيف يتكون الشعر والشعور كلمات وتبعث فيها الحياه لتكون بين يدينا نتصفح الاحاسيس الانسانية —

أنا تلك المنى التي كانت ومازالت تقترف الحرف بإرادة كاملة ودون وعي تنزفها المحابر قصائد تتأرجح فوق سطور لم تتوازن بعد،وتشكلها الأبجدية كلما حلا لها أن تثمر خزامى من ضوء.
خمسون غيمة حزن إلا قليلا ،ومازلت أتلمس برق حلم لم يخفت بريقه حتى الآن ومازلت شتاتا لم تلملمه يد الحروف المضمخة بألف وجع، ومازلت رذاذ ضوء يتناثر مع كل ضغطة زر على حرف ألضمه بحرف… لأخيط قصيدا يحمل بعضا من روحي تلك المنى….. تفوض ثمانية وعشرون حرفا لتعريفها
فهم قبيلتي التي أنتمي إليها بعصبية وحميمية لا تنفك عراها ….. نقطة…. (لم أبدأ بعد) !!
متى حاولتِ الكتابة ؟
ليست فلسفة إن قلت أني لم أحاول الكتابة يوما، إنما هى جذبتني بقوة موجة هاربة من شواطئ بعيدة أوصاها المحيط ان تأتي بي مكبلة بأصفاد الدهشة
فإذا بي أستسلم وأسابقها للعمق لا آهاب الغرق !
لا أذكر منذ متى تحديدا كتبت، لكني كنت على مشارف الصبا حين ترنمت ناي الحرف وأنسلت شجنا !
هل هناك من شجعك؟
بالطبع أمي كانت مدرستي الأولى وجمهوري الأول فيم أكتب أو ارسم،
ثم مدرسيني وسعادتهم بم أكتبه وضمي للإذاعة المدرسية وللجماعة الفنية
لفترة طويلة كنت أزهو بهذا ثم أدركت مع النضج أن الحرف ألمٌ اكثر منه سعادة وزهو هو نزف لا يكف وجرح يتسع كل لحظة بقدر استغراقنا فيه وأبدا….لا يلتئم .
عدد الإحباطات إن وجدت ؟
إن وجدت !!يا الله نحن حشد مزدحم من الاحباطات تل يعلو كل لحظة بخيبات جديدة.، لا أحد يخلو من احباطات لكن ربما الفرق بيننا وبين الآخرين أننا نملك أن نصيغ الاحباط حرفا مدموغا بكل صفعة مرت بنا،
أننا نتشكل مع كل وجع بأنين قصيدة أو ومضة أو خاطرة.، الكاتب يتألم بأثر رجعي،وجعه مكثف غائر حد اللاحد وندباته أبدا لا تزول تظل تنضح بكل مامر به ، واعتقد أن الشيء الإيجابي في هذا أنه منبع استلهامه وفكره
أيهما أقرب إليك الإعلام أم الأدب ؟

الأدب شيء راقي جدا ليس متاحا للجميع عكس الإعلام،فسبله تتشعب ويتحكم فيها لوبي كبير يمسك بخيوط اللعبة كلها وبعصا سحرية يمكنه أن يمس أي اسم فيلمع حتى لو لم يستحق،لكنها دواخل وتجمع خفي وشللية لا حد لها.
أما الادب فهو الشيء الخاص جدا بكل قلم وبكل فكروحده كاف طالما لا سبيل الى شيوعه إلا بطرق ملتوية،غالبا ولا أعمم لكنه السواد الأعظم لذا هو يشبع هوايتي بالشكل الذي يرضيني حتى لو ظل بين دفاتري وعلى جدار حائطي و النشر الالكتروني .
هل يطعم الأدب خبزا ؟
لا يطعم خبزا ولا قشا حتى.، طالما الكاتب مخلصا لفكره ومعتقده ومبدأه
فلن يتنازل أبدا ليتكسب من وراء هذا وكلنا نعرف أنه للآن يتم شراء الفكر والمبدأ والمعتقد إذا كانت النفوس ضعيفة، خلاصة الأمرالأدب لايطعم شيئا
فنحن للآن من ننفق عليه ولم نحظى من وراءه بقلامة ظفر، اللهم سوى إشباعنا الداخلي بقيمة مانكتب .
آخر كاتب او كاتبة التقيت بها ؟
لا أحد ألتقي بالجميع عبر شاشة الأزرق أنا لا أخوض أية تجمعات أدبية وأعتذر عن دعوات كثيرة لمحافل كبيرة نظرا لظروف أسرية،حتى اللقاءات الاذاعية تتم عبر الهاتف !
آخر كتاب قمت بمطالعته؟
القراءة إدماني المطلق، أنا قارئة نهمة جدا قبلما تسرقني الشاشة الزرقاء من مكتبتي العامرة، ربما آخر ماقرأت كانت ثلاثية غرناطة للرائعة رضوى عاشور .
هل للأدب مستقبل في محيطنا العربي ؟
الأدب الخالص المنزه عن الركاكة والسفور ومجاراة الذوق الفاسد بتعري الحروف وابتذال المعاني،لن يخبو حتى وإن كنا نمر بفترة سوداء نتيجة الحروب والدماء ومحاولة تصفية وإبادة شعوب ودول كاملة عن بكرة أبيها
سيظل الأدب تأريخا لمراحلنا المتعاقبة وتدوينا لمواجع أمة تنزف حلمها !
أجمل لحظات الكتابة ؟
الكتابة تشبه صرخات المخاض،محال أن تتحكم فيها أو تخرسها لوقت يناسيك، مثلا ستجد ببيتي في كل مكان أوراق وأقلام،حتى بالمطبخ أضع قلما ومفكرة أدون فيها مايبرق بذهني سريعامخافة أن انساه.
الكتابة ميلاد روحي على سطر في هيئة قصيدة أو غيرها ولها فرحة وجه الوليد
والليل سفير رائع بيننا وبين سطورنا،هو الوقت الذي تنسال فيه أقلامنا دون قيد، ربما لروعة لسكون ولأنه يمس عمقا فينا غير متاح خلال مشاغلنا وما يشوش علينا طوال اليوم .
أيهما أقرب للتعبير عن ذاتك الشعر أم القصة أم الومضة؟
كلهم أنا يحملون بصمة روحي وچينات حلمي ويمرون بنفس المدار عند خط استوائي مع بعضي وكلي، الفرق الوحيد بينهم،من منهم يستوعبني اكثر في تلك اللحظة وأي سكب سيحتملني الآن بدقة وصف لما أريد،
ولأنهم يحملون فصيلة نبضي فكثيرا ماتتبدل الأدوار وتتفاوت النوايا
فربما نويت ومضة فإذا بها تتكاثف حتى تغدو قصيدة أو خاطرة طويلة،
وأحيانا العكس أبدأها قصيدةفإذا بي أختزلها لومضة ،في النهاية هم خلاصتي ومحبرة روحي.
كيف ترين البحر؟
البحر منذ الأزل وحتى الأبد رفيق مخلص وظل وفي للكاتب يقتفي أثر حرفه أينما كان ربما لأن الكاتب موجة فرت منه على حين غفلة من الشواطئ،فهو يحن دوما إلى امتداده والتحامه ببقية موج حاول الإفلات ولم يفلح.
البحر نصف الشاعر وهو بعيد وثلاثة أرباعه حين يكون على مقربة منه،ثم هو كله إذا مالامست أقدامة مياهه .
ماذا يعني الليل للشعراء؟
ياربي أظن أن ردي على سؤال ستبق تضمن هذا أضافة إليه، اقول الليل لص رائع محبب إلى أُولي الحرف وذوي الأقلام المتعبة من صخب النهار وضجيج لا يكف، لص ن نسلم له أنفسنا طواعية ونسعد بسرقته لنا الليل لنا، الليل لي من صغري وأنا أتدفق ليلا،سواء حرفا او رسما أو قراءة ،ما أجمل الليل حين يستنطق منا كل ما ألجمته فينا عوامل الصمت وحين يتسلسل بخفة خبير محترف فيستشف أسرارنا المخبوءة في خزانة اللاكلام .
ماذا يعني القرطاس والقلم؟
يعني الكثير..يعني البدايات الأولى يعني براءة الحرف حين نقترف إثم المحابر. أحن كثيرا للقلم والورقة وآثار الحبر على يدي وأحيانا ثوبي، الآن أكتب بضغطة زر على لوحة مفاتيح،لكني اشتاق المنهل الأول ولذا أعود إليه من وقت لآخر .
هل المرأة أصدق في التعبير أم الرجل؟
الأصدق هو الأكثر تعبيرا ووصولا إلى القلب، يتساوى في هذا رجلا أو امراة وأقصد الأصدق في معايشة حالة إبداعية حين النزف على الورق حتى لو لم تكن حالته الخاصة فأنا اعتبره نجاحا لي حين يعتقد القارئ انني أسطرني أنا وأكتبني أنا أذكر في مرة اثناء الجامعة فازت قصة لي بعنوان ( يختل الميزان ) تحكي عن حالة شعورية مكثفة لامرأة عانت كثيرا لتتحرر من قبضة زوج تكرهه،ثم حظت بحريتها لحظة أن بدأت تنجذب إليه وقتها ولدقة وصف مشاعرها كانوا يسألونني هل هى قصتي أنا!؟
وانا كنت طالبة وغير مرتبطة أصلا !
الخلاصة الصدق هو رمانة الميزان لوصول العمل الأدبي إلى المتلقي لا يهم رجلا كان ام امراة .
أجمل الألوان إليك وماذا يعني ؟
البنفسج.. بكل تدريجات لونه من الأدنى إلى الأقصى، هو لون الخزامى…والخزامى عشق روحي ،ايضا الازرق الملكي..يجمع بين عمق البحر وبهاء السماء.
كلمة الحب ماذا تعني للشاعر ؟
إذا هى مجرد كلمة…فما أكثر الكلام سواء شاعر او غير شاعر، أما عني
ك “منى” فأنا أرى الحب أكبر كثير وأجل من مجرد كلمة ،قد أقول أحب بكل شيء دون أن أنطق، وأنا لا اثق فيمن يرددون كلام الحب كالببغاوات،
أو كانهم مبرمجون على معزوفة صدئة يرددونها دون إحساس و دون فعل يؤكده .
الحب موقف ودون ذلك فهو زيف وكذب ولحظات لهو للتافهين الفارغين من كل معنى !
عدد الكتب والمؤلفات إن وجدت؟
أثناء الجامعة صدر ديوانا مشترك عن مجلة كنت أكتب فيها بعنوان (ويبقى الحلم ). لي ديوانين ألكترونيين :الأول بعنوان (صهيل الذكرى)،والثاني بعنوان( نقش على الشريان).
منذ عامين أعددت ديوانا وكتاب خواطر ثم توقف الأمر كله نظرا للتكلفة الباهظة المبالغ فيها.، ولعلهما يريان النور ذات دهشة !
هنا في العالم الأزرق الكثير من التقدير من قِبل المجلات والصحف الألكترونية والتي بمثابة محافل أدبية أون لاين ساعة24.
أنتم أيضا علامة وإضافة كبيرة لذاك التقدير الذي نحظى به هنا عوضا عن واقع لا يسمح بالكثير لزوجة وأم لديها من الأعباء مايحول بينها وبين الضوء
لكنها تجد هنا متسعا لحرفها و شمس اخرى تشرق لها !
في النهاية أشكركم جدا ومن القلب ممتنة لدعوتكم الكريمة.وحسن ضيافتكم خالص تحياتي وتقديري!
…..
*- نشر الحوار في جريدة الحياة الأردنية أيضا

 

شارك مع أصدقائك