شيرين مجدى
مصر
مهلًا يا عيدَ ميلادِي
فَيَدِي مَا زَالتْ متشبثةً في خيطِ الطائرةِ
الورقِيَّةِ
لأطِيْرَ مَعَها
أنا لَمْ أَطِرْ بعدُ
ما زلتُ أفَاخِرُ أَصدقائِي وأقنعُهم أنَّ القَمَرَ
يلاحقُني وحْدِي
لِكَيْ يكونَ صَدِيقِي
مَهْلًا
فأنا مَا زلتُ أراودُ بساطَ جَدَّتِي ليِحُلَّقَ بي
حتَّى آكلَ من حلوى الغيومِ
وأريدُ أن أردَّ للغيمِ قطرتَهُ التي أسقطُّها
كي لا يراودَهُ الحنينُ
ما زلتُ أمسحُ كلَّ الأباريقِ كي يخرجَ لي جِنّيٌّ
ليحققَ لي ثلاثَ أمانٍ
فأتباهَى بذكائي لأني سأطلبُ عشرًا
في كلِّ أمنية
والجنيُّ سيحسبُها أمنيةً واحدة
ما زلتُ أزرعُ قدمي في الرملِ
كي أزهرَ
أو لأُعَلِّمَ الرملَ أن يمشي بدلًا من أن ينفخَ فيه الريحُ
ويطيرَ في عيني
وهنالك كُنْتُ أبْنِي قَصْرًا من الرَّمْلِ
ولَمْ أُكْمِلْهُ
يا عيدَ ميلادي
أنا طِفْلَةٌ تسيرُ في الوَقْتِ لأسبقَه
وأصيرُ كأمِّي لكنها كانت لعبةً من ألعابِي
وحَالَمَا انتهيتُ أنهكني التعب
وتشبثت كفّ النعاسِ في جُفوني
لكن سريري كانَ صغيرًا
وابيضَّتْ عيُن دميتي
من حُزْنِها لفراقِي كلَّمْتُها
لكن لماذا لم تعرفْ صَوْتِي؟
هل لي أن ألعبَ بعقاربِ الساعةِ
لأردَّ للوقتِ ما سرقْتُهُ منه وجريتُ