نجوى عبد العزيز
شعرت بدبيب خافت يجذبها إليه، تشاغلت عنه بعملها، طوي الشوق إليه المسافات والعراقيل التي يصد بها محاولات اختراق مجاله.. بثت إليه وكالة أنباء عيينها افتتانها به: موجز النشرة: إنها مقبوض عليها للتحقيق في تهمة حبه، شهود القضية: حروف أسمها فرت من مجالها واستوطنت عالمه ! أصبحت بلا هوية ولا عنوان؛ قذيفة الخبر أصابته في عرقيته، نبحت داخله عنجهية الرجولة .. ميراث أجداده الفراعنة . النشرة بالتفصيل: أهازيج هيام يُدلي بها قلب المتهمة: حبك يحتلني .. يطاردني .. يُلاحقني .. يُحلق بي فوق السحاب .. يعبث بأمني .. يُغير أبجديتي .. يصوغني لك جارية في بلاط السلطان!! همساتها تفتت الصخر، ولكنه قد من حجر، ألقى إليها كلمة عجلى وهو يهمهم هامساً – بالقطارة – إليــــكِ عني .. ! كلمته أخرست داخلها حبا (أسطوري الحنان) ، صدمتها آمالها بصريح الوهم .. أصرت على المجادلة . هذه الأنباء نوافيكم بها من الليالي الساهرة.. هذا وقد وشت العيون بنجوى القلوب، لكن الشفاه ظلت على كتمانها تأبى الكلام. عاتبته نفسه.. عادت خطواته تدق أبواب الحلم جاء ينهل مزيداً من الصمت المدثر بالغرام. التقت النظرات .. بقايا عتاب يئن في مقليتها، ها هي أحلامها متألقة تزف إلى قبرها، متسائلة بأي ذنب قتلت؟! قدمت إليه استقالتها، استوقفتها نظراته الجامدة .. أسرعت بالخروج .. لمح حبات دمع على السطور قفز من مقعده .. جذبته التقاليد والأصول .. نهرته نفسه.. هو زوج وأب وهى؟! قال هامساً: ليتك تعلمين ؟! .