برهان المفتي
……….
اليوم سالفتنا يرادلها من صدگ صفنة وفرة راس، وراح تشوفون ليش، لأن الشغلة راح تبين إلكم أن كل إللي نشوفه هسة من خراب والغاء القيم والإنتماء هذني كله كان بتخطيط منهجي من منتصف السبعينيات ، يعني قبل نصف قرن، وتگول لي شلون، تعال أحچيلك.
الشغلة بدت من صارت بغداد هاي الحلوة العزيزة الأنيقة صارت پاكيت جكارة، وصرنا نشوف بغداد تحترگ لو تشتعل بكل گعدة سوالف، واحد يمد إيده بجيبه ويطلع پاكيت جگاير بغداد ويشعل جگارة مكتوب عليها بغداد والكل يسولفون ويضحكون ولا واحد يعترض ليش نحرگ أو نشعل بغداد.
وبعد ما صارت عملية حرق واشتعال بغداد عادة تدخين والناس يتقبلوها، دخلنا مرحلة جديدة من الغاء الأنتماء للحضارة العراقية من صرنا نحرگ سومر وأريدو، پاكيتات جگاير هالمرة صارت أساميها سومر وعلى الپاكيت صورة قيثارة ذهبية أجمل شي في حضارة سومر، بينما على پاكيت جگاير أريدو كانت الزقورة، وصار الطفل يكبر وهو يشوف بالبيت أبوه لو أخوه الچبير د يحرگون ويشعلون سومر وأريدو ، وهيچي صارت شوفة بغداد بالگاع لو سومر لو أريدو شغلة كلش عادية خاصة من مدخن يريد يطفي جگارته برة، يرميها بالگاع ويدوس عليها بقندرته، يعني صار دوس بغداد وسومر وأريدو بالقندرة بكل محلة وسوق ودربونة وبيت.
وعلى مدى سنوات وسنوات من أنتاج جگاير بغداد وبعدين سومر وأريدو كبرت أجيال بالعراق كلما يسمعون بغداد لو سومر لو أريدو رأساً تجي گدام عينهم صورة واحد يحرگ جگارة ويتفل بلغم هائل الحجم واللزوجة مع مقدمة موسيقية تسبق التفلة، وبعد ما چان بغداد عروسة تتغنج بدلال وأناقة وجمال صارت جگارة مكتوب عليها تحذير صحي، فصرنا نربط بغداد بكل شي ضار، وبعدين وي سومر وأريدو، وفي فترة لاحقة الرشيد، فصار الرشد والتفكير الرشيد خطر على الصحة بتحذير مكتوب على علبة جگاير الرشيد.
وبهاي الطريقة المنهجية في التدمير ونزع الإنتماء للحضارة العظيمة في سومر وأريدو، صرنا نتقبل نشوف بغداد مدمرة وفوضى بكل دربونة بغدادية، وصرنا نتقبل منو يجي يهين حضارتنا لأننا صرنا غير منتمين لهاي الحضارة بدفع من طفولتنا من چنا نشوفها تشتعل گدامنا وبين اصابع الوالد لو العم لو الجد والكل متقلبين هذا الاشتعال لو الدوس بالقندرة، وصارت هاي الأسماء مرافقة للمرض والسعال الوصخ القذر اللي يسبق البلغم العملاق الطياري.
فراقبوا التفاصيل الصغيرة، ومثل ما يگولون الشيطان في التفاصيل، فكل النتائج تبدي بخطوات صغيرة محد ينبته لها إلا من تصير تأثير مدمر قوي وماكو حل، مثل ما بدا تدمير بغداد من جگارة، أو دوس كل انتماءنا بچعب القندرة وگدام عيننا عساس يتخلص من نار الجگارة بس بالأساس هاي العملية كانت بداية الغاء الأنتماء في العراق لأي شيء يربط العراقي بهذا الگاع، والحل من البداية كان منع التدخين… يعني چان نگدر نمنع تدمير بغداد وكل هذا الخراب بمنع التدخين أمام الأطفال حتى نؤسس لأجيال سليمة ما يربطون بغداد بالحريق والاشتعال لو بالأرماض ولا شوفة سومر وأريدو جوة القندرة أو التحذر على أن الرشيد خطر على الصحة.. وهالتشوفون حال شارع الرشيد.
ها دالغة لو مو دالغة !