فرك النور
كريمة عبد القادر
مصر
فى صباح يوم مشمس دافىء من ايام فصل الشتاء فى احدى قرى محافظة البحيرة كانت فرك النور الجميلة الهادئة فى طريق عودتها من مبيتها عند حنا(جدتها) تلقت التهانى من اهالى القرية لوجودهم صباحا حيت موعدهم لذهابهم الى حقولهم فى هذا التوقيت…. ماكادت فرك النور تخطو عتبة الدار حتى قوبلت بالزغاريت من امها وعندئذ عرفت انها خطبت لسيد جارهم الذى يكبرها فى السن بل هو فى عمر والدها وكانت مسرورة ولم تعترض لان هذا هو فى بيئتها والمتعارف عليه أنذاك… أما عن سيد كان يستمع لماتش كورة فى القهوة عن طريق الراديو، فى اثناء تواجده بالقهوة سمع زغاريت قال: من الذى وقع اى من الذى سيتزوج بعد وقت قليل وهو فى أثناء استماعة الماتش عرف أنه هو الذى وقع وخطب جارته فرك النور…. أم سيد وقتها قالت أن البنت صغيرة على الزواج وليس فى مقدورنا تكاليف الزواج، جار لهم أبدى استعداده لمساعدتهم، ذهب الجار ووالد العروس إلى السوق باعوا عجلة يملكها الجار واشتروا جهاز العروسة وكان عبارة عن سرير حديد اسود بعمدان ودولاب بضلفتين من الخشب للأطباق والأكواب (كبابى) وحلة وطشت وبراد شاى وصنية و٦ملاعق و٦ اصباق (اصحن) وشوية جير لدهان القاعة التى فى دار والده وكردان ذهب وحلق وقطن لتنجيد مرتبة و٢ خدادية ولحاف ومسندين، وزفا العروسان إلى حجرتهما بعد أن رشا بالملح من عيون الحساد، وبعد أسبوع من الزواج سيد ووالده ذهبوا الى السوق وابتاعوا الكردان وتركوا القرط فى أذن فرك النور وسددا الجار وشكروه لموقفه ومساعدته لهم، أما فرك النور كانت لم تبلغ مبلغ النساء إلا بغد زفافها بعام وبعد فترة أنجبت بنت ثم بنتين ثم أنجبت ثلاث ذكور، الابنة الكبرى لم تنل حظ من التعليم والبنتين حصلوا على تعليم متوسط ساعدهم على التدريس فى المدارس الالزامية…. اما عن الابناء الإبن الأول والثانى صاروا مدرسين فى المراحل الابتدائية اما اصغر الأبناء صار محام، سيد كان عامل بوفيه فى احدى الأماكن الراقية فى مدينة الاسكندرية بمرتب بسيط مع الاكراميات ولكنه كان ساتر أسرته، وفجاة بعد ولادة فرك النور لابنها الصغير توفى سيد وهذا كان صعب على فرك النور فعملت خادمة فى بيوت الاسكندرية بمساعدة أصحاب المكان الذى كان يعمل به سيد واستمرت فى عملها كخادمة حتى اشتد عود الأولاد على الاقل أكبرهم بعد مدة شعرت فرك النور بالتعب فغيرت نشاطها فاصبحت تتاجر فى بيع الخضار والفاكهة وساعدها فى هذا سكنها بالقرب من مزارع وحدائق الفاكهة، وبعد فترة أولادها كافؤوها Lincoln للحج وصارت تنادى بالحاجة نور