د. نداء عادل
الموتى الذين لم تهزمهم أوطانهم ما زالوا واقفين هناك ..
على الشاطئ الصخري للحنين يرمقون الغرقى بوابل من الشفقة ،
يجتمعون في كل يوم ليحرقوا جوازات سفرهم ويستيقظون في اليوم الثاني/
فيجدونها وقد عادت سليمة فيحرقونها ثانية بذات الغبطة.
المجاديف صنعوا منها مقاصل لتقطيع بيتزا العالم الجديد في السوق ،
احتاروا أي سرير يكفي لكل ذاك التعب القديم أي غابة من القطن تكفي لدفن الدموع .؟
أي عناق يمتد ليملأ مسافة سنين وسنين. يجلسون على كرسي آخر يشبه ذاك القديم ..
قبالة النافذة يوم كانوا ينتظرون في الأفق انفجارا عظيما ..،
آخر يعيد ترتيب الأشياء في هذا العالم.،
ويترك لهم عند عتبة الدار كأسا من النبيذ كل مساء وقنينة لبن أنثوي كل صباح وبابا لا يطرقه رجال الأمن كلما صدحت في الدار أغنية لا تحض على الكآبة. هناك مازال الماء في الجرار
والغروب في الشجر
لكن ليس ثمة مطر هناك
فقط الأحياء الذين هزمتهم أوطانهم وجعلتهم عبيدا يبنون الزقورات في كل عشرين سنة لرب جديد.