نصوص .. الشاعر وديع سعادة

شارك مع أصدقائك

Loading

وديع سعادة

يا جاك كيرواك

كثير من الأخطاء في الإشارات والأسماء على الطريق يا جاك كيرواك

الأسهم المشيرة إلى أمكنة

توصل إلى أمكنة أخرى

واليافطات المكتوب عليها ينابيع

صحارى.

ماذا جرى يا جاك كي أرى السهل حوتاً يريد أن يبتلعني

والفراشةَ جداراً؟

وهل السنونوة التي سقطت ميتةً أمامي

كانت تعبر كي ترسم الطريق أم كي

تمحو العبور؟

يا جاك، يا جاك، إنزعِ اليافطات عن الطريق

إلغِ الينابيع والغابات والأمكنة

دلَّني فقط إلى الممرِّ الذي بلا إشارات ولا أسماء

أريد أن أعبر.

كي تشرب الذبابة

وضعَ نقطة ماء في صحن

كي تشرب الذبابة

وسلَّم نفسه للريح كي تأخذه الفراشات.

سلَّم نفسه للريح

فالتقطته الذبابة

وعاد إلى المكان الذي طار منه.

كي يقول

مئات الصفحات كي يقول العشبةُ ماتت

كي يقول القمرُ نام،

مئات الصفحات كي يقول خُذِ الشمعة

إنها في الزاوية هناك، مطفأة

أشعِلْها بأنفاسك إنْ شئتَ أو أَبقِها مطفأة وإنْ شئت

ارْمِها،

مئات الصفحات كي يقول عود ثقاب

كي يقول اشتعلْ

كي يُخفض الدرجة قليلاً كي يستطيع

أن ينزل،

مئات الصفحات كي يقول رأى نملة

كي يقول رأى خشبة

وكي يوهم نفسه أنه أنقذ الغريق،

مئات الصفحات كي يقول

غرقتُ ولا أرى شيئاً

كي يتسامر مع طحلب، مع فراغ

كي يرى السفن وهي تهوي

والغرقى يصرخون

وكي يلفَّ سيجارة وهو ينظر إلى الأمواج،

مئات الصفحات كي يعتذر من صرصار

وطأه ذات يوم بقدمه

كي يقول للعريشة أمام بابه شكراً

وشكراً للكلب الذي كان

يلوّح له بذنبه.

مئات الصفحات

مئات الصفحات

كي يقول كلمة

ولا يقولها.

لوِّحوا بالحطبة

هذه الحقول المحروقة كانت حقولكم

انظروا

وانبشوا في الرماد

قد تعثرون على وجوه كانت لكم.

الحطبة هناك

يدُ مزارعٍ مكسورة

والفحمة

حدقة عين

انظروا بالفحمة لوِّحوا بالحطبة

واجعلوا الورقة اليابسة لساناً ونادوا

فربَّما شبحٌ عابرٌ هناك

يرى في رماد سيجارته مزارعي تبغ

ويطفئها.

الشوارع تعرفه من حذائه

بين الإسفلت وبينه

عمرٌ من المشي

لديه أسمال

وحذاء

قديمٌ لكنَّه صار أليفاً مع قدميه

والشوارع لا تعرفه

إلاَّ به.

لديَّ حلم

لديَّ حلمٌ يا مارتن لوثر كينغ

حلمٌ صغير

أنْ أُعيد إلى الأرملة فلسها

وحلم

أنْ أقعد مع الكسيح

وأنْ يمرَّ هواء لطيف

بين قدميه المشلولتين والبلاطة التي يقعد عليها.

كان جميلاً

كان جميلاً منكم أن تحيُّوهم وهم يشدُّون الحبال

كي يربطوا شرايينهم بالشجر

أن تنظروا إليهم على الأقل

كي تروا عروق التعب

وتعرفوا كيف

تأتي الثمار إلى موائدكم.

كان جميلاً أن يكون بينكم وبينهم نظرة

كي تروا، على الأقل، الدمعَ من بعيد

كي تعرفوا

ماذا يفعل الدمع في التراب

ماذا يفعل الدمع في الأرض.

نملٌ على الجدار

حجرٌ آخر في الجدار؟

بل أحجار

أيُّها “الطوفان الزهريّ”

 

لكن لا يزال نملٌ

يتسلَّق عليها.

المروحة لا تدور

المروحة لا تدور يا ألن غينسبرغ

كان ذاك هواءً يدور في رأسي

حلْمَ هواء

لا يحرِّك المروحة.

 

 

شارك مع أصدقائك