وديع سعادة
اعطني رداءك يا سركون
بردتُ
أَدفئني قليلاً بترابك
وأَنعشْ هذا التراب يا بسَّام
ادلقْ عليه
كأسك.
على المحطَّة قطارٌ بعد، اصعدا قبل أن يمضي
نذهب معاً في نزهة
نرى الغابات، نرى البطَّ في البحيرات، نرى البيوت وكيف
تطويها المسافات
وتطوي الساكنين فيها
لا يزال قطارٌ بعد
وبعده تقفل المحطَّة
اصعدا
فإنْ مضى هذا القطار
أين نقضي هذه الليلة؟
إنَّه القطار الأخير، اصعدا
قد نذهب في نزهة
قد نرى ذاك النبع الذي حلمنا به طويلاً
ينبثق من المياه الجوفيَّة لأحلامنا
اصعدْ يا سركون
قد يمرُّ هذا القطار في مدينتك
اصعدْ يا بسَّام
قد نرى مروة.
دُلَّ النقطةَ إلى الطريق
خُذْها
خُذْها رجاءً وارمِها في النهر
هذه النقطة التي ضيَّعت طريقها
وحطَّتْ على كتفي.
خُذها
سيفتقدها النهر
سيكون البحر ناقصاً من دونها
خُذها
الشجر أَولى بها منّي
العشب أَولى
وقد يكون هناك عصفور
يبحث الآن
عن نقطة ماء.
الإشارة
بشبهِ يدٍ لوَّحَ
لإشارة تلوّح له من بعيد
ومضى
صافقاً وراءه حياته
كبابٍ مخلوع.
ترك الأهل والأصدقاء ومشى
ترك الحديقة، النعناع، الحبقة
النبتةَ الصغيرة التي كانت
حين تسمع وقع خطاه تبتسم.
ترك الباب مخلوعاً
ومشى
نحو الإشارة
الأخيرة
للدخان.
عرفتُ كيف يحنُّ الغصن
عرفتُ كيف الشجرة تحنُّ
إلى غصنها المتخشّب
لكن عرفتُ أيضاً
كيف يحنُّ الغصنُ
إلى الخشبة.