قصة قصيرة
محمد محمود غدية / مصر
أحببت كتابات المؤلف، الذى ماأن أفرغ من قراءته، حتى أعود إليه مرة أخرى، الألفاظ عنده ذات دلالات بلاغية راقية، يوظف كل أدواته الإبداعية فى خدمة الأدب، فيرتفع بالقارىء إلي أجواء شاعرية، ومناطق جديدة لم يرتدها من قبل، الصحافة والتليفزيون والميديا تتبعه فى الندوات ومعارض الكتب، له العديد من المؤلفات التى تعاد طبعاتها، لايسعى للشهرة، لكنها من تسعى إليه، بعد أن حطم التابوهات والأصنام، وأسقط الأسوار، بينما هناك آخرون ألفوا القيود والركوع والسجود، فقبعوا فى أماكنهم ضائعون حتى الآن، يلصقون على عواطفهم لغة صلبة كالسيراميك، لأنهم لم يحاولوا القفز من قطار التخلف، وقد فاتهم، ركب التطور، فجأة نشرت الصحف، شهادة المؤلف على العصر، والتي كانت بمثابة وصيته، سألوه عن شيخوخته ؟ فأجاب : الشيخوخة ليست فى أن يكبر المرء فى السن، وإنما فى فقد شهيته للحياة ! المؤلف لايموت، تظل مؤلفاته تثري الحياة الأدبية، وتعمل على تربية الشعور، إختفى الكاتب، ترى هل قرر الإنسحاب من الحياة الأدبية ؟ الصحيفة رفضت الإفصاح، مازالت مؤلفاته تثري الحياة الأدبية، وتعمل على تربية الشعور وإعمال العقل، والنزوع نحو القيم الرفيعة، ترى هل تكاثف عليه الهم وإحتواه، وألف العيش معه، الكارثة فى فقد شهيته للحياة، وهو الذى كان يقول : لاينبغي البكاء على من مات، وإنما على من يولد، والحياة ليست سوى موت مؤجل، تبنى الأصدقاء رحلة البحث عن الكاتب دون جدوى، بعضهم قال : كاتبة مغمورة إنتقد روايتها التى لا ترقى لمستوى الكتابة، قررت الثأر لنفسها، بدأت بتحطيم حصونه، ودفعه إلى محراب الهوى والغواية، وإحتوته وغابا، قول آخر : أنه فى مشفى نفسي خارج البلاد، بعد أن تخطته كبرى الجوائز، وذهبت لمن هو دونه، كل السيناريوهات قابلة للدهشة، أضحى إختفاء المؤلف، مثل لوحة سيريالية من إبداعات الفنان سيلفادور دالي، حتى الأخيرة التى تقول : تعثر لفظ فوق لسانه ومات