فوز حمزة
ابتسمتُ وأنا أُحدق في الثريا المتدلية من سقف غرفتي الأبيض، فرحتي غدتْ بحجم قلبي، فبعد أيام سأتزوج ثانية! هذه المرة ساقترن برجل أحبّبته وأحبّني. زواجي الأول حسمته الأيام لصالح الانهيار، كنا كغريبين تقابلا وسط عاصفة في عرض البحر، حين هدأت العاصفة افترقا. نزلتُ من السفينة أحمل في جيبي لقب مطلقة وعلى يميني طفلة لم تتجاوز السنة، أما شمالي، فأمسك بها سيفاً من خشب، أصد به الريح القادم من الساحل. منظر الطيور وهي تقف على شرفة غرفتي ملأني بالحماس، فنهضت أعد الفطور، وأنا أدخل المطبخ، كأن صاعقةٌ نزلت فوق رأسي! تعرض مطبخي للسرقة، لم يُبقِ اللصوص شيئًا فيه ذو قيمة، هرعت لغرفة ابنتي، غير سريرها الذي ترقد فيه، لم يتركوا أي شيء آخر. في لحظة حملي لطفلتي بين ذراعيّ، سمحت لدموعي بالتساقط. تفقدتُ أركان البيت الأخرى، الضياع هو الشعور الذي اجتاحني تلك اللحظة، سرقوا مع أغراض البيت أحلامي، الأشياء التي اشتريتها للزواج اختفت. بدت لي السماء ثقيلة لا تقوى ألف شمس على تفتيت عتمتها. رميت بِجسدي على الأرض، أحاول الهرب من أزيز العبوة الناسفة في رأسي، لكن أفكاري المشوشة تعيدني ثانية لما أنا فيه. وأنا أنظر لبيتي الموحش، شعرت بالمطر الغزير يهطل في قلبي ليغرق أملي المنتظر. سألت نفسي: من فعل ذلك بيّ؟ لماذا في هذا الوقت؟ هل هي الصدفة؟ أم حظي السيء؟ أو ربما هو قدري المتربص بيّ على الدوام؟ طفلتي قطعت عليَ أفكاري وهي تقدم لي مسبحة وجدتها مرمية على الأرض، يبدو أنها وقعت من السارق. تفحصت حبات المسبحة المطعمة بالأحجار الكريمة الغالية،عرفت كل شيء، الدهشة ألجمتني وفي ذات الوقت أطلقت العنان لخيالي في ربط الأحداث. المسبحة لشقيق زوجي، الرجل الذي ختم على جسدي بالعار لأنّ هذا الجسد في يومًا ما، كان لزوج آخر، فتدنس. نظراته القاسية تشعرني بأني امرأة لم تعد تصلح للحياة، قلبها عاطل عن الحب، وجودها فائض عن الحاجة. حاول وأد الحب بيني وبين أخيه في حفرة التقاليد، لكن الحياة تنحني حين يمر الحب بجانبها. وأنا أنظر لطفلتي من بين الدموع، سمعت طرقًا على الباب، وصوتًا أحبه، يناديني!